في مواجهة فريق بورتو الصعب الذي أثبت جدارته في مباراة الذهاب، نفذ المدفعجية مباراة مخططة بدقة أدت في النهاية إلى انتصارهم بركلات الترجيح. برز ديفيد رايا كبطل لأرسنال، حيث قام بتصديات حاسمة دفعت فريقه إلى ربع النهائي للمرة الأولى منذ عام 2010. كان ملعب الإمارات مفعماً بالأجواء الحماسية حيث احتفل المشجعون بالفوز الذي أكد عودة أرسنال على أكبر مسرح في أوروبا. في إسبانيا، عاش برشلونة ليلة عصيبة على ملعب كامب نو أمام نابولي. على الرغم من دخوله المباراة بنتيجة إجمالية مميزة من لقاء الذهاب، وجد برشلونة نفسه في اختبار صعب أمام فريق نابولي المتحمس لقلب تأخره. الهدفان المبكران اللذان سجلهما فيرمين لوبيز وجواو كانسيلو مهدا الطريق لما بدا وكأنه ليلة مريحة لرجال تشافي هيرنانديز.

ومع ذلك، رد نابولي عن طريق أمير رحماني، مما وضع برشلونة تحت ضغط كبير وأدى إلى نهاية المباراة المتوترة. كان روبرت ليفاندوفسكي هو من هدأ الأعصاب في النهاية بهدف حاسم ليضمن تأهل برشلونة إلى دور الثمانية. لم تكن الليلة عبارة عن تألق فردي فحسب، بل أبرزت أيضًا التعديلات التكتيكية التي قام بها كل من أرسنال وبرشلونة. وقد أثمرت قرارات أرتيتا خلال اللحظات الحاسمة من المباراة عن نتائج إيجابية، بينما أظهرت قدرة تشافي على إدارة فريقه وسط تحديات الإصابات سبب اعتباره من بين أفضل المدربين في أوروبا. وبينما يتطلع كلا الفريقين الآن إلى قرعة ربع النهائي، فإنهما لا يحملان آمال جماهيرهما فحسب، بل يحملان أيضًا دروسًا من هذه المواجهات المتنافسة بشدة.

بالنسبة لأرسنال، فإن الأمر يتعلق بمواصلة مشوارهم الأوروبي بإيمان متجدد؛ وبالنسبة لبرشلونة، فإن الأمر يؤكد من جديد على مكانتهم كفريق منافس رغم معاناتهم الأخيرة. أثبت دوري أبطال أوروبا مرة أخرى لماذا لا يزال دوري أبطال أوروبا هو أعرق مسابقة للأندية في كرة القدم - حيث يقدم لحظات من السحر واليأس والفرح المطلق.

بينما نقترب من تتويج أفضل فريق في أوروبا، فإن مثل هذه الليالي تذكرنا لماذا تأسر كرة القدم القلوب في جميع أنحاء العالم.