أثبتت المباراة، المليئة بالدراما والأهداف واستعراض البراعة التكتيكية من كلا الفريقين، أنها شهادة على طبيعة الدوري الإنجليزي الممتاز التي لا يمكن التنبؤ بها. بدأت المباراة بوتيرة حماسية مع تقدم تشيلسي في الدقيقة 15 من تسديدة ماسون ماونت التي نفذها ببراعة. ومع ذلك، أظهر توتنهام مرونة كبيرة ورد بهدف التعادل من سون هيونج مين بعد عشر دقائق فقط مستغلاً هفوة نادرة في دفاع تشيلسي. مع اقتراب الشوط الأول من نهايته، اشتعلت التوترات داخل وخارج الملعب، حيث كان كلا الفريقين منغمسين تمامًا في المباراة. استؤنف الشوط الثاني بمزيد من الحماسة مع سعي تشيلسي لاستعادة السيطرة على مجريات اللعب. وقد أثمرت جهودهم عندما سجل الوافد الجديد رحيم سترلينج هدف التعادل في الدقيقة 55، ليشعل ستامفورد بريدج حماس الجماهير. رفض توتنهام التراجع واندفع إلى الأمام بحثًا عن هدف التعادل مرة أخرى.

وقد أثمر إصرارهم عن هدف التعادل عندما سجل هاري كين هدف التعادل برأسية قوية من ركلة ركنية في الدقيقة 72. مع تعادل النتيجة مرة أخرى، شن الفريقان هجمة تلو الأخرى في معركة من طرف إلى طرف أظهرت أفضل ما في كرة القدم الإنجليزية. وجاءت اللحظة الحاسمة في الدقائق الأخيرة من الوقت الأصلي عندما اخترق كاي هافرتز لاعب تشيلسي دفاع توتنهام ليسجل هدف الفوز. وعلى الرغم من محاولات توتنهام المستميتة لإنقاذ نقطة في الوقت بدل الضائع، إلا أن تشيلسي صمد دفاعيًا ليضمن النقاط الثلاث. هذا الفوز المثير لتشيلسي لا يعزز ثقته بنفسه فحسب، بل يضخ أيضًا زخمًا في حملته حيث يتطلع إلى المنافسة على الصدارة هذا الموسم.

أما بالنسبة لتوتنهام، فعلى الرغم من إظهاره لشخصية رائعة وروح قتالية عالية، إلا أنه عاد إلى نقطة الصفر في ظل سعيه إلى الثبات في أدائه. بينما تستمر مباريات الدوري الإنجليزي الممتاز في تقديم مباريات تحبس الأنفاس أسبوعًا تلو الآخر، فإن هذا الديربي اللندني سيظل في الذاكرة كأحد أبرز مباريات هذا الموسم.