جاري التحميل

فوز أستون فيلا بدوري أبطال أوروبا: ليلة لا تنسى

وصلت رحلة فريق أستون فيلا في دوري أبطال أوروبا المجددة إلى ذروة الإثارة مساء الأربعاء عندما ضمن الفريق التأهل إلى دور الـ16، حيث احتل المركز الثامن في مرحلة الدوري بفوزه المثير 4-2 على سيلتك في ملعب فيلا بارك.

لقد كانت ليلة مليئة بالتوتر والاحتفالات والإصرار المطلق الذي سيبقى طويلاً في ذاكرة مشجعي فيلا. كانت الرهانات كبيرة بالنسبة لفريق أوناي إيمري، الذي دخل المباراة في المركز التاسع، وكان بحاجة إلى الفوز ونتائج إيجابية في أماكن أخرى للقفز إلى المراكز الثمانية الأولى وتجنب الدور الفاصل المحفوف بالمخاطر. لم يكن لدى منافسهم، سيلتيك، الكثير ليخسره، فقد ضمن بالفعل مركزًا في البلاي أوف ولكنه كان متعطشًا لإفساد طموحات فيلا. ضج ملعب فيلا بارك بالترقب مع انطلاق المباراة، ولم يضيع أصحاب الأرض أي وقت في تأكيد هيمنتهم. وافتتح مورجان روجرز، المهاجم البالغ من العمر 21 عامًا والذي كان رائعًا هذا الموسم، التسجيل بعد دقيقتين فقط من بداية المباراة بتسديدة متقنة. وبعد لحظات فقط، سجل روجرز هدفًا آخر مستفيدًا من هفوة دفاعية من سيلتيك ليقود فيلا إلى تقدم مبكر.

ثار الجمهور، وبدا أن فيلا كان في طريقه لتحقيق فوز مباشر. لكن سلتيك، تحت قيادة بريندان رودجرز، أثبت مرونته. مع مرور الشوط الأول، عادوا إلى المباراة مع مرور الوقت. كان آدم إيداه بطل سلتيك الذي سجل هدفين متتاليين قبل نهاية الشوط الأول مباشرةً ليعادل النتيجة 2-2. أذهل هدف التعادل ملعب فيلا بارك، وسيطر التوتر على المدرجات حيث أدرك المشجعون أن حلمهم في دوري أبطال أوروبا معلق في الميزان. في الشوط الثاني طلب فيلا الرد، ونجح فيلا في ذلك. انتفض أولي واتكينز، مهاجم فيلا المتألق والمطلوب في صفقة انتقاله من أرسنال، في هذه المناسبة. بعد مرور ساعة من الزمن، استغل واتكينز تمريرة جاكوب رامسي وسدد الكرة في الشباك ليعيد التقدم لفيلا.

كان احتفاله بقبضة يده وإشارته لشعار النادي رسالة واضحة على ولائه وسط شائعات الانتقال التي تحوم حول النادي. أتيحت لواتكينز فرصة لحسم المباراة عندما حصل فيلا على ركلة جزاء، لكن تسديدته مرت فوق العارضة، تاركًا جمهور هولتي إند يحبس أنفاسه. على الرغم من إهدار ركلة الجزاء، إلا أن إصرار فيلا لم يتراجع أبدًا. ضغط سيلتك من أجل إدراك التعادل، لكن دفاع فيلا المؤقت، بقيادة بوبكر كامارا في مركز قلب الدفاع غير المألوف، صمد فيلا. مع اقتراب الوقت المحتسب بدل الضائع، كانت الأجواء في ملعب فيلا بارك مشحونة. مع تقدم سيلتيك إلى الأمام، باغت فيلا منافسه في الشوط الثاني. أكمل روجرز، الذي أكمل ثلاثية رائعة، بهدوء وسجل هدفه الثالث في هذه الليلة بهدوء ليحقق فوزًا كبيرًا 4-2.

وقوبلت صافرة النهاية بصيحات صاخبة حيث احتفل المشجعون واللاعبون على حد سواء بتأهل صعب إلى مرحلة خروج المغلوب في دوري أبطال أوروبا. بالنسبة لفيلا، كان الإنجاز هائلاً. لقد وجدوا أنفسهم الآن بين النخبة في أوروبا، حيث احتكوا مع أمثال ليفربول وبرشلونة وإنتر ميلان. إنها شهادة على عمل المدير الفني أوناي إيمري، الذي حول حظوظ النادي في وقت قصير. كان المدير الرياضي مونتشي والمدير العام داميان فيداغاني متأثرين بشكل واضح عند انتهاء الوقت الأصلي، وكانت قبضاتهما المزدوجة تشير إلى تتويج أشهر من التخطيط والجهد. لخص روجرز، بطل الهاتريك، روح فيلا القتالية. كان بروزه كلاعب أساسي هذا الموسم أحد أبرز أحداث الموسم. وفي الوقت نفسه، فإن التزام واتكينز بالقضية، على الرغم من الاهتمام الخارجي، يؤكد على الوحدة داخل الفريق.

ومع ذلك، كانت هذه الليلة أيضًا بمثابة وداع محتمل، حيث أفادت التقارير أن جون دوران، البديل غير المستخدم، قريب من الانتقال إلى الدوري السعودي للمحترفين مقابل 80 مليون جنيه إسترليني. واعترف إيمري بأنه كان عاجزًا عن إيقاف هذه الخطوة، لكنه أكد على أهمية التركيز على التحديات المقبلة. بالنسبة لسيلتيك، كانت هناك بعض الإيجابيات التي يجب أخذها رغم الهزيمة. فقد أشاد بريندان رودجرز بشجاعة فريقه وقدرته التنافسية أمام فريق في الدوري الإنجليزي الممتاز يمتلك موارد أكبر بكثير. يواجه الفريق الآن مباراة فاصلة شاقة أمام ريال مدريد أو بايرن ميونيخ، لكن الأداء الذي قدمه الفريق في فيلا بارك أظهر مرونته وجودته. مع انقشاع الغبار، يمكن لأستون فيلا أن ينعم بوهج إنجازه.

لقد كانت رحلتهم في دوري أبطال أوروبا هذا العام رائعة للغاية، حيث كانت انتصاراتهم على بايرن ميونيخ والآن على سيلتك بمثابة لحظات بارزة. التحدي التالي ينتظرهم في دور ال 16، ولكن في الوقت الحالي، يمكن لمشجعي فيلا الاستمتاع بليلة أكدت من جديد مكانة ناديهم بين الأفضل في أوروبا. مع رؤية الأمير ويليام وهو يضرب الهواء احتفالاً من المدرجات وهتافات "فيلا حتى الموت" التي ترددت في أرجاء الملعب، كانت ليلة اختزلت سحر كرة القدم.

لقد عاد أستون فيلا إلى الساحة الأوروبية، وهو هنا ليبقى.

مقالات ذات صلة
انتقل إلى الأعلى