جاري التحميل

عودة نيمار إلى سانتوس: عودة عاطفية أم خطوة استراتيجية؟

أعلن نيمار، أحد أكثر الشخصيات المثيرة للجدل في كرة القدم الحديثة، عن عودته إلى نادي سانتوس، النادي الذي بدأ فيه مسيرته اللامعة.

ومن المقرر أن يوقع المهاجم البرازيلي، الذي فسخ عقده مؤخراً مع نادي الهلال السعودي، على صفقة مع نادي سانتوس، ليكتب فصلاً مهماً في مسيرته الكروية. وفي مقطع فيديو مؤثر نُشر على وسائل التواصل الاجتماعي، عبّر نيمار عن مشاعره قائلاً: "أشعر وكأنني أعود بالزمن إلى الوراء. سأوقع مع نادي سانتوس". وقد أثار هذا الإعلان حماساً كبيراً بين مشجعي سانتوس، كما أثار جدلاً بين نقاد كرة القدم بشأن دوافع هذه الخطوة وتداعياتها. تأتي عودة نيمار بعد فترة مضطربة قضاها مع الهلال، حيث عانى من الإصابات التي عانى منها في المملكة العربية السعودية. كان من المتوقع أن يكون نيمار نجم الدوري السعودي للمحترفين، بعد توقيعه في أغسطس 2023 مقابل 90 مليون يورو. ومع ذلك، فقد توقفت مسيرته بسبب إصابة مدمرة في الرباط الصليبي تعرض لها خلال مباراة للمنتخب البرازيلي في أكتوبر 2023.

أبعدته هذه الإصابة عن الملاعب لمدة عام تقريباً، وعند عودته في أواخر عام 2024، عانى من مشاكل لياقة إضافية. أدى عدم قدرته على استعادة كامل لياقته البدنية إلى استبعاده من تشكيلة الهلال، حيث صرح المدرب خورخي جيسوس علنًا أن نيمار لم يكن جاهزًا بدنيًا لمتطلبات الدوري. دفع هذا التحول في الأحداث نيمار إلى البحث عن بداية جديدة، وبرز سانتوس كوجهة مثالية. لطالما احتل سانتوس، النادي العريق في التاريخ وموطن الأسطورة بيليه، مكانة خاصة في قلب نيمار. ففي هذا النادي برز على الساحة كموهبة فذة، حيث سجل 134 هدفًا في 220 مباراة بين عامي 2009 و2013.

وقد أكسبه أداؤه الرائع انتقاله إلى برشلونة، حيث شكّل ثلاثي هجومي رائع مع ليونيل ميسي ولويس سواريز، وفاز بالعديد من الألقاب، بما في ذلك دوري أبطال أوروبا في عام 2015. بالنسبة لسانتوس، فإن عودة نيمار ليست مجرد لم شمل للحنين إلى الماضي بل هي خطوة استراتيجية. صعد النادي مرة أخرى إلى دوري الدرجة الأولى في البرازيل في نوفمبر 2023 بعد عام في الدرجة الثانية. من المتوقع أن يؤدي وجود نيمار إلى تعزيز معنويات الفريق وتسويقه، مما يوفر شرارة يحتاجها الفريق بشدة في الوقت الذي يستعد فيه لموسم مليء بالتحديات. سينافس النادي في بطولة ولاية ساو باولو وكأس البرازيل والدوري الوطني، ومن المرجح أن يكون نيمار محور حملة الفريق. ومع ذلك، تثير هذه الخطوة أيضًا تساؤلات حول لياقة نيمار وطموحاته على المدى الطويل.

في سن 32 عامًا، ومع وجود تاريخ من الإصابات، هل يستطيع نيمار الاستمرار في الأداء على أعلى مستوى؟ قد يُنظر إلى قراره بالعودة إلى سانتوس على أنه محاولة لإعادة بناء مسيرته واستعادة مكان في المنتخب البرازيلي قبل كأس العالم 2026. كان نيمار صريحًا بشأن رغبته في تمثيل البرازيل مرة أخيرة على الساحة العالمية، واللعب بانتظام في بلده الأم قد يساعده في تحقيق ذلك. وقد أشار النقاد إلى أن مسيرة نيمار كانت عبارة عن قصة إمكانيات لم تتحقق. فبعد انتقاله إلى باريس سان جيرمان في عام 2017 الذي حطم رقمًا قياسيًا بقيمة 222 مليون يورو، واجه العديد من الانتكاسات، بما في ذلك الإصابات والخلافات خارج الملعب.

على الرغم من أنه قدم لحظات من التألق، مثل قيادة باريس سان جيرمان إلى نهائي دوري أبطال أوروبا لأول مرة على الإطلاق في عام 2020، إلا أنه لم يصل إلى المستويات العالية المتوقعة منه. وقد اعتبر الكثيرون انتقاله إلى الهلال بمثابة تراجع في مسيرته الكروية، كما أن معاناته في المملكة العربية السعودية شوهت إرثه. والآن، لدى نيمار فرصة لإعادة كتابة روايته. فالعودة إلى سانتوس تسمح له بإعادة التواصل مع جذوره واللعب في بيئة يعشقها. يأمل مشجعو النادي، الذين أشادوا به ذات مرة باعتباره وريث بيليه، أن يتمكن من إلهام جيل جديد وقيادة سانتوس إلى المجد. أما بالنسبة لنيمار، فهي فرصة لإثبات أنه لا يزال يتمتع بالموهبة والتصميم على ترك بصمة حتى مع دخوله في أواخر مسيرته. سيراقب عالم كرة القدم عن كثب بينما يبدأ نيمار هذا الفصل الجديد.

هل ستكون عودته إلى سانتوس بمثابة عودة مظفرة إلى الوطن أم ستكون أغنية حلوة ومرّة؟ الوقت وحده كفيل بإثبات ذلك، ولكن هناك شيء واحد مؤكد: إن رحلة نيمار لم تنتهِ بعد، ولا تزال قصته تأسر الجماهير في جميع أنحاء العالم.

مقالات ذات صلة
انتقل إلى الأعلى