باريس سان جيرمان يسير بخطى ثابتة نحو التتويج بكأس فرنسا في ظل تعثر منافسيه
اتخذت بطولة كأس فرنسا 2024-2025 منعطفًا غير متوقع، حيث يبدو أن باريس سان جيرمان (باريس سان جيرمان) متجه الآن على ما يبدو لرفع الكأس.
في موسم اتسم بالإقصاءات الصادمة، خرجت الفرق التقليدية ذات الوزن الثقيل في الدوري الفرنسي - مارسيليا وموناكو وليون وليل ورين ونيس - من المسابقة قبل الأوان، تاركةً باريس سان جيرمان في طريق واضح نحو المجد. هذا التسلسل الملحوظ للأحداث لا يسلط الضوء فقط على عدم القدرة على التنبؤ بكرة القدم في الكأس، بل يثير أيضًا نقاشات حول طموح وأولويات الأندية الفرنسية في هذه المسابقة التاريخية. آخر ضحايا البطولة كان فريق نيس، الذي سقط أمام سان بريوك، وهو فريق بعيد كل البعد عن المراكز المتقدمة في الدوري الفرنسي. جاء ذلك بعد مفاجآت سابقة شهدت خروج ليل وتولوز أيضًا بشكل غير متوقع.
وقد ترك هذا الاتجاه المحللين والمشجعين في حيرة من أمرهم، متسائلين عن كيفية تعثر العديد من فرق الدرجة الأولى أمام منافسين أضعف ظاهريًا. دانيال ريولو، وهو محلل كرة قدم فرنسي معروف، لم يتوانى في انتقاد أندية الدوري الفرنسي. "الأندية لا تهتم بكأس فرنسا. بالنسبة لهم، فإن تاريخ وهيبة المسابقة لا تعني لهم سوى القليل. إنهم يعطون الأولوية لضمان التأهل الأوروبي عن طريق الدوري، ويركزون على الأمور المالية بدلاً من الألقاب". وتعكس تعليقاته قلقًا متزايدًا من أن المسابقة تفقد جاذبيتها بالنسبة للعديد من الفرق، التي يبدو أنها مترددة في المشاركة بأقوى تشكيلاتها أو إعطاء الأولوية للبطولة. ومع ذلك، بالنسبة لباريس سان جيرمان، تمثل بطولة كأس فرنسا هذا العام فرصة لإسكات المنتقدين الذين غالبًا ما يتهمون النادي بالهيمنة على كرة القدم الفرنسية على حساب المنافسة.
أظهر النادي الباريسي، تحت قيادة المدرب لويس إنريكي، احترامًا مستمرًا للبطولة، حيث يشارك بتشكيلة قوية حتى في الأدوار الأولى. ويدل تأهلهم الأخير إلى الدور ربع النهائي بفوزهم الكبير على لومان على فريق لومان على تركيزهم وطموحهم. ومع ذلك، كما أشار ريولو، لا يمكن إلقاء اللوم على هيمنة باريس سان جيرمان في هذه المسابقة على إخفاقات منافسيه. "ليس خطأ باريس سان جيرمان أن الفرق الأخرى تقدم أداءً ضعيفًا. إن عذر هيمنة باريس سان جيرمان لا يستقيم عندما تخسر أندية مثل نيس أو ليل أمام فرق أصغر بكثير". هذا الشعور يلقى صدى لدى العديد من المراقبين الذين يعتقدون أن العبء يقع على عاتق الأندية الأخرى للتقدم وتحدي باريس سان جيرمان على جميع الجبهات. على وسائل التواصل الاجتماعي، اكتسبت رواية الانتصار الحتمي لباريس سان جيرمان زخمًا على وسائل التواصل الاجتماعي.
وقد اقترح بعض المشجعين مازحين أن الاتحاد الفرنسي لكرة القدم (FFF) يجب أن يتخلى عن المباريات المتبقية ويمنح الكأس لباريس سان جيرمان لتوفير الوقت. "بريست ودانكيرك وسان بريوك وسان بريو وجينجامب وكان وأنجيه... دعونا لا نتعب أنفسنا بالتعادل. فقط سلموا باريس سان جيرمان الكأس وامضوا قدمًا"، هكذا علق أحد المشجعين على تويتر، مما يعكس الاعتقاد السائد بأنه لا يوجد فريق متبقٍ يمكنه تحدي الباريسيين بشكل واقعي. في حين أن هذه الدعابة تؤكد على هيمنة باريس سان جيرمان المتصورة، إلا أنها تثير أيضًا تساؤلات حول القدرة التنافسية لبطولة كأس فرنسا. تاريخيًا، كانت البطولة تاريخيًا مسرحًا لتألق المستضعفين وتعثر العمالقة، مما خلق بعضًا من أكثر اللحظات التي لا تنسى في كرة القدم الفرنسية.
ومع ذلك، فإن عدم وجود منافسة قوية من نخبة الدوري الفرنسي هذا الموسم قد قلل من حماس الكثيرين. بالنسبة لباريس سان جيرمان، يبدو الطريق أمام الفريق واضحًا. فمع وجود فريق مليء بالمواهب والعمق، يجب أن تكون التشكيلة التي يتم تدويرها كافية لتجاوز الجولات المتبقية. لاعبون مثل كيليان مبابي وأشرف حكيمي وجانلويجي دوناروما يقدمون للفريق مستوى من الجودة لا يضاهيه أي من خصومه المحتملين. ومع ذلك، تظل بطولة كأس فرنسا منافسة بخروج المغلوب، والمفاجآت ممكنة دائمًا. سيحتاج الجهاز الفني لباريس سان جيرمان إلى الحذر من التهاون وضمان حفاظ الفريق على تركيزه. فالضغط سيكون هائلاً، ليس فقط لإضافة لقب آخر إلى مجموعته ولكن أيضًا لإثبات قوته في موسم تعثر فيه منافسوه في الدوري الفرنسي. مع تقدم البطولة، ستكون الأضواء مسلطة على باريس سان جيرمان لتحقيق الفوز.
قد تكون رحلتهم إلى النهائي بمثابة شهادة على احترافيتهم والتزامهم بكرة القدم الفرنسية. في الوقت نفسه، يجب أن يدفع الخروج المبكر لأندية الدوري الفرنسي الأخرى إلى التفكير مليًا داخل تلك المؤسسات حول أولوياتها ونهجها في المسابقات المحلية. في نهاية المطاف، قد ينتهي كأس فرنسا 2024-2025 بتتويج باريس سان جيرمان، ولكنه أيضًا بمثابة تذكير بالتحديات التي تواجه كرة القدم الفرنسية. ولكي تحتفظ المسابقة بسحرها، يجب على جميع الأندية أن تعيد اكتشاف الشغف والطموح اللذين ميزا كأس فرنسا تاريخيًا.
حتى ذلك الحين، يبقى طريق باريس سان جيرمان نحو اللقب بلا منازع وبلا انقطاع.