فوز ليفربول بديربي الميرسيسايد قد يحدد ملامح السباق على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز
اكتسبت مواجهة ليفربول الوشيكة ضد إيفرتون في ديربي الميرسيسايد أهمية كبيرة حيث لا يتطلع الريدز إلى مجرد التباهي المحلي بل إلى خطوة حاسمة في سعيه نحو لقب الدوري الإنجليزي الممتاز.
مع إعادة جدولة المباراة على ملعب جوديسون بارك، يمكن لليفربول توسيع الفارق في صدارة جدول الترتيب إلى تسع نقاط، وهو فارق سيشكل بلا شك صدمة نفسية لأقرب منافسيه، أرسنال. لا يمكن أن تكون المخاطر أكبر من ذلك. وكما قال جيمي كاراغر، أسطورة ليفربول ومحلل شبكة سكاي سبورتس: "إذا فاز ليفربول في هذه المباراة بين يديه، فسيكونون قد وضعوا يدهم على الكأس". مع تبقي 13 أو 14 مباراة متبقية في الموسم، سيكون من الصعب على أي منافس التغلب على فارق تسع نقاط، خاصة بالنظر إلى المستوى الحالي لليفربول تحت قيادة المدرب الجديد آرني سلوت. قاد سلوت ليفربول إلى الهيمنة على جميع المسابقات هذا الموسم. فهو يتصدر الدوري الإنجليزي الممتاز، ويتصدر دور المجموعات في دوري أبطال أوروبا، ويستعد للمنافسة في نهائي كأس كاراباو.
وقد أحيت هذه الصحوة أحلام تكرار موسم 2019-2020 التاريخي، عندما حقق الريدز أول لقب له في الدوري منذ 30 عاماً. ومع ذلك، وكما أشار كاراغر فإن هذا الموسم قد يكون أكثر تميزًا حيث لا يزال ليفربول ينافس على العديد من الألقاب الكبرى. تمثل المباراة ضد إيفرتون أكثر من مجرد ثلاث نقاط. فالفوز سيؤكد تفوق ليفربول في ميرسيسايد في الديربي الأخير على ملعب جوديسون بارك قبل انتقال إيفرتون المخطط له إلى ملعب جديد. وعلاوة على ذلك، سيكون بمثابة بيان لأرسنال، الذي يعد أقرب منافسي ليفربول في سباق اللقب، لكنه يعاني من أجل الثبات على اللقب. فارق تسع نقاط يمكن أن يقضي على آمال المدفعجية في العودة إلى المنافسة.
وكما قيّم كاراغر بصراحة، "لا أعتقد أن الكثير من الناس في أرسنال سيصدقون أن بإمكانهم العودة إلى الوراء". يمكن أن تُعزى هيمنة ليفربول هذا الموسم إلى عدة عوامل. فقد عاد فيرجيل فان ديك إلى مستواه الرائع، وقاد دفاع الفريق بقوة وقيادة. أرعب الثلاثي الهجومي المكون من محمد صلاح وداروين نونيز ولويس دياز الدفاعات، بينما يقدم خط الوسط، المدعوم بالتعاقدات الصيفية، مزيجًا من الإبداع والفولاذ. لقد ضمنت ابتكارات آرني سلوت التكتيكية وتناوب الفريق أن يظل الفريق متجددًا وقابلًا للتكيف، حتى في ظل جدول المباريات المزدحم. لا يمكن التقليل من التأثير النفسي للفوز على إيفرتون. فبالنسبة لليفربول، سيعزز هذا الفوز من قوته التي لا تقهر. أما بالنسبة لأرسنال، فقد يكون ذلك بمثابة ضربة قاسية، حيث قد يعاني الفريق من أجل الحفاظ على إيمانه في مواجهة هذا العجز الكبير.
سيحتاج المدفعجية، الذين سيواجهون فريق ليستر سيتي المتعثر بعد ذلك، إلى أن يكونوا بلا أخطاء في مبارياتهم المتبقية ليحظوا بفرصة الفوز، وهو أمر صعب بالنظر إلى أدائهم المتباين هذا الموسم. هذه ليست المرة الأولى لليفربول في سباقات اللقب عالية المخاطر. فقد مرّ الريدز بمواقف مماثلة في السنوات الأخيرة، بما في ذلك خسارتهم المفجعة بنقطة واحدة أمام مانشستر سيتي في موسم 2018-2019. ومع ذلك، يبدو السيناريو الحالي مختلفاً. فمع تورط مانشستر سيتي في خلافات خارج الملعب وافتقار أرسنال إلى عمق تشكيلة ليفربول، يبدو أن الريدز لديهم طريق واضح نحو المجد. كما سلط كاراغر الضوء على أهمية أن يحول ليفربول هيمنته إلى ألقاب فضية. على الرغم من أنهم فازوا بالكؤوس المحلية في السنوات الأخيرة، إلا أن الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا يظلان الجائزتين الأبرز.
وأكد كاراغر أن "أهم شيء هو الفوز بالألقاب الكبيرة". قد يكون الفوز بديربي الميرسيسايد هو الحافز لليفربول لتحقيق هذا الهدف. خارج الملعب، أثار نجاح ليفربول هذا الموسم أيضًا تكهنات حول مستقبل اللاعبين الأساسيين مثل صلاح وفان ديك وترينت ألكسندر-أرنولد، الذين ستنتهي عقودهم في نهاية الموسم. وفي الوقت الذي تدور فيه الشائعات حول المغادرين المحتملين، ظل المدرب آرني سلوت يركز على المهمة التي تنتظره. وقال سلوت في مؤتمر صحفي عُقد مؤخرًا: "لدينا بعض المواقف التعاقدية التي نحن على دراية بها، لكننا نركز تمامًا على تحقيق أهدافنا هذا الموسم". ينصب تركيز النادي في الوقت الحالي على ضمان اللقب، وستتم المناقشات حول مستقبل اللاعبين بعد ذلك. لطالما كان ديربي الميرسيسايد مباراة نارية ومنافسة شرسة، لكن هذه النسخة تحمل ثقلًا إضافيًا.
فبالنسبة لليفربول، إنها فرصة لتعزيز هيمنته وقطع خطوة عملاقة نحو استعادة لقب الدوري الإنجليزي الممتاز. أما بالنسبة لإيفرتون، فهي تمثل فرصة لإخراج غريمه من المنافسة على اللقب وكسب بعض العزاء في موسم صعب. وبينما ينتظر المشجعون انطلاق المباراة بفارغ الصبر، هناك شيء واحد واضح: نتيجة هذه المباراة يمكن أن تحدد مسار السباق على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز.
بالنسبة لليفربول، فإن الطريق إلى المجد يمر عبر جوديسون بارك، والفوز في ليلة الأربعاء قد يجعل منافسيهم يطاردون الظلال في الأسابيع القادمة.