البداية المتعثرة لنيكو كوفاتش مع بوروسيا دورتموند: ما الخطأ الذي حدث؟
لم يكن الظهور الأول لنيكو كوفاتش كمدرب جديد لبوروسيا دورتموند بعيدًا عن المثالية.
في أول مباراة له منذ توليه المسؤولية خلفًا لنوري شاهين، تعرض دورتموند للهزيمة 1-2 أمام شتوتجارت، وهي خسارة لم تسلط الضوء فقط على بعض المشاكل الصارخة داخل الفريق، ولكنها أيضًا وسعت الفجوة بين دورتموند والمراكز المؤهلة لدوري أبطال أوروبا. مع وجود شتوتجارت الآن في المركز الرابع، بفارق ست نقاط عن دورتموند، بدأ الضغط على كوفاتش وفريقه يتزايد بالفعل. كانت المباراة مليئة بالفرص الضائعة والأخطاء المكلفة. وجاءت اللحظة المحورية في الدقيقة 50 عندما سجل لاعب شتوتجارت السابق فالديمار أنتون هدفًا في مرماه دون قصد أثناء محاولته اعتراض كرة عرضية من كريس فوريش. وبدا أن هذا الخطأ قد أربك دفاع دورتموند، وبعد 11 دقيقة فقط ضاعف جيف شابوت تقدم شتوتجارت.
على الرغم من أن جوليان براندت نجح في تعديل النتيجة لدورتموند في الدقيقة 81، إلا أن الفريق فشل في الاستفادة من هذا الزخم. تفاقمت الأمور في اللحظات الأخيرة عندما حصل جوليان رايرسون على البطاقة الصفراء الثانية، تاركًا دورتموند بعشرة لاعبين مع أمل ضئيل في إنقاذ نقطة. وضعت هذه الهزيمة دورتموند في موقف غير مستقر. فالفريق الذي يقبع حاليًا خارج المراكز المؤهلة لدوري الأبطال، يحتاج إلى تحول قوي لمنافسة أمثال بايرن ميونيخ وباير ليفركوزن اللذين يتصدران بالفعل جدول ترتيب البوندسليجا. بالنسبة لكوفاتش، فإن التحدي أكبر حيث يجب عليه أن يغرس فلسفته وتكتيكاته بسرعة في فريق يبدو مفككًا ويفتقر إلى الثقة. كما تثير الخسارة أيضًا تساؤلات حول الاستقرار العام للفريق. فالديمار أنتون، الذي انضم إلى دورتموند قادمًا من شتوتجارت، مر بوقت عصيب في التأقلم مع محيطه الجديد.
وقد أثار الهدف الذي سجله في مرماه، بالإضافة إلى سلسلة من الهفوات الدفاعية، انتقادات من الجماهير والنقاد على حد سواء. وما زاد الطين بلة أن أنتون كان هدفًا لسخرية جماهير شتوتجارت، الذين شعروا بالخيانة بعد انتقاله إلى دورتموند في الصيف الماضي رغم تمديد عقده مع شتوتجارت قبل الانتقال. وبدا أن الاستقبال العدائي الذي حظي به في ناديه السابق كان له تأثير كبير عليه، والدليل على ذلك الأداء المليء بالأخطاء. وفي الوقت نفسه، تتفاقم معاناة دورتموند بسبب المستوى الرائع لمنافسيه المباشرين. كان شتوتجارت، تحت قيادة سيباستيان هوينيس، أحد مفاجآت الموسم. كان فوزهم على دورتموند دليلاً على انضباطهم التكتيكي ودقتهم الهجومية.
وقد صعد لاعبون مثل كريس فوهريتش وجيف شابوت ليجعلوا من شتوتجارت فريقًا هائلًا في السباق على كرة القدم الأوروبية. في مكان آخر في البوندسليجا، شهد فريق باير ليفركوزن أيضًا نهاية أسبوع محبطة. فقد تعادل حامل اللقب مع فولفسبورغ 0-0 فقط، تاركًا الفريق على بعد ثماني نقاط من بايرن ميونيخ المتصدر. هذه النتيجة تهيئ لمباراة عالية المخاطر بين ليفركوزن وبايرن في نهاية الأسبوع المقبل، وهي مباراة قد يكون لها آثار كبيرة على المنافسة على اللقب. في الطرف الآخر من جدول الترتيب، حقق يونيون برلين فوزًا حاسمًا على هوفنهايم بنتيجة 4-0، وهي نتيجة تمنحهم بعض المساحة في صراع الهبوط. كان بنديكت هولرباخ هو أبرز لاعبي الفريق حيث سجل هدفين وشكّل تهديدًا مستمرًا طوال المباراة.
على النقيض من ذلك، يستمر هوفنهايم في تقديم أداء سيء يعمق من مشاكل الهبوط. بالنسبة لبوروسيا دورتموند، يجب أن يتحول التركيز الآن إلى إعادة البناء تحت قيادة كوفاتش. يتمتع المدرب الكرواتي بسمعة طيبة في غرس الانضباط والتنظيم، وهي صفات يحتاجها دورتموند بشدة. مع جدول مباريات صعب في المستقبل، بما في ذلك مباريات ضد خصوم من الدرجة الأولى، سيحتاج كوفاتش إلى حشد لاعبيه ومعالجة الضعف الدفاعي الذي عانى منه الفريق. لن يكون الطريق إلى التعويض سهلاً، ولكن بالنسبة لنادٍ بمكانة دورتموند، فإن أي شيء أقل من احتلال أحد المراكز الأربعة الأولى سيعتبر فشلاً. ستسلط الأضواء أيضًا على مجلس إدارة دورتموند، الذي تعرض لانتقادات بسبب قراراته الإدارية في السنوات الأخيرة. ويُنظر إلى تعيين كوفاتش على أنه خطوة جريئة، ولكن يبقى أن نرى ما إذا كانت ستؤتي ثمارها أم لا.
لقد بدأ صبر الجماهير ينفد، ويتزايد الضغط لتحقيق النتائج مع مرور كل مباراة. ومع اقتراب موسم البوندسليجا من منتصفه، يحتدم السباق على التأهل الأوروبي ومعركة البقاء في الدوري الألماني. بالنسبة لدورتموند، فإن الرحلة المقبلة محفوفة بالتحديات، ولكنها توفر أيضًا فرصة لإثبات قوة الفريق. ربما بدأت فترة ولاية كوفاتش بشكل خاطئ، لكن قصة فترة تدريبه لدورتموند لم تُكتب بعد.
ستكون الأسابيع القادمة حاسمة في تحديد ما إذا كان بإمكانه قيادة الفريق إلى المرتفعات التي يطمح الفريق للوصول إليها.