عقوبة إيقاف بابلو لونجوريا تثير الجدل في الدوري الفرنسي
وجد بابلو لونجوريا، رئيس نادي أولمبيك مارسيليا، نفسه في قلب عاصفة بعد أن فرضت عليه رابطة الدوري الفرنسي لكرة القدم عقوبة الإيقاف لمدة 15 مباراة.
وتأتي عقوبة الإيقاف، التي تمنعه من دخول غرف خلع الملابس وأروقة الملاعب في الدوري الفرنسي، في أعقاب تصريحاته التحريضية التي أعقبت هزيمة أولمبيك مرسيليا أمام أوكسير بنتيجة 3-0 في الجولة 23 من الدوري الفرنسي. وتضمنت خرجة لونجوريا العلنية مزاعم بالفساد وانتقادات حادة لمعايير التحكيم الفرنسي، والتي أشعلت منذ ذلك الحين جدلًا واسعًا في كرة القدم الفرنسية. بدأ الجدل بعد سلسلة من القرارات التحكيمية التي اعتبرها لونجوريا متحيزة ضد فريقه. وكان أبرز تلك القرارات طرد ديريك كورنيليوس مدافع أوكسير خلال المباراة ضد أوكسير بمثابة نقطة الانهيار بالنسبة لرئيس مارسيليا، الذي اتهم في رد فعل ساخن التقطته الكاميرات رابطة الدوري بالفساد. وقال: "كل شيء منظم منذ البطاقة الصفراء التي حصل عليها باليردي في أنجيه. هذا فساد حقيقي! هذا الدوري قمامة. إذا حصل أوم على عرض للدوري الممتاز، سنغادر على الفور".
تعليقاته لم تستهدف فقط الحكم بالتحديد، جيريمي ستينات، بل ألقت بظلالها على نزاهة التحكيم في الدوري الفرنسي ككل. كان رد الفعل على تعليقات لونجوريا سريعًا ولاذعًا. فقد أدان فيليب ديالو، رئيس الاتحاد الفرنسي لكرة القدم (FFF)، هذه التصريحات، واصفًا إياها بأنها "تشهيرية وغير مقبولة وتضر بصورة بطولتنا". وانضمت نقابة حكام كرة القدم الفرنسية (SAFE)، وهي النقابة التي تمثل الحكام الفرنسيين، إلى جوقة الانتقادات وأعلنت عن خططها لرفع دعوى تشهير ضد لونغوريا. وفي الوقت نفسه، أعرب حكام الدوري الفرنسي، بما في ذلك المسؤول الدولي جيريمي بينارد، عن تضامنهم مع ستينات، وأكدوا على ضرورة حماية مهنتهم. وقال بينيار: "مصطلح 'الفساد' قوي ولا أساس له من الصحة. إنها كلمة لا نحب أن نسمعها.
مثل هذه الاتهامات تتجاوز الحدود". في مواجهة رد الفعل المتصاعد، حاول لونغوريا التراجع عن تصريحاته، وقال بعد أيام: "أريد أن أوضح أنه لا يوجد فساد في كرة القدم الفرنسية. لا يمكن لرئيس نادٍ أن يتصرف بهذه الطريقة. لا شيء يبرر لهجتي، ولست فخورًا بالطريقة التي تصرفت بها". وعلى الرغم من اعتذاره، إلا أن لجنة الانضباط التابعة للاتحاد الفرنسي لكرة القدم اعتبرت اعتذاره غير كافٍ لتجنب العقوبة، وفرضت في النهاية عقوبة الإيقاف لمدة 15 مباراة. وقد زاد القرار من استقطاب الآراء داخل مجتمع كرة القدم الفرنسية. كما أشعلت هذه الحادثة النقاشات مجددًا حول التحديات الأوسع نطاقًا التي تواجه التحكيم في الدوري الفرنسي. كثيرًا ما كان الحكام الفرنسيون تحت المجهر بسبب أدائهم، وفي حين أن الأخطاء أمر لا مفر منه، فإن اتهامات التحيز أو الفساد تضرب مصداقية الدوري الفرنسي في الصميم.
وأشار جيريمي بينيار إلى الضغوطات المتزايدة التي يواجهها الحكام، مشيرًا إلى أن مثل هذه الحوادث تذكرنا بالتحديات التي نشهدها في البلدان التي يتعرض فيها الحكام لتهديدات لسلامتهم. وقال: "لطالما اعتقدنا أن هذا الأمر لا يمكن أن يحدث في فرنسا، لكن الأحداث الأخيرة أظهرت عكس ذلك"، في إشارة إلى حالات التخريب والتهديدات الموجهة للحكام. وبعيدًا عن الآثار المباشرة على لونجوريا وأوم، تؤكد هذه الحادثة على الحاجة إلى تحسين التواصل والتفاهم بين الأندية واللاعبين والحكام. يجادل بعض المعلقين بأن الإحباط الذي عبر عنه لونجوريا، وإن كان بشكل غير لائق، يعكس عدم الرضا المتزايد بين الأندية فيما يتعلق باتساق قرارات التحكيم في الدوري الفرنسي.
وقد دعا هذا الاستياء إلى التساؤل عما إذا كان ينبغي على الدوري أن يستثمر أكثر في تدريب الحكام والتكنولوجيا والشفافية لاستعادة الثقة. من جانبهم، احتشد مشجعو أوراسكوم من جانبهم خلف لونجوريا، وفسروا تصريحاته على أنها دفاع عاطفي عن مصالح النادي. ومع ذلك، حذر آخرون داخل كرة القدم الفرنسية من تطبيع مثل هذا الخطاب. كما لفتت الحادثة الانتباه إلى دور قيادة الأندية في تشكيل الخطاب العام حول اللعبة. وكما أكد SAFE، "يتحمل رؤساء الأندية مسؤولية تعزيز الاحترام وعدم التصعيد في تفاعلاتهم مع الحكام. فالكلمات لها عواقبها". كما يثير إيقاف لونجوريا أيضًا تساؤلات حول مستقبل قيادته في نادي أوم. وفي حين أنه يحتفظ بدعم مالك النادي فرانك ماكورت، إلا أن الحادثة ألقت بظلالها على فترة ولايته.
وبحسب ما ورد أكد ماك كورت للونجوريا أنه لن يواجه الإقالة، مما يشير إلى استمرار دعمه للرئيس المحاصر. ومع ذلك، فإن القضية بمثابة قصة تحذيرية حول مخاطر ردود الفعل المتهورة في بيئات الضغط العالي. مع استمرار النقاش، هناك شيء واحد واضح، وهو أن تداعيات تعليقات لونجوريا تمثل لحظة محورية بالنسبة للدوري الفرنسي. سواء أدى ذلك إلى تغييرات ذات مغزى في بروتوكولات التحكيم أو مجرد تعميق الانقسامات القائمة، يبقى أن نرى ما إذا كان ذلك سيؤدي إلى تغييرات ذات مغزى في بروتوكولات التحكيم أو مجرد تعميق الانقسامات القائمة.
في الوقت الراهن، يجب على كل من أوم والدوري أن يتخطى آثار هذه الحادثة التي لم تترك أي طرف معني دون أن يتأثر.