جاري التحميل

ليفربول يلوح في الأفق لقب الدوري الإنجليزي الممتاز: دور قلعة قلعة أنفيلد في حملة الدوري الإنجليزي التاريخية

كانت حملة ليفربول في الدوري الإنجليزي الممتاز 2024-2025 رائعة للغاية، حيث كان الريدز على وشك استعادة اللقب الذي فاز به آخر مرة في عام 2020.

فريق آرني سلوت، المدعوم بالأداء الرائع والأجواء الصاخبة في ملعب أنفيلد، يتربع على قمة جدول ترتيب الدوري بفارق 13 نقطة عن أرسنال صاحب المركز الثاني. مع بقاء عشر مباريات فقط في الموسم، يبدو أن مسيرة ليفربول نحو لقبه العشرين في الدوري الإنجليزي أمرًا حتميًا. لا تتعلق قصة هيمنة ليفربول هذا الموسم ببراعته التكتيكية فحسب، بل أيضًا بهالة ملعب أنفيلد الشبيهة بالقلعة. في فوزهم الأخير على نيوكاسل يونايتد بنتيجة 2-0، كانت الأجواء مشحونة بالمشجعين الذين استمتعوا بالدور الذي تم استدعاؤهم للعبه في مسيرة الريدز نحو اللقب. لم يضمن هدفي دومينيك زوبوسزلاي وأليكسيس ماك أليستر الفوز فحسب، بل وسّع الفارق بين ليفربول وأقرب منافسيه. إن عدم قدرة أرسنال على تقليص المسافة، وهو ما يبرزه التعادل السلبي أمام نوتنجهام فورست، جعل تقدم ليفربول أكثر تعقيدًا. كان ملعب أنفيلد عاملاً رئيسياً في نجاح ليفربول.

مع خوض ست من مبارياته العشر المتبقية على أرضه، بما في ذلك مباراة محتملة لحسم اللقب ضد أرسنال في مايو، فإن الإيمان بين المشجعين واضح. لقد تحوّل الملعب إلى قلعة حصينة حيث يزدهر الفريق بفضل طاقة ودعم الجماهير. إن فلسفة سلوت في إشراك الجماهير باعتبارها "اللاعب رقم 13" كان لها صدى عميق، مما خلق بيئة مرعبة للفرق الزائرة وملاذاً للاعبي ليفربول. من الناحية الإحصائية، فإن موسم ليفربول هو شهادة على ثبات الفريق ومرونته. فقد فازوا في 21 مباراة من أصل 28 مباراة، وخسروا مرة واحدة فقط، وجمعوا 67 نقطة حتى الآن. هذا السجل أفضل قليلاً من رصيدهم في نفس المرحلة من الموسم الماضي، لكن الفارق يكمن في معاناة منافسيهم.

فأرسنال، على الرغم من وعوده المبكرة، تعثر في اللحظات الحاسمة، بينما فشل مانشستر سيتي في تشكيل تحدٍ كبير، حيث يتخلف بفارق 17 نقطة عن ليفربول. كانت قدرة الريدز على الحفاظ على مستواهم في المباريات التي خاضوها على أرضهم وخارجها حاسمة. في حين أن ملعب أنفيلد كان حصنهم الحصين، إلا أن سجلهم الخالي من الهزائم خارج ملعبهم لعب دوراً مهماً أيضاً. مع بقاء مباريات خارج أرضه ضد فولهام وليستر سيتي وتشيلسي وبرايتون وتشيلسي وبرايتون، فإن ليفربول مؤهل جيدًا لمواصلة هيمنته. يحتاج رجال سلوت إلى 21 نقطة فقط من مبارياتهم المتبقية لضمان اللقب حسابيًا، وهو هدف يبدو في متناول اليد بالنظر إلى مستواهم والمباريات المتبقية. واحدة من اللحظات البارزة في الموسم جاءت خلال فوزهم 2-1 على وولفز في وقت سابق من هذا الشهر.

على الرغم من الذعر المتأخر، لعب جمهور أنفيلد دورًا محوريًا في رفع الفريق. جسدت لفتة أندي روبرتسون لتهدئة الجماهير بعد لحظة دفاعية عصبية التآزر بين اللاعبين والجماهير. تجاوبت الجماهير بالهتاف مع كل تدخل أو تصدي للكرة، مما ساعد الفريق على إنهاء المباراة. كانت لحظة جسدت العلاقة الفريدة بين ليفربول وجماهيره. تميز هذا الموسم أيضاً بالتألق الفردي. يستمر محمد صلاح في تألقه، بينما اندمج اللاعبون الجدد مثل زوبوشلاي وماك أليستر بسلاسة في الفريق. وقد ضمنت قيادة فيرجيل فان ديك في خط الدفاع وبطولات أليسون بيكر في حراسة المرمى أن يظل ليفربول فريقًا صعب المراس. كان عمق وجودة التشكيلة، التي أدارها سلوت بذكاء، مفتاحًا أساسيًا لتجاوز قائمة المباريات المزدحمة دون المساس بالأداء. مع دخول الموسم مرحلته الأخيرة، يتحول التركيز الآن إلى الحفاظ على الزخم.

التحدي القادم لليفربول هو مواجهة دور ال16 من دوري أبطال أوروبا ضد باريس سان جيرمان، وهي مباراة ستختبر قوة الفريق على الساحة الأوروبية. على الصعيد المحلي، يواجه الريدز فريق ساوثهامبتون على ملعب أنفيلد في مباراته القادمة في الدوري الإنجليزي الممتاز، وهي مباراة قد تقربهم خطوة واحدة من التتويج باللقب. تمتد أهمية هذا الموسم إلى ما هو أبعد من اللقب نفسه. بالنسبة لمشجعي ليفربول، يمثل هذا الموسم فرصة للاحتفال أخيرًا بالتتويج باللقب في أنفيلد، وهو أمر حُرموا منه في عام 2020 بسبب الجائحة. ويضيف احتمال رفع الكأس أمام جمهورهم على أرضهم إلى موسم تاريخي بالفعل. مع تعثر أرسنال ومانشستر سيتي، أصبح الطريق ممهدًا لليفربول لحفر اسمه في التاريخ مرة أخرى. لقد خلق مزيج من التفوق التكتيكي والتألق الفردي والأفضلية الثابتة على أرضه عاصفة مثالية للنجاح.

وكما قال سلوت: "نحن لا نريدك أن تحلم، بل نريدك أن تحلم".

لقد استوعب مشجعو ليفربول هذه الرسالة على محمل الجد، و"أنفيلد" جاهز للانفجار احتفالاً مع اقتراب الريدز من لقبه العشرين في الدوري.

مقالات ذات صلة
انتقل إلى الأعلى