جاري التحميل

ميكا بيريث: نجم موناكو الصاعد يهيمن على الدوري الفرنسي

لم يكن فوز موناكو الساحق 3-0 على ريمس في الجولة الرابعة والعشرين من الدوري الفرنسي مجرد فوز روتيني آخر للنادي - بل كان مسرحًا للمهاجم الدنماركي ميكا بيريث، البالغ من العمر 22 عامًا، لتعزيز صعوده الصاروخي في كرة القدم الفرنسية.

سجل بيريث، الذي انضم إلى موناكو في يناير الماضي، هاتريك مثير، وهو الثالث له على التوالي على أرضه، ولم يُظهر بيريث براعته التهديفية فحسب، بل أظهر أيضًا قدرته على التأقلم ورباطة جأشه على المسرح الكبير. بهذا الأداء، سجل بيريث الآن 10 أهداف في سبع مباريات فقط في الدوري الفرنسي، مما أعاد صياغة قصة موسمه الأول في دوري الدرجة الأولى الفرنسي. كانت المباراة التي أقيمت على ملعب لويس الثاني مباراة مباشرة لموناكو. عانى ريمس، القادم من فوز مرهق في منتصف الأسبوع بركلات الترجيح على أنجيه في كأس فرنسا، من أجل مجاراة أصحاب الأرض المتحمسين. أظهر موناكو، تحت قيادة المدرب أدي هوتر، رغبة هجومية لا هوادة فيها، مما جعل المباراة من طرف واحد. شهد الشوط الأول وحده تسجيل موناكو 15 تسديدة، مقابل محاولة وحيدة لريمس.

بذل ييفان ضيوف، حارس مرمى ريمس، قصارى جهده لتأخير النتيجة الحتمية بسلسلة من التصديات الرائعة، لكنه لم يستطع فعل الكثير لإيقاف تسديدات بيريز المتقنة. افتتح بيريث التسجيل بتسديدة بقدمه اليسرى بعد تمريرة ذكية من مغني أكليوش ومعتصم المصراتي. وجاء الهدف الثاني من ضربة رأسية متقنة من عرضية متقنة من كايو هنريكي، مما يعكس براعة بيريث كمهاجم. وأكمل الثلاثية بتسديدة متقنة بعد هجمة مرتدة سريعة بدأها يوسف فوفانا نجم خط وسط موناكو. كان كل هدف دليلاً على قدرة بيريز على التكيف مع مختلف السيناريوهات، سواء كان ذلك من خلال التسديد داخل منطقة الجزاء، أو التسديد من خارج منطقة الجزاء، أو الاستفادة من الهجمات المرتدة. ما يجعل إنجازات بيريث أكثر روعة هو السرعة الهائلة التي تأقلم بها مع الدوري الفرنسي منذ وصوله في يناير.

كان اللاعب الدنماركي الدولي متخفيًا نسبيًا عن الأنظار عندما انقض عليه موناكو للتعاقد معه من فريق أرسنال تحت 23 عامًا. ومع ذلك، فإن تأثيره لم يكن أقل من التحول. وجد موناكو، الذي كان يعاني من الإقصاء المخيب للآمال من دوري أبطال أوروبا والخسارة أمام ليل قبل أسبوع واحد فقط، حياة جديدة في مستوى بيرث. أهدافه لم تمنح الفريق نقاطًا حاسمة فحسب، بل أنعشت أيضًا إيمانه بحملته لضمان التأهل لدوري أبطال أوروبا للموسم المقبل. البداية المتوهجة للمهاجم الشاب أثارت مقارنات مع بعض المواهب الهجومية السابقة لموناكو، بما في ذلك كيليان مبابي وراداميل فالكاو. إن قدرة بيريث على التسجيل باستمرار وفي اللحظات الحاسمة وضعته في دائرة الضوء بشكل مباشر. وقد أشار المراقبون إلى سلوكه الهادئ وأخلاقيات العمل داخل الملعب وخارجه كعوامل رئيسية في نجاحه.

وقال أدي هوتر مدرب موناكو: "إنه مهاجم يتمتع بذكاء استثنائي". "إنه يعرف متى يقوم بالتمريرات الصحيحة ولديه هذه الغريزة الطبيعية أمام المرمى التي لا يمكنك تعليمها". تم تعزيز خط هجوم موناكو بشكل أكبر بوجود لاعبين ذوي خبرة مثل بريل إمبولو، الذي يخلق تحركاتهم وقوتهم البدنية مساحات لبيريث لاستغلالها. كان الانسجام بين الثنائي واضحًا، حيث كان إيمبولو في كثير من الأحيان بمثابة الرقاقة المثالية للدنماركي الشاب. كما أن الدعم الإبداعي من لاعبي خط الوسط مثل أكليوش وهنريكي كان له دورًا فعالًا أيضًا، حيث منح بيريث فرصًا ثابتة لبيريث. في الوقت الذي يحتفل فيه مشجعو موناكو بأداء بيريث، فإن تألقه لفت انتباه المنتخب الدنماركي أيضًا. بعد أن مثّل الدنمارك بالفعل على مستوى منتخب الدنمارك تحت 21 عامًا، قد يؤدي تألق بيريث إلى استدعائه قريبًا للمنتخب الأول، خاصة مع اقتراب بطولة أوروبا.

يقال إن مدرب المنتخب الدنماركي كاسبر هيولماند يراقب بيرث عن كثب ويمكن أن يدمجه في الفريق في وقت مبكر من فترة التوقف الدولي القادمة. فوز موناكو على ريمس كان له أيضًا آثار كبيرة على ترتيب الدوري الفرنسي. الفوز رفع رصيده إلى 43 نقطة ليتساوى مع نيس وبفارق الأهداف عن ليل. وهو ما يضعه في معركة مثيرة للاهتمام على التأهل الأوروبي مع دخول الموسم في مرحلته الأخيرة. أما بالنسبة لريمس، فقد عمّقت الهزيمة من معاناته وجعلته قريبًا بشكل خطير من منطقة الهبوط برصيد 22 نقطة. وبالنظر إلى المستقبل، يأمل موناكو أن يحافظ بيريز على مستواه الرائع مع استعداده لمواجهة تحديات أصعب في الأسابيع المقبلة. مع وجود مباريات ضد فرق عالية المستوى مثل باريس سان جيرمان ومارسيليا في الأفق، ستعتمد تطلعات موناكو بشكل كبير على موهبته الجديدة.

ولكن في الوقت الحالي، يقف ميكا بيريث كمنارة للأمل ورمزًا لعودة موناكو الطموحة في كرة القدم الفرنسية.

مقالات ذات صلة
انتقل إلى الأعلى