كانت الأجواء المشحونة في ملعب كامب نو هي الخلفية المثالية لفريق برشلونة الذي رفض الخروج دون قتال. شهدت المباراة، التي أقيمت في أمسية صاخبة على ملعب كامب نو، احتاج برشلونة إلى هدفين على الأقل لتجاوز أفضلية باريس سان جيرمان في مباراة الذهاب. منذ البداية، كان من الواضح أن رجال تشافي هيرنانديز لن يتركوا رحلتهم الأوروبية تنتهي دون تقديم كل ما لديهم. الهدف المبكر الذي سجله بيدري في الدقيقة 12 مهد الطريق أمام برشلونة الذي كان هجوميًا ومبكرًا. وعلى الرغم من محاولات باريس سان جيرمان للسيطرة على المباراة وإبطاء زخم برشلونة من خلال الاستحواذ على الكرة، إلا أن أصحاب الأرض هم من سجلوا هدف التقدم مرة أخرى قبل نهاية الشوط الأول.

وسدد فرينكي دي يونج كرة قوية من مسافة بعيدة جعل النتيجة 2-0، معادلاً النتيجة الإجمالية ولكن مع تقدم برشلونة بأهداف خارج أرضه. شهد الشوط الثاني اندفاع باريس سان جيرمان إلى الأمام بحثًا عن هدف حاسم خارج أرضه كان من شأنه أن يقلب النتيجة لصالحه. واقترب ليونيل ميسي، الذي واجه فريقه السابق، من تسجيل هدف التعادل من ركلة حرة مباشرة سددها بشكل رائع لكنها مرت بجوار القائم الأيمن للحارس تير شتيجن. ومع ذلك، صمد دفاع برشلونة أمام هجوم باريس سان جيرمان المدجج بالنجوم. ومع تقدم باريس سان جيرمان بمزيد من اللاعبين إلى الأمام، بدأت المساحات تظهر خلف دفاعه.

كان أنسو فاتي هو من استغل إحدى هذه الفرص في الدقيقة 78، حيث استغل كرة عرضية من سيرجيو بوسكيتس وسددها بهدوء في شباك جيانلويجي دوناروما ليجعل النتيجة 3-0 ويضع برشلونة في المقدمة. مع نفاد الوقت بالنسبة لباريس سان جيرمان، اشتعلت التوترات وتلقى نيمار بطاقة حمراء مباشرة بسبب تدخل متهور على جافي، مما أدى إلى تقليص عدد لاعبي الفريق الضيف إلى عشرة لاعبين وإنهاء آمالهم في العودة في النتيجة. أشعلت صافرة النهاية مشاهد من الابتهاج بين لاعبي برشلونة والمشجعين على حد سواء.

هذا الفوز لم يضمن لبرشلونة التأهل إلى دور الثمانية فحسب، بل كان بمثابة فوز كبير تحت قيادة تشافي الذي أظهر مرونة وحنكة تكتيكية وإيمانًا راسخًا بأسلوب لعبهم. بالنسبة لباريس سان جيرمان، ستثير هذه النتيجة تساؤلات جدية حول طموحاتهم الأوروبية وما إذا كان هذا الفريق الموهوب قادرًا حقًا على المنافسة على أعلى مستوى.

أما بالنسبة لبرشلونة، فسيواصلون مسيرتهم بثقة متجددة وأحلام بإضافة لقب دوري أبطال أوروبا إلى تاريخهم اللامع.