يان نيكلاس بيست: العودة إلى البوندسليجا في الأفق؟
شهدت مسيرة يان-نيكلاس بيستي المهنية سلسلة رائعة من التقلبات والمنعطفات، والشائعات الأخيرة المحيطة بعودته المحتملة إلى الدوري الألماني تشكل قصة مثيرة للاهتمام.
بعد موسم مميز مع نادي هايدنهايم في الدوري الألماني، انتقل بيستي في الصيف الماضي إلى العملاق البرتغالي بنفيكا مقابل 8 ملايين يورو. ومع ذلك، وبعد مرور أشهر فقط من فترة عمله في لشبونة، ظهرت شائعات عن رحيله المحتمل، حيث تم ترشيح نادي لايبزيج كوجهة محتملة. اللاعب الذي يلعب في الجانب الأيسر، والمعروف بتعدد استخداماته وبراعته في تنفيذ الكرات الثابتة، شارك حتى الآن في 19 مباراة مع بنفيكا، حيث شارك في التشكيلة الأساسية في ثماني مناسبات وجمع 783 دقيقة من اللعب. ولكن على الرغم من ومضات من جودته، يبدو أن اندماجه في الفريق لم يكن بالسلاسة المأمولة.
تشير التقارير إلى أن بنفيكا قد يكون منفتحًا على صفقة إعارة اللاعب البالغ من العمر 25 عامًا، حيث أفادت التقارير أن نادي لايبزيج بدأ الاتصال به قبل عيد الميلاد. هذه الخطوة المحتملة تثير تساؤلات مثيرة للاهتمام لكل من اللاعب والنادي. بالنسبة للايبزيج، يمثل يان-نيكلاس بيست فرصة فريدة من نوعها لتعزيز خياراته في الجهة اليسرى. كان ديفيد راوم هو الخيار الأساسي في هذه المنطقة، ولكن قد تتطلب الإصابات أو المرونة التكتيكية المزيد من العمق. قد تكون مهارات بيست، لا سيما قوته في توصيل الكرات العرضية الدقيقة وقدرته على التسجيل من الكرات الثابتة، لا تقدر بثمن. علاوة على ذلك، فإن قدرته على اللعب كجناح وظهير يعزز من جاذبيته. ومع ذلك، لا تزال الشكوك قائمة. فوفقًا للتقارير الواردة من قناتي سكاي وبيلد، لا يزال الاتفاق بين بيست ولايبزيج "بعيدًا عن التأكيد".
قد يكون أحد أسباب التردد هو عمق الفريق الحالي للايبزيج في الجانب الأيسر. فبالإضافة إلى راوم، يضم النادي أنطونيو نوسا وتشافي سيمونز، وكلاهما قادر على اللعب بفاعلية في مراكز الجناح. قد يحد هذا من فرص بيست في الحصول على وقت لعب كبير، مما يثير التساؤل حول ما إذا كان الانتقال إلى لايبزيج سيكون حقًا أفضل خطوة تالية لمسيرته. هناك عامل آخر معقد آخر وهو وضع عقد بيست. فصفقته مع بنفيكا تمتد حتى عام 2029، مما يشير إلى استثمار النادي في اللاعب على المدى الطويل. بالنسبة للايبزيج، قد يعني ذلك خوض عملية تفاوض صعبة إذا كانوا يرغبون في الحصول على خيار الشراء في نهاية أي عقد إعارة.
بالإضافة إلى ذلك، قد يفضل بنفيكا الانتقال الدائم، كما أشار المراسل البلجيكي ساشا تافوليري، الذي أشار إلى أن كريستال بالاس، تحت إدارة المدرب السابق في الدوري الألماني أوليفر جلاسنر، أبدى اهتمامه أيضًا بالحصول على خدمات بيست. هناك أيضًا مسألة مدى استعداد بيستي للتأقلم مرة أخرى مع البوندسليجا بعد فترة قصيرة قضاها في الخارج. في حين أن قدراته الفنية وذكاءه التكتيكي مناسبان تمامًا لأسلوب لعب لايبزيج الديناميكي، إلا أن التكيف الذهني والبدني مع بيئة جديدة في منتصف الموسم قد يشكل تحديات. وعلاوة على ذلك، يضيف تاريخ إصاباته الأخير مصدرًا آخر للقلق. في وقت سابق من هذا العام، استدعاه المدرب جوليان ناجلسمان إلى المنتخب الألماني في وقت سابق من هذا العام، إلا أنه لم يشارك في أول مباراة له بسبب إجهاد في العضلة المقربة.
على الرغم من عودته إلى الملاعب منذ ذلك الحين، إلا أن مثل هذه الانتكاسات يمكن أن يكون لها آثار طويلة الأمد على إيقاع اللاعب وثقته. بالنسبة لبنفيكا، يمكن اعتبار قرار الاستغناء عن بيست، ولو بشكل مؤقت، خطوة عملية. إذا لم يندمج اللاعب بشكل كامل في خططهم، فإن السماح له بالحصول على دقائق ثابتة في مكان آخر قد يساعد في الحفاظ على قيمته السوقية. ومع ذلك، فإنه يثير أيضًا تساؤلات حول استراتيجية بنفيكا للتعاقد مع اللاعب، خاصةً إذا كانوا على استعداد لإعارة لاعب تعاقدوا معه على المدى الطويل قبل أشهر فقط. وفي الوقت نفسه، فإن الدوري الألماني سيستفيد بلا شك من عودة لاعب مثل بيستي. فقد أظهرت عروضه مع هايدنهايم الموسم الماضي قدرته على التألق في الدوري الألماني الممتاز، وعودته المحتملة ستضيف قصة أخرى مثيرة للاهتمام إلى دوري يعج بالمواهب بالفعل.
بالنسبة لبيست نفسه، فإن احتمال عودته إلى بيئة مألوفة حيث نقاط قوته معروفة جيدًا، قد تكون المنصة المثالية لإعادة إحياء مسيرته المهنية. مع اقتراب فترة الانتقالات في يناير، من المرجح أن توفر الأسابيع القادمة المزيد من الوضوح بشأن مستقبل بيست. وسواء انتهى به المطاف في لايبزيغ أو كريستال بالاس أو بقي في لشبونة، هناك شيء واحد مؤكد: إن رحلة يان نيكلاس بيست لم تنتهِ بعد، وقد تلعب خطوته التالية دورًا حاسمًا في تحديد مسيرته.
في الوقت الراهن، سيراقب المشجعون والمحللون على حد سواء عن كثب مع تطور ملحمة الانتقالات التي تتكشف.