كفاح كيليان مبابي مع المنتخب الفرنسي: تحليل نقدي
لم تكن عودة كيليان مبابي الأخيرة إلى صفوف المنتخب الفرنسي هي العودة المظفرة التي كان يأملها الكثيرون.
فبعد ستة أشهر من الغياب، ارتدى المهاجم البالغ من العمر 26 عاماً قميص المنتخب الفرنسي مرة أخرى في مباراة فرنسا أمام كرواتيا في ذهاب ربع نهائي دوري الأمم. ومع ذلك، كانت النتيجة هزيمة محبطة بنتيجة 2-0 جعلت النقاد والمشجعين على حد سواء يتساءلون عن الحالة الحالية للمنتخب الفرنسي وأداء مبابي. كانت ردود الفعل الإعلامية على المباراة سلبية إلى حد كبير، حيث وصفت صحيفة "لوفيجارو" المباراة بأنها "خيبة أمل حقيقية". على الرغم من استحواذ المنتخب الفرنسي على الكرة والركلات الركنية والتسديدات على المرمى أكثر من نظيره الكرواتي، إلا أنه فشل في الوصول إلى الشباك، مما يدل على نقص الفعالية الذي أصبح اتجاهًا مقلقًا للفريق.
لم يكن الانتقاد موجهًا فقط إلى مبابي ولكن أيضًا إلى عثمان ديمبيلي، وهو نجم آخر لم يتمكن من تكرار مستواه في النادي على الساحة الدولية. انتقدت صحيفة "لوفيجارو" بشكل خاص خط الهجوم الفرنسي، ووصفته بأنه "غير موجود". ولم تتردد الصحيفة في الإشارة إلى أن كلاً من مبابي وديمبيلي كانا السبب الرئيسي في الأداء الباهت. كما سلطت صحيفة "ليكيب"، وهي صحيفة رياضية فرنسية رائدة أخرى، الضوء على خطأين مهمين في نظام ديدييه ديشامب: "الدفاع العنيد" و"التنظيم الهجومي الخاطئ". كانت هذه المشاكل المنهجية مشكلة متكررة، وقد سلطت المباراة ضد كرواتيا الضوء عليها بشكل كبير. كان أداء مبابي في حد ذاته متبايناً. في حين أنه كان نشيطًا وأتيحت له العديد من الفرص، إلا أن تسديداته افتقرت إلى الدقة المطلوبة لتغيير نتيجة المباراة.
على الرغم من تسديده ست تسديدات، إلا أنه لم يتمكن من التسجيل، ليمدد سلسلة أهدافه مع المنتخب الوطني إلى ست مباريات. هذه الفترة الجافة مثيرة للقلق بشكل خاص بالنظر إلى سمعته كأحد أكثر الهدافين غزارة في كرة القدم الدولية. جاء هدفه الأخير مع فرنسا من ركلة جزاء في التعادل 1-1 أمام بولندا في يونيو الماضي، وهو هدفه الدولي رقم 48. خارج الملعب، واجه مبابي ضغوطاً إضافية. في أكتوبر الماضي، ظهرت تقارير إعلامية عن تحقيقات بشأن مزاعم سوء السلوك خلال رحلة إلى السويد. وعلى الرغم من إسقاط التحقيقات بسبب عدم كفاية الأدلة، إلا أن هذه الواقعة أضافت تشتيتًا غير مرغوب فيه خلال فترة حاسمة في مسيرته. تسلط الانتقادات الموجهة إلى مبابي والمنتخب الفرنسي الضوء على مشكلة أعمق داخل الفريق.
إن عدم القدرة على ترجمة نجاحات النادي إلى أداء المنتخب الوطني ليست مشكلة جديدة ولكن يبدو أنها أصبحت أكثر وضوحًا. يواجه ديدييه ديشامب، الذي يتولى تدريب المنتخب الفرنسي منذ عام 2012، تدقيقًا متزايدًا بشأن قراراته التكتيكية واختياراته للفريق. وفي حين دافع ديشامب عن مبابي وأشاد بجهوده ولياقته البدنية، إلا أنه اعترف بوجود مجال للتحسين، خاصة في استغلال الفرص التهديفية. وبالنظر إلى المستقبل، أمام المنتخب الفرنسي مباراة الإياب أمام كرواتيا للتحضير لها، ويبقى أن نرى كيف سيعالج ديشامب أوجه القصور التكتيكية. بالنسبة إلى مبابي، فإن الضغط الذي يتعرض له مبابي هائل، ليس فقط من وسائل الإعلام والمشجعين ولكن أيضًا من نفسه. كلاعب حقق الكثير في مثل هذه السن الصغيرة، فإن التوقعات دائمًا ما تكون عالية.
التحدي الذي يواجهه الآن هو كسر جفافه التهديفي وقيادة فرنسا إلى النجاح في دوري الأمم. وختامًا، فإن وضع كيليان مبابي مع المنتخب الفرنسي معقد، يتسم بالتوقعات العالية والأداء الضعيف في الآونة الأخيرة والتشتت خارج الملعب. بينما تستعد فرنسا للجولة القادمة من المباريات، ستتجه الأنظار إلى مبابي لمعرفة ما إذا كان بإمكانه استعادة مستواه والمساعدة في دفع الفريق إلى الفوز.
ستكون الأشهر القادمة حاسمة ليس فقط لمسيرته الدولية ولكن أيضًا للإرث الذي يواصل بناءه في كرة القدم العالمية.