منذ توليه المسؤولية في عام 2016، حوّل غوارديولا السيتي إلى قوة كروية كبيرة، لا يشتهر فقط بانتصاراته بل بالأسلوب والابتكار التكتيكي الذي يحقق به الانتصارات. ويبدو أن جوارديولا يسعى هذا الموسم إلى تحقيق الكمال، حيث يقوم بتعديل وتطوير نهجه التكتيكي لتجاوز حدود ما يمكن لفريقه تحقيقه. فلسفة جوارديولا مبنية على أساس كرة القدم القائمة على الاستحواذ، مع التركيز على السيطرة على المباراة وإملاء اللعب. ومع ذلك، فقد شهد هذا الموسم تطبيقه لتغييرات طفيفة سمحت للسيتي بأن يصبح أكثر تنوعًا وتقلبًا. كان أحد التطورات الملحوظة في طريقة لعبه الدفاعية.

فبعد أن كان السيتي يفضل تقليديًا الضغط العالي لاستعادة الكرة بسرعة، أظهر السيتي هذا الموسم مزيدًا من التنوع في طريقة اللعب، حيث كان في بعض الأحيان يجلس في العمق ويضغط على المنافس لخلق مساحات لشن هجمات مرتدة قاتلة. ومن المجالات الأخرى التي أظهر فيها جوارديولا مرونة تكتيكية في استخدام لاعبي الوسط. يُعرف غوارديولا بحبه للاعبي خط الوسط الذين يستطيعون التحكم في إيقاع وإيقاع اللعب، وقد شهد هذا الموسم توظيفهم أحيانًا في مراكز متقدمة أو حتى في مراكز متقدمة أكثر أو حتى في مراكز صُنّاع اللعب. هذه السلاسة لا تربك الخصوم فحسب، بل تسمح أيضًا لفريق السيتي الموهوب بالتعبير عن نفسه بشكل إبداعي في مناطق مختلفة من الملعب. لطالما كان دور الظهيرين في نظام جوارديولا حاسمًا، ولكن هذا الموسم تم منحهم حرية أكبر في التجول في وسط الملعب والمساهمة في الهجمات.

يخلق هذا الأمر زيادة في الكثافة العددية في وسط الملعب، مما يمنح السيتي تفوقًا عدديًا ومزيدًا من الخيارات عند كسر الدفاعات العنيدة. وقد برع أمثال جواو كانسيلو في هذا الدور، حيث طمسوا الخطوط الفاصلة بين المدافع ولاعب الوسط مع قدرتهم على التأثير في اللعب دفاعيًا وهجوميًا. ربما كان أحد أكثر التعديلات التكتيكية المثيرة للاهتمام التي أجراها جوارديولا هذا الموسم هو تجربته للتشكيلات. في حين أنه كان يفضل في الغالب طريقة 4-3-3 خلال فترة توليه تدريب السيتي، كانت هناك حالات هذا الموسم تحول فيها إلى طريقة 3-5-2 أو حتى 3-4-3 في منتصف المباراة. هذه التعديلات ليست مجرد تدابير تفاعلية بل هي استراتيجيات استباقية مصممة لاستغلال نقاط ضعف معينة في تشكيلات الخصوم. إن سعي جوارديولا الدؤوب للتفوق التكتيكي مدفوع برغبة جامحة في الكمال.

إن استعداده للتكيف والتطور التكتيكي يضمن بقاء مانشستر سيتي في طليعة الفكر الكروي الحديث.

وبينما يواصل الفريق سعيه لتحقيق المجد المحلي والأوروبي، من الواضح أن مانشستر سيتي تحت قيادة جوارديولا لا يلعب كرة القدم فحسب، بل يعيد تعريفها.