عهد توماس توخيل الجديد: تغيير المنتخب الإنجليزي
في ظهوره التدريبي الأول الذي طال انتظاره، تولى توماس توخيل قيادة المنتخب الإنجليزي، في أول ظهور له على رأس الإدارة الفنية للمنتخب الإنجليزي، في خطوة تعد بالتحول والخروج عن الأنظمة السابقة.
كانت أول مباراة لمنتخب إنجلترا في تصفيات كأس العالم أمام ألبانيا تحت قيادة توخيل أكثر من مجرد مباراة، بل كانت لمحة عن حقبة جديدة تحت قيادة المدرب الألماني. وعلى الرغم من انتهاء المباراة بالفوز، إلا أن الفلسفة الأساسية والتحولات التكتيكية هي التي لفتت أنظار اللاعبين والمشجعين على حد سواء. جاء تعيين توخيل وسط انتقادات واسعة النطاق لأسلوب إنجلترا السابق تحت قيادة جاريث ساوثجيت. وعلى الرغم من الظهور المتكرر في المراحل الأخيرة من البطولات الكبرى، إلا أن منتخب الأسود الثلاثة غالبًا ما كان يتعرض لانتقادات لاذعة بسبب افتقاره إلى كرة القدم الجذابة. وبالتالي، فإن مهمة توخيل لا تقتصر فقط على الفوز، بل غرس أسلوب كرة قدم يتناسب مع التاريخ الغني وتوقعات الجماهير الإنجليزية. منذ البداية، كانت بصمة توخيل واضحة.
في غضون دقائق من بداية المباراة، أثارت تمريرة فيل فودن العكسية رد فعل محبط من المدرب الجديد، مما يسلط الضوء على رغبته في اتباع نهج هجومي متقدم. كان التحول التكتيكي واضحًا: هدفت إنجلترا إلى الضغط بشكل أكبر والحفاظ على السيطرة بدلًا من مجرد الاستحواذ على الكرة. كان هذا الضغط العنيف خارج الملعب سمة مميزة للمباراة، مما أدى إلى هيمنة إنجلترا المبكرة. كان إشراك مواهب شابة مثل مايلز لويس-سكلي دليلاً على اهتمام توخيل بالإمكانات ورغبته في دمج الشباب في الفريق الأول. لويس-سكيلي، الذي كان يلعب مع منتخب إنجلترا تحت 19 عامًا قبل بضعة أشهر فقط، لم يبدأ فقط في التشكيلة الأساسية بل سجل هدفًا في أول ظهور له. إن إيمان توخيل بالشباب يتخطى مجرد المشاركة في المباريات؛ فهو يدل على رؤية استراتيجية طويلة المدى للمنتخب الوطني.
كما أظهرت قرارات المدرب في اختيار اللاعبين أيضًا نهجه العملي. فقد جلب اللاعبون المخضرمون مثل دان بيرن الذي شارك لأول مرة الاستقرار والخبرة في حين مُنح النجوم الشباب فرصة التألق. وتركز فلسفة توخيل على المزج بين الشباب والخبرة، وهو مزيج يعتقد أنه ضروري للنجاح على الساحة الدولية. ومع ذلك، لم تخلو المباراة من التحديات. عانى جناحا إنجلترا، ولا سيما فيل فودن وماركوس راشفورد، من أجل إحداث تأثيرات كبيرة، وهي نقطة لم يخجل توخيل من التطرق إليها في تعليقاته بعد المباراة. يشير استعداده لانتقاد الأداء إلى مستوى من الصرامة والمعايير العالية المتوقعة من فريقه، وهو ما يعد خروجًا عن نهج النظام السابق الأكثر تساهلاً. تم تسليط الضوء على الحنكة التكتيكية للمدرب الألماني من خلال إحصائيات إنجلترا في المباراة.
لقد أكملوا أكبر عدد من التمريرات في الشوط الأول منذ بدء تسجيل البيانات، وهو دليل على السيطرة والتنظيم الذي تم غرسه تحت إشراف توخيل. كانت إحصائيات استحواذ الفريق وقدرته على الضغط المضاد بفعالية من العوامل الرئيسية في سيطرته على ألبانيا. بينما يتطلع مشجعو إنجلترا إلى بقية مشوار تصفيات كأس العالم، فإن الوعد بتطور الفريق تحت قيادة توخيل واضح. لقد بدأت بالفعل رؤيته الواضحة ومرونته التكتيكية وقراراته الجريئة في تشكيل هوية جديدة للأسود الثلاثة. يتمثل التحدي الآن في الحفاظ على هذا الزخم وترجمة هذه العلامات المبكرة الواعدة إلى نجاح دائم على الساحة الدولية.
لا تزال فترة توخيل في بدايتها، ولكن إذا كانت المباراة الأولى هي بداية الطريق، فقد تكون كرة القدم الإنجليزية على وشك الدخول في فصل جديد مثير.