معضلة تعاقدات ليفربول: هل يجب أن يبقى محمد صلاح؟
مع اقتراب عقارب الساعة من نهاية الموسم، يواجه ليفربول قرارًا مهمًا فيما يتعلق بمستقبل محمد صلاح.
يقف المهاجم المصري، الذي سينتهي عقده الحالي، على مفترق طرق بين مواصلة رحلته في أنفيلد أو استكشاف آفاق جديدة. لقد كانت مساهمات صلاح مع ليفربول هائلة. فمنذ وصوله، قدم باستمرار أداءً رائعاً، وأصبح جزءاً لا يتجزأ من نجاح الفريق. مع حصيلة رائعة من 32 هدفاً و22 تمريرة حاسمة في 43 مباراة فقط في جميع المسابقات هذا الموسم، لا يمكن إنكار قيمة صلاح للفريق. ومع ذلك، فإن تعقيد اقتصاديات كرة القدم الحديثة يعني أن تجديد العقود لا يتعلق فقط بالأداء السابق. يجب على إدارة ليفربول أن توازن بين استراتيجيتها طويلة الأجل والحاجة الفورية للاحتفاظ بموهبة عالمية مثبتة. وقد دعا مايكل أوين، نجم ليفربول السابق، النادي علنًا إلى استثناء النادي من سياسات التعاقد المعتادة لتأمين مستقبل صلاح في النادي.
ويرى أوين أن صلاح ليس مجرد لاعب عادي، فتفانيه ولياقته البدنية واحترافيته تميزه عن غيره، وأن التعاقد معه بعقد طويل الأمد سيكون استثماراً حكيماً. "محمد صلاح لاعب مثير للاهتمام. أعتقد أن محمد صلاح يريد البقاء، في الواقع، أنا متأكد من أنه يريد البقاء،' ذكر أوين في برنامج talkSPORT. "إنه يتمتع بلياقة بدنية عالية، إنه متفانٍ في التدريبات ويعيش في صالة الألعاب الرياضية، إنه محترف للغاية. لا يمكنك أن تخبرني أنه لن يكون في نفس المستوى بعد ثلاث أو أربع سنوات. ويزداد وضع صلاح تعقيدًا بسبب الاهتمام الذي يلوح في الأفق من الأندية الكبرى الأخرى التي قد تغتنم الفرصة للتعاقد معه دون مقابل. هذا الاحتمال يضع ليفربول في موقف محفوف بالمخاطر، حيث يمكن أن يكون لخسارة صلاح دون تعويض مناسب تداعيات كبيرة.
يمتلك الريدز تقليدًا في إدارة التعاقدات مع مراعاة الاستدامة، وغالبًا ما يكونون حذرين من وضع سوابق قد تعطل استقرارهم المالي. ومع ذلك، تمثل حالة صلاح تحديًا فريدًا من نوعه. فقد كان تأثير المهاجم داخل الملعب وخارجه عميقًا، مما جعله ليس مجرد لاعب بل رمزًا في أنفيلد. يتشابك القرار أيضاً مع استراتيجية ليفربول الأوسع نطاقاً في خط الهجوم. فمع الحديث عن الرحيل المحتمل، بما في ذلك رحيل داروين نونيز، قد يحتاج الريدز إلى التفكير في أفضل السبل للحفاظ على قدرتهم التنافسية. إن العثور على بديل لصلاح لن يكون مكلفًا من حيث رسوم الانتقال فحسب، بل سيكون محفوفًا بالمخاطر أيضًا، حيث أن القليل من اللاعبين في العالم يمكنهم مضاهاة أرقامه وتأثيره.
يقترح مايكل أوين بدائل محتملة مثل أنطوان سيمينيو من بورنموث أو ألكسندر إيزاك من نيوكاسل، لكنه يعترف بالتحديات التي تواجه إيجاد لاعب يمكنه تكرار نجاح صلاح. تتأثر ديناميكيات التفاوض بشكل أكبر بالنجاح الحالي لليفربول في الدوري تحت قيادة المدرب آرني سلوت. فالفريق الذي يتربع على صدارة جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز بشكل مريح، يتجه نحو لقب محتمل. قد يوفر هذا النجاح ميزة لصلاح في مفاوضات عقده، حيث كانت مساهماته أساسية في مكانة ليفربول. ومع اقتراب الموسم من نهايته، يراقب أنصار ليفربول ومحللو كرة القدم على حد سواء باهتمام بالغ كيف ستتطور هذه الملحمة.
هل سيتخلى ليفربول عن فكرة الاحتفاظ بصلاح، أم أن اللاعب المصري سيبدأ فصلًا جديدًا في مسيرته اللامعة؟ ستكون الأشهر القادمة حاسمة في تحديد مستقبل أحد ألمع نجوم كرة القدم.