معضلة تعاقدات ليفربول: مستقبل صلاح وفان ديك وألكسندر-أرنولد
في الوقت الذي يتابع فيه مشجعو ليفربول بقلق السباق على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز، هناك قصة أخرى تطفو على السطح في أنفيلد: المستقبل غير المؤكد لمحمد صلاح وفيرجيل فان ديك وترينت ألكسندر-أرنولد.
ينتهي عقد كل من هؤلاء النجوم في نهاية الموسم، وهو الوضع الذي أثار تكهنات وقلقًا لا نهاية له بين أنصار النادي. كان محمد صلاح، على وجه الخصوص، نقطة محورية في هذا الغموض. فالمهاجم المصري، الذي لم يكن أقل من رائع منذ قدومه من روما في عام 2017، لم يتفق بعد على صفقة جديدة. لا يمكن إنكار تأثير صلاح على أرض الملعب، حيث سجل 243 هدفًا في 392 مباراة، مما يجعله هداف ليفربول في الدوري الإنجليزي الممتاز. وقد كانت مساهماته محورية في نجاحات ليفربول الأخيرة، بما في ذلك لقب الدوري الإنجليزي الممتاز في عام 2020 والتتويج بدوري أبطال أوروبا في عام 2019. وعلى الرغم من أهمية اللاعب، يبدو أن المفاوضات حول تمديد عقده قد توقفت، حيث يقال إن الشروط المالية هي النقطة الشائكة.
قد يكون عدم وجود ضوضاء من الخاطبين المحتملين، مثل الهلال وباريس سان جيرمان، بمثابة عزاء لجماهير ليفربول. أشار جاري لينيكر، في حديثه عبر البودكاست، إلى أن غياب شائعات الانتقال قد يشير إلى نتيجة إيجابية لليفربول، ملمحًا إلى أن صلاح قد يبقى في أنفيلد. نظرية لينيكر هي أنه إذا كان صلاح على وشك المغادرة حقًا، فسيكون هناك المزيد من الأحاديث حول وجهته المحتملة القادمة. ومع ذلك، يستمر الصمت، تاركًا المشجعين في حالة من عدم اليقين الذي يبعث على الأمل. وضع فيرجيل فان ديك مثير للاهتمام بنفس القدر. فقد كان قلب الدفاع الهولندي عملاقًا في قلب دفاع ليفربول، وقادهم إلى العديد من الألقاب منذ قدومه من ساوثهامبتون. وقد ربطته التقارير الأخيرة بالانتقال إلى باريس سان جيرمان الفرنسي ونادي الهلال السعودي أحد أندية الدوري السعودي للمحترفين.
ومع ذلك، نفى فان ديك علنًا مثل هذه الشائعات، مؤكدًا التزامه مع ليفربول ومعربًا عن رغبته في التركيز على ما تبقى من الموسم. وتشير تعليقاته إلى أنه على الرغم من وجود محادثات جارية خلف الكواليس، إلا أنه لم يتم حسم أي شيء. كما أن ترينت ألكسندر-أرنولد، موهبة ليفربول المحلية وأحد أفضل الظهيرين الأيمنين في العالم، هو أيضًا في مفترق طرق. في حين انتشرت شائعات عن انتقاله إلى ريال مدريد، لا يزال هناك اعتقاد قوي بأنه قد يوقع على تمديد عقده مع ليفربول. سيكون رحيل ألكسندر-أرنولد المحتمل ضربة قوية، نظرًا لمهاراته الفريدة من نوعها وارتباطه بالجماهير. مع تقدم الموسم، يجب على إدارة ليفربول أن توازن بين المتطلبات الفورية للسباق على اللقب ومستقبل هؤلاء اللاعبين الأساسيين على المدى الطويل.
لا يزال صانعو القرار في النادي متفائلين بشأن تأمين صفقات جديدة، لكن عدم وجود إعلانات ملموسة يبقي قاعدة المشجعين على حافة الهاوية. إن الرهانات كبيرة، ليس فقط بالنسبة لطموحات ليفربول على أرض الملعب، ولكن للحفاظ على النواة الأساسية للفريق الذي حقق الكثير من النجاحات. ستكون الأسابيع القادمة حاسمة في الوقت الذي يتعامل فيه النادي مع هذا الوضع المعقد، بهدف الاحتفاظ بنجومه الأساسيين مع مراقبة البدائل المحتملة إذا لزم الأمر. في نهاية المطاف، سيشكل حل هذه المواقف التعاقدية مسار ليفربول لسنوات قادمة.
وسواء بقي صلاح وفان ديك وألكسندر-أرنولد أو رحلوا، فإن القرارات التي سيتم اتخاذها في هذه الفترة سيكون لها آثار دائمة على مستقبل ليفربول، سواء داخل الملعب أو خارجه.