عدسة RC Lens تواجه صعوبات مالية في ظل أزمة حقوق البث التلفزيوني
يعاني نادي لانس الفرنسي، الذي لطالما كان حجر الزاوية في كرة القدم الفرنسية، من أزمة مالية تهدد طموحاته الرياضية.
وتكمن جذور المشكلة في الانخفاض الكبير في عائدات حقوق البث التلفزيوني، وهي شريان الحياة للعديد من الأندية في الدوري الفرنسي. مع تقلص الأموال من صفقات البث، تضطر أندية مثل لانس إلى اتخاذ قرارات صعبة للحفاظ على مواردها المالية. وقد تأثر نادي لانس بشكل خاص، كما يتضح من نشاطه في فترة الانتقالات الأخيرة. في يناير، باع النادي العديد من اللاعبين الأساسيين، بما في ذلك سامبا وخوسانوف ودانسو وفرانكوفسكي وبيريرا دا كوستا. لم يكن هذا النزوح الجماعي للمواهب باختياره بل كان ضرورة لموازنة الحسابات وتجنب العقوبات من قبل هيئة الرقابة المالية لكرة القدم الفرنسية. على الرغم من هذه المغادرة، تمكن لانس من تحقيق مركز محترم في المركز الثامن في الدوري الفرنسي. ومع ذلك، فإن التحدي الحقيقي يكمن في المستقبل، حيث يستعد النادي لعملية بيع محتملة أخرى في فترة الانتقالات الصيفية المقبلة.
يجذب أندي ضيوف، لاعب الوسط الشاب الواعد في المنتخب الفرنسي تحت 21 عامًا، اهتمامًا كبيرًا من أندية الدوري الإنجليزي الممتاز مثل كريستال بالاس وإيفرتون. وقد حدد نادي لانس سعرًا لا يقل عن 15 مليون يورو لضم ضيوف، على أمل أن يقترب من 20 مليون يورو. هذا البيع لن يساعد فقط في تعويض مبلغ 14 مليون يورو الذي أنفقه لانس للحصول على ضيوف من بازل في عام 2023، بل سيوفر أيضًا إعفاءً ماليًا مطلوبًا بشدة. ومع ذلك، فإن احتمال فقدان لاعب أساسي آخر هو أمر مرير بالنسبة للجماهير، الذين أعربوا بالفعل عن إحباطهم من عدم قدرة النادي على الاحتفاظ بأفضل مواهبه. يسلط الوضع في لانس الضوء على مشكلة أوسع داخل كرة القدم الفرنسية، حيث أصبح عدم الاستقرار المالي موضوعًا متكررًا.
فقد أجبر انخفاض عائدات حقوق البث التلفزيوني العديد من الأندية على تبني سياسة البيع من أجل الشراء، مما أضر بقدرتها التنافسية على الصعيدين المحلي والأوروبي. بالنسبة للنس، فإن استراتيجية بيع اللاعبين للحفاظ على الاستقرار المالي هي سلاح ذو حدين. ففي حين أنها تبقي النادي واقفًا على قدميه على المدى القصير، إلا أنها تضعف الفريق أيضًا، مما يجعل المنافسة على المراكز المؤهلة للمسابقات الأوروبية أكثر صعوبة. تقع إدارة النادي تحت ضغط لإيجاد توازن بين الحصافة المالية والنجاح الرياضي، وهي مهمة يسهل قولها أكثر من فعلها. بينما يتطلع لانس إلى المستقبل، سيكون التحدي هو إعادة بناء فريق تنافسي دون المساس بصحته المالية. سيتطلب ذلك توظيفًا ذكيًا، مع التركيز على اكتشاف الجواهر الخفية وتطوير المواهب المحلية.
يمكن لأكاديمية الشباب بالنادي أن تلعب دوراً محورياً في هذه الاستراتيجية، حيث توفر خطاً من المواهب التي يمكن دمجها في الفريق الأول. في الختام، فإن الصعوبات المالية التي يواجهها نادي لانس بمثابة تذكير صارخ بالتحديات التي تواجه العديد من الأندية في الدوري الفرنسي. وبينما يجتاز النادي هذه الفترة المضطربة، نأمل أن يتمكن النادي من الخروج أقوى وأكثر مرونة، سواء داخل الملعب أو خارجه.
ستكون فترة الانتقالات الصيفية القادمة حاسمة، ليس فقط بالنسبة للنس، ولكن بالنسبة لكرة القدم الفرنسية بأكملها، حيث تسعى الأندية جاهدة للتكيف مع الواقع المالي الجديد.