جاري التحميل

كفاح مانشستر يونايتد تحت قيادة روبن أموريم: الصبر أم التغيير؟

وصل مشوار مانشستر يونايتد في موسم 2025 إلى منعطف حاسم تحت قيادة المدرب الجديد روبن أموريم.

بعد تعيينه في وقت سابق من هذا الموسم، كان من المتوقع أن يجلب المدرب البرتغالي فلسفته في كرة القدم القائمة على الاستحواذ والتقدم من سبورتنج لشبونة إلى أولد ترافورد. إلا أن النتائج الأولية لم تكن واعدة على الإطلاق، حيث تعرض الفريق لثلاث هزائم متتالية بعد الفوز في الديربي على مانشستر سيتي. وقد أثارت هذه السلسلة تكهنات حول ما إذا كان يجب على أموريم تعديل نهجه التكتيكي أو الاستمرار على نفس النهج. لقد أدت طريقة 3-4-2-2-1 التي يفضلها أموريم إلى زيادة السيطرة على الكرة، لكنها لم تترجم بعد إلى نتائج ثابتة على أرض الملعب. على الرغم من اللحظات الواعدة، إلا أن الافتقار إلى الصلابة الدفاعية والحدة الهجومية جعل الشياطين الحمر يقبعون في النصف الأسفل من جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز مع اقتراب الموسم من منتصفه.

عرض جيمي كاراغر، مدافع ليفربول السابق والمحلل الرياضي الحالي، وجهة نظره حول الوضع خلال برنامج "كرة القدم ليلة الإثنين" على قناة سكاي سبورتس. حث كاراغر على توخي الحذر والصبر، مشيرًا إلى أن أموريم يجب أن يقاوم الرغبة في التخلي عن فلسفته من أجل تحقيق مكاسب قصيرة الأجل، حتى لو كان ذلك يعني تحمل المزيد من الخسائر في هذه الأثناء. وقال كاراغر: "الشيء المقلق بالنسبة لمانشستر يونايتد هو أن الأمور قد تسوء بالفعل قبل أن تتحسن". "لقد تم جلب المدرب لسبب معين: تطبيق نظام نجح في لشبونة. سيكون من الخطأ تغيير ذلك الآن. ومع ذلك، يجب على جماهير اليونايتد والنادي أن يتقبلوا أن المزيد من الألم قد يلوح في الأفق قبل أن تتضح فوائد نهج أموريم". يتضاعف الضغط على أموريم بسبب معاناة الفريق الذي لم يتكيف بعد مع مطالبه التكتيكية.

وقد تعرض لاعبون أساسيون مثل كاسيميرو وكريستيان إريكسن لانتقادات لاذعة بسبب أدائهم، حيث أشار النقاد إلى أن تقدمهم في السن وقلة حركتهم من العوامل التي تعيق فعالية اللعب الضاغط عالي الكثافة. كما أعرب جاري نيفيل، وهو أسطورة أخرى من أساطير يونايتد، عن مخاوفه خلال خسارة يونايتد الأخيرة أمام نيوكاسل، واصفًا ثنائي خط الوسط ب "العارضات" خلال لحظات محورية من المباراة. مع وجود هفوات دفاعية وسوء تواصل واضح أيضًا، لا يزال الهيكل العام للفريق تحت قيادة أموريم في طور التطوير. أثار قرار أموريم بإجلاس المهاجم ماركوس راشفورد على مقاعد البدلاء لصالح إشراك راسموس هويلوند مع جوشوا زيركيزي أمام نيوكاسل الدهشة، خاصة وأن الفريق فشل في التسجيل. استبدال زيركيزي الذي قوبل بهتافات ساخرة من جمهور أولد ترافورد، سلط الضوء على الإحباط المتزايد بين الجماهير.

على الرغم من أن مستوى راشفورد لم يكن متناسقًا، إلا أن قدرته المثبتة على تقديم الأداء في اللحظات الحاسمة تظل ميزة لم يستغلها أموريم بشكل كامل حتى الآن. لا تقتصر معاناة مانشستر يونايتد على المشاكل التكتيكية. فقد أضافت البيئة المضطربة للنادي خارج الملعب، والتي تميزت بتغييرات في الملكية والتخفيضات المالية، إلى التحديات. فقد استحوذت مجموعة INEOS المملوكة للسير جيم راتكليف على 25% من أسهم النادي، وبدأت سلسلة من إجراءات خفض التكاليف التي أثرت على معنويات الموظفين ومواردهم. وفي الوقت نفسه، واجه الفريق نفسه انتقادات بسبب افتقاره إلى التماسك والقيادة، مما أثار تساؤلات حول استراتيجيات التوظيف واندماج الصفقات الجديدة. على الرغم من الانتكاسات، لا يزال أموريم ملتزمًا برؤيته. تتطلب فلسفته التكتيكية المبنية على الاحتفاظ بالكرة واللعب في المواقع والضغط المنضبط وقتًا لتطبيقها بفعالية.

سجل المدرب في البرتغال، حيث قاد سبورتينج لشبونة للقب الدوري، دليل على قدرته على بناء فريق فائز عندما تتاح له الظروف المناسبة. ومع ذلك، فإن الدوري الإنجليزي الممتاز يمثل تحديًا أصعب بكثير، بمتطلباته البدنية ومنافسته الشرسة. وبالنظر إلى المستقبل، توفر المباريات القادمة لمانشستر يونايتد فرصة للتعويض، ولكنها تشكل أيضًا مخاطر كبيرة. تلوح في الأفق مواجهة كبيرة مع الغريم اللدود ليفربول، وهي مباراة يمكن أن تعيد إشعال موسم الفريق أو تعمق الأزمة.

سيخضع تعامل أموريم مع هذه المواجهة ذات الضغط العالي للتدقيق عن كثب، حيث يبحث المشجعون والنقاد على حد سواء عن علامات على أن نهجه بدأ يؤتي ثماره. في الوقت الراهن، يبقى السؤال: هل يجب على مانشستر يونايتد مضاعفة مشروع أموريم على المدى الطويل، أم يجب على النادي التفكير في تحول تكتيكي لتحقيق الاستقرار في النتائج على المدى القصير؟ قد تحدد الإجابة مسار الموسم ومستقبل النادي الذي يسعى بشدة لاستعادة أمجاده السابقة.

قد يكون الصبر فضيلة، ولكن في عالم كرة القدم عالي المخاطر، هو أيضًا رفاهية لا يستطيع تحملها سوى القليل من المدربين لفترة طويلة.

مقالات ذات صلة
انتقل إلى الأعلى