البراعة التكتيكية لماركو سيلفا ترتقي بفولهام إلى آفاق جديدة
في بداية الموسم، قليلون هم من توقعوا مكانة فولهام الحالية في الدوري الإنجليزي الممتاز.
على الرغم من فقدان لاعبين أساسيين مثل جواو بالينها وتوسين أدارابيويو وويليان، إلا أن ماركو سيلفا قد نظم حملة رائعة جعلت فولهام ليس فقط في المراكز المتقدمة في جدول ترتيب الدوري، بل أيضًا على شفا المنافسة الأوروبية، وهو إنجاز استعصى على النادي لعقود. كانت رحلة فولهام هذا الموسم رائعة للغاية. فقد نجح سيلفا، المعروف بمرونته التكتيكية، في التعامل ببراعة مع التحديات التي يفرضها الدوري الإنجليزي الممتاز. لقد وفرت تشكيلته المفضلة 4-2-3-1 أساسًا قويًا للفريق، ومع ذلك لم يتوانى عن إجراء التعديلات اللازمة عندما يتطلب الموقف ذلك.
ومن الأمثلة البارزة على هذه القدرة على التكيف مع الظروف، ما حدث في فوز فولهام الأخير على ولفرهامبتون واندررز بنتيجة 2-1، حيث تحول سيلفا إلى خط خلفي مكون من ثلاثة لاعبين لمواجهة خطة الخصم. لم يقتصر دور هذه التغييرات التكتيكية على تعزيز قدرات فولهام الدفاعية فحسب، بل عززت أيضًا من قدراته الهجومية. وقد عوض اندماج ساسا لوكيتش وساندر بيرج في خط الوسط عن رحيل بلهينها، مما يضمن لفولهام الحفاظ على درع دفاعي صلب. أما في الهجوم، فقد أضافت التبادلات السلسة بين اللاعبين مثل أداما تراوري وأليكس إيوبي وإيميل سميث رو وهاري ويلسون والعائد ويليان إلى لعب فولهام الهجومي طابعًا من عدم القدرة على التنبؤ. ويقود راؤول خيمينيز الخط الهجومي بكل اقتدار، وكانت شراكته مع رودريجو مونيز مثمرة بشكل خاص.
وقد برز مونيز، على وجه الخصوص، كلاعب احتياطي، حيث سجل أهدافًا حاسمة من على مقاعد البدلاء، وهو ما يظهر موهبة سيلفا في الاستفادة من عمق الفريق بشكل فعال. دفاعيًا، كان فولهام ذكيًا، حيث استقبلت شباكه 11 تسديدة فقط في المباراة الواحدة، وهي إحصائية تضعه ضمن أفضل خمسة فرق في الدوري من حيث الصلابة الدفاعية. هذه الصلابة الدفاعية، بالإضافة إلى براعة حارس المرمى بيرند لينو، جعلت فولهام يستقبل أهدافًا أقل من العديد من منافسيه في المراكز الستة الأولى. أما خارج الملعب، فقد غرست إدارة سيلفا إحساسًا بالإيمان والثبات الذي كان محوريًا في تحويل فولهام من نادٍ متذبذب دائم إلى قوة مستقرة في الدوري الإنجليزي الممتاز.
كما أن استحواذ النادي على لاعبين مخضرمين في الدوري الإنجليزي الممتاز، مثل يواكيم أندرسون وبيرج وسميث رو، قد عزز الفريق، مما يضمن اندماج الصفقات الجديدة بسلاسة في نظام سيلفا. احتمالية المشاركة في كرة القدم الأوروبية ليست مجرد حلم بعيد المنال بالنسبة لفولهام. فالفريق يحتل حاليًا المركز الثامن في الدوري الإنجليزي الممتاز، وهو على بعد مسافة قريبة من التأهل لدوري الأبطال، ويتأخر عن مانشستر سيتي بفارق ثلاث نقاط فقط. والأكثر واقعية هو أن التأهل إلى الدوري الأوروبي في متناول أيديهم، حيث توفر لهم كأس الاتحاد الإنجليزي طريقًا بديلًا.
وتوفر مباراتهم القادمة في ربع النهائي ضد كريستال بالاس فرصة محيرة للوصول إلى ويمبلي وربما الحصول على أول لقب كبير في تاريخ النادي. كما شهد هذا الموسم أيضًا ارتفاع أسهم سيلفا، مع وجود تقارير تشير إلى اهتمام توتنهام بضمه في حالة انفصاله عن أنجي بوستيكوجلو. ومع ذلك، يأمل أنصار فولهام أن يبقى سيلفا على رأس القيادة الفنية للفريق، ليقودهم إلى ما يمكن أن يكون أنجح موسم في تاريخهم. بينما يستعد فولهام لسلسلة من المباريات الصعبة ضد أندية مثل أرسنال وليفربول ومانشستر سيتي، فإن الإيمان داخل معسكر الفريق لم يتزعزع.
تحت قيادة سيلفا الذكية، لا ينافس فولهام تحت قيادة سيلفا المحنكة فحسب، بل يزدهر الفريق ويزدهر ويصبح احتمال قضاء ليالٍ أوروبية في كرافن كوتاج أقرب من أي وقت مضى.