هاري كين يتبنى تحدي الروزنامة المزدحمة بكرة القدم
إن أجندة كرة القدم الحديثة وحش لا هوادة فيه، حيث يجد اللاعبون أنفسهم في زوبعة من المباريات التي تشمل التزامات الأندية والالتزامات الدولية.
وفي خضم هذا الجدول الزمني المرهق، هناك لاعب واحد فقط هو هاري كين الذي استوعب باستمرار المتطلبات الملقاة على عاتقه. منذ انتقاله البارز من توتنهام هوتسبير إلى بايرن ميونيخ، كان كين في طليعة المناقشات المتعلقة بأعباء عمل اللاعبين وجدول مباريات كرة القدم المتزايد باستمرار. وتزيد التغييرات القادمة في شكل دوري أبطال أوروبا، والتي تمدد الآن مراحل المجموعات من ست إلى ثماني مباريات، من حدة المطالب على اللاعبين. بالإضافة إلى ذلك، فإن كأس العالم للأندية FIFA، المقرر إقامتها في الولايات المتحدة في صيف 2025، تعد بأن تكون نعمة مالية للأندية مع جائزة محتملة تصل إلى 120 مليون يورو للفائزين. ومع ذلك، فإن المفاضلة هي زيادة كبيرة في عبء العمل على الفرق المشاركة. على الرغم من هذه الضغوط المتزايدة، لا يزال كين غير منزعج.
ففي مقابلة أجراها مؤخرًا مع هيئة الإذاعة البريطانية (BBC)، أوضح كين موقفه من هذه القضية، حيث أبدى هدوءه واحترافيته التي أصبحت علامته التجارية. اعترف كين بصراحة: "أعتقد أن اللاعبين لا يملكون صوتًا كبيرًا في هذه الأمور". "لكن الجميع يريد بطولته وجائزته، واللاعبون هم من عليهم التعامل مع الأمر". تعكس تعليقاته شعورًا أوسع نطاقًا داخل مجتمع كرة القدم، حيث غالبًا ما تطغى المصالح التجارية للهيئات الإدارية على أصوات اللاعبين. ومع ذلك، فإن نهج كين ليس نهج الاستسلام بل نهج القبول والتكيف. فقد صرح قائلاً: "لطالما أحببت لعب كرة القدم، ولن أشتكي أبدًا من كثرة اللعب". "إذا تمت إدارتها بشكل جيد، مع التوازن الصحيح بين اللاعبين والمدربين والأندية، فهناك فرص للراحة في لحظات معينة".
لا تتعلق وجهة نظر كين بتحمل عبء العمل فحسب، بل تتعلق بتحمل امتياز ممارسة الرياضة التي يحبها على أعلى مستوى. إن نظرته الواقعية متجذرة في إدراكه أن كرة القدم، مثلها مثل الحياة، تتعلق بإدارة ما هو في متناول المرء. في سن ال31، وصل كين إلى مرحلة من حياته المهنية حيث تسمح له خبرته بالتعامل مع هذه التحديات بنضج. عندما سُئل كين عما إذا كان يعطي الأولوية للنادي أو منتخب بلاده، كان كين دبلوماسيًا عندما قال: "في النهاية، من الصعب الاختيار. فاللعب لبايرن ميونيخ مهم، وكذلك تمثيل إنجلترا". تؤكد وجهة نظره المتوازنة على الالتزام المزدوج الذي يجب على لاعبين من مستواه أن يوفقوا بين الأمرين.
مع استمرار تطور عالم كرة القدم، مع التغييرات التي تطرأ على هياكل البطولات والدفع المستمر للمزيد من المباريات رفيعة المستوى، فإن موقف كين بمثابة تذكير بالتفاني والمرونة المطلوبين لتحقيق النجاح في القمة.
في حين أن الجدل حول عبء العمل على اللاعبين لم يُحسم بعد، فإن موقف كين واضح: التأقلم والإدارة والاستمرار في ممارسة اللعبة التي يحبها.