لم تقدم الجولة الأخيرة من المباريات متعة مثيرة فحسب، بل مهدت الطريق لتشكيلة مثيرة للاهتمام في ربع النهائي. واجه أرسنال، تحت قيادة المدرب ميكيل أرتيتا، تحديًا هائلًا أمام بورتو في مواجهة متوترة اختبرت عزيمة المدفعجية. بعد استقبال هدف مبكر في مباراة الذهاب، انتفض أرسنال بأداء قوي في ملعب الإمارات. برز لياندرو تروسارد كبطل لفريق شمال لندن، حيث سجل هدف التعادل الحاسم الذي عادل النتيجة الإجمالية ودفع بالمباراة إلى الوقت الإضافي. في نهاية المطاف، كانت بطولات ديفيد رايا في ركلات الترجيح هي التي ضمنت تأهل أرسنال إلى ربع النهائي، وهو أول ظهور له في هذه المرحلة من المسابقة منذ عام 2010. من ناحية أخرى، واصل برشلونة صحوته تحت قيادة تشافي هيرنانديز بفوز مقنع على نابولي. لعب برشلونة بذوق وثقة يذكرنا بأيامه الرائعة وسيطر على مجريات اللعب منذ البداية وحتى النهاية.
أحرز أهداف بيدري وأنسو فاتي وهدف مذهل من فرينكي دي يونج ليحقق برشلونة فوزًا مريحًا بنتيجة 3-1 في مجموع المباراتين. لم يدفع هذا الأداء ببرشلونة إلى دور الثمانية فحسب، بل كان بمثابة إعلان نوايا من نادٍ حريص على إعادة ترسيخ مكانته بين النخبة في أوروبا. في مكان آخر في المسابقة، تخطى مانشستر سيتي عقبة بوروسيا دورتموند بسهولة نسبية. قدم رجال المدرب بيب جوارديولا عرضًا رائعًا على مدار شوطي المباراة، وأثبتوا أنهم أحد المرشحين للفوز باللقب هذا الموسم. لعب كيفن دي بروين دورًا أساسيًا في كلتا المباراتين، حيث ساهم بأهداف وتمريرات حاسمة أكدت أهميته في طموحات السيتي الأوروبية. عانى ريال مدريد من طريق أصعب إلى الدور ربع النهائي بعد أن أقصاه يوفنتوس.
وعلى الرغم من تأخره في النتيجة، إلا أن فريق المدرب كارلو أنشيلوتي المتمرس أظهر خبرته في العودة في النتيجة بقيادة كريم بنزيمة وفينيسيوس جونيور. وضمنت جهودهما بقاء ريال مدريد في طريقه نحو لقب دوري أبطال أوروبا مرة أخرى. بينما نتطلع إلى قرعة مثيرة في ربع النهائي، أكدت مباريات دوري أبطال أوروبا هذا الأسبوع قدرة كرة القدم على الإبهار والمفاجأة.
فمع تألق عمالقة مثل برشلونة وإثبات فرق مرنة مثل أرسنال لقوتها، تظل المنافسة هذا الموسم مفتوحة على مصراعيها.