تألق كورنتين توليسو في ليون وسط اهتمام برايتون بالانتقال إلى صفوفه
لقد كانت رحلة كورنتين توليسو مع أولمبيك ليون مليئة بالمشاعر والأداء المتقلب.
فمنذ عودته إلى ليون في عام 2022 في صفقة انتقال حر من بايرن ميونيخ، واجه لاعب الوسط الفرنسي انتقادات وإصابات وصراعاً لإعادة اكتشاف أفضل مستوياته. ومع ذلك، شهد موسم 2023-2024 عودة ملحوظة للاعب الفائز بكأس العالم البالغ من العمر 30 عامًا، والذي عاد الآن مرة أخرى إلى جذب انتباه النخبة في أوروبا، وخاصة برايتون آند هوف ألبيون في الدوري الإنجليزي الممتاز. كان توليسو، الذي تخرج من أكاديمية ليون للشباب، قد صنع لنفسه اسمًا في البداية في فرنسا قبل أن ينتقل إلى بايرن ميونيخ في عام 2017 بمبلغ 42 مليون يورو. تميزت الفترة التي قضاها في ألمانيا بإنجازات بارزة، بما في ذلك الفوز بدوري أبطال أوروبا والدوري الألماني وكأس العالم مع فرنسا في 2018.
ومع ذلك، أدت الإصابات المستمرة إلى الحد من تقدمه، مما أدى إلى انفصال متبادل وعودته العاطفية إلى ليون. اعتبر الكثيرون أن العودة إلى الديار فرصة لتوليسو لتجديد مسيرته الكروية وقيادة فريق ليون الذي يمر بمرحلة انتقالية. كان الموسم الأول للاعب الوسط في ليون بعيدًا عن المثالية. أدت معاناته مع اللياقة البدنية والمستوى إلى شكوك حول قدرته على المنافسة على أعلى مستوى. لجأ المشجعون والنقاد على حد سواء إلى وسائل التواصل الاجتماعي للتشكيك في حكمة التعاقد معه، خاصة في ظل القيود المالية التي يعاني منها ليون. لكن توليسو، المعروف بمثابرته وقدراته الفنية، استخدم الانتقادات كوقود لإعادة إحياء مسيرته.
لقد أصبح هذا الموسم عنصرًا أساسيًا في تشكيلة المدرب بيير سيج، حيث أظهر الرؤية والبراعة والتمريرات المتقنة التي جعلته أحد أكثر لاعبي الوسط رواجًا في أوروبا. لم يمر هذا التحول دون أن يلاحظه أحد. تشير التقارير إلى أن برايتون آند هوف ألبيون، الذي يحتل حاليًا منتصف جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز، قد أبدى اهتمامه بضم توليسو خلال فترة الانتقالات الشتوية. يقال إن فريق النوارس، المعروف بنهجه القائم على البيانات في التعاقدات، حريص على تعزيز خياراته في خط الوسط ويرى توليسو كمرشح مثالي. وقد أكدت صحيفة ليكيب اهتمام برايتون باللاعب، حيث أفادت التقارير أن النادي تواصل مع كل من ليون وممثلي توليسو لاستكشاف جدوى الصفقة. ومع ذلك، فإن الانتقال المحتمل محفوف بالتعقيدات.
وقد أعرب توليسو عن سعادته في ليون ورغبته في البقاء، خاصةً وأنه يشعر أن لديه أعمالاً غير منتهية مع النادي. وقد أعرب علنًا عن رضاه عن مستواه الحالي والمتعة التي وجدها في لعب كرة القدم مرة أخرى. ويشاركه هذا الشعور مدرب ليون بيير سيج، الذي يرى توليسو جزءًا حيويًا من خططه للنصف الثاني من الموسم. من ناحية أخرى، فإن الوضع المالي لليون قد يجبرهم على ذلك. فالنادي يتعرض لضغوط من هيئة الرقابة المالية لكرة القدم الفرنسية (DNCG)، لتخفيض فاتورة الأجور وتوليد الأموال من خلال بيع اللاعبين. ويُقال إن توليسو، الذي يتقاضى 600,000 يورو شهريًا، هو أحد أعلى اللاعبين أجرًا في الفريق. يمكن أن يوفر رحيله الإغاثة المالية التي يحتاجها النادي بشدة.
كما يدرك مالك ليون الأمريكي، جون تيكستور، أن قيمة توليسو السوقية قد ارتفعت بشكل كبير بسبب أدائه الأخير، مما يجعل هذه اللحظة مناسبة للاستفادة من أمواله. يتماشى نهج برايتون مع فلسفته في التعاقد مع لاعبين ذوي خبرة يمكنهم تحقيق الاستقرار والجودة في الفريق. وعلى الرغم من أن إمكانية انتقال توليسو إلى الدوري الإنجليزي الممتاز أمر مثير للاهتمام، إلا أن التزام اللاعب مع ليون ورغبته في قيادة النادي للعودة إلى أمجاده السابقة تظل عائقًا قويًا. في الوقت الحالي، الكرة الآن في ملعب برايتون لتقديم عرض كبير بما يكفي لإقناع جميع الأطراف المعنية. تلخص ملحمة الانتقالات هذه التوازن الدقيق بين الولاء والطموح والبراغماتية المالية في كرة القدم الحديثة. بالنسبة لتوليسو، يمكن أن يحدد القرار الفصل التالي من حياته المهنية.
في حالة بقائه في ليون، سيكون لديه الفرصة لترسيخ إرثه كرمز للنادي وربما يحصل على استدعاء للمنتخب الفرنسي. ومع ذلك، فإن الانتقال إلى برايتون يوفر له فرصة إثبات نفسه في الدوري الأكثر تنافسية في العالم مع المساهمة في فريق يتطلع إلى ترسيخ مكانته في الدوري الإنجليزي الممتاز. مع اقتراب فترة الانتقالات في يناير، ستتجه كل الأنظار إلى كورنتين توليسو وأولمبيك ليون.
سواء بقي في الحدود المألوفة في ملعب جروباما أو شرع في مغامرة جديدة في إنجلترا، فإن نهضة توليسو هي شهادة على المرونة والجاذبية الدائمة لروايات كرة القدم.