موسم ريال مدريد المليء بالتحديات: هل لا يزال بإمكانهم قهر أوروبا؟
عاد اسم ريال مدريد، الاسم المرادف لمجد دوري أبطال أوروبا، مرة أخرى إلى مركز الاهتمام مع وصول البطولة المرموقة إلى مرحلة ربع النهائي.
وعلى الرغم من هيمنته التاريخية، إلا أن هذا الموسم فرض تحديات فريدة من نوعها على العملاق الإسباني وهو يخوض غمار مرحلة مجهولة. تحت قيادة المدرب كارلو أنشيلوتي، يجد ريال مدريد نفسه في وضع غريب. فقد عانى الفريق من سلسلة من التقلبات المتتالية، حيث أثار الأداء غير المتسق تساؤلات حول قدرته على تحقيق لقب أوروبي آخر. مع ستة ألقاب في دوري أبطال أوروبا في العقدين الأخيرين، كان ريال مدريد النادي الأكثر نجاحًا في عصر الأندية الكبرى. ومع ذلك، لم يعد الفريق هذا الموسم القوة التي لا تقهر كما كان في السابق. فقد اتسم الموسم الحالي بالإصابات والتعديلات التكتيكية وتطور ديناميكية الفريق. ومن أهم الانتكاسات إصابة حارس المرمى تيبو كورتوا الذي اشتهر بتصدياته الحاسمة وتصدياته القوية. اشتهر كورتوا بتصدياته الحاسمة وحضوره القيادي، وقد ترك غياب كورتوا فراغًا في دفاع الفريق.
وقد أظهر بديله أندري لونين أداءً واعدًا، ولكن لا يمكن إنكار أن الضغط الذي يتعرض له الحارس الذي سيحل محله كبير جدًا. وبالإضافة إلى غياب كورتوا، فإن براعة ريال مدريد الهجومية كانت تحت المجهر. فالثلاثي المتألق في يوم من الأيام فينيسيوس جونيور ورودريغو وكيليان مبابي لم يرقَ إلى مستوى التوقعات هذا الموسم. في حين نجح مبابي في التسجيل باستمرار، عانى رودريجو وفينيسيوس في الوصول إلى الشباك بشكل متكرر كما كان الحال في المواسم السابقة. وقد تزامن هذا التراجع في المستوى مع اتجاه أوسع في دوري أبطال أوروبا، حيث انخفضت الأهداف في المباراة الواحدة خلال المواسم القليلة الماضية. كان عدم اتساق الفريق واضحًا في أدائه في الدوري المحلي أيضًا. يحتل ريال مدريد حاليًا المركز الثاني في الدوري الإسباني، ويتأخر عن غريمه برشلونة.
وقد زاد هذا الفارق وإن كان ضئيلاً من الضغط على الفريق لتقديم أداء جيد في كل مباراة. كانت خسارته الأخيرة 1-2 أمام فالنسيا في سانتياجو برنابيو تذكيرًا صارخًا بالتحديات التي يواجهها الفريق. سلطت الهزيمة الضوء على نقاط الضعف في دفاعه ونقص التماسك في لعبه الهجومي. وعلى الرغم من هذه التحديات، يظل ريال مدريد قوة هائلة. خبرتهم في المواقف الصعبة وقدرتهم على الأداء في الأوقات الصعبة هي صفات لا يمكن التغاضي عنها. إن عودة اللاعبين الأساسيين مثل جود بيلينجهام والحنكة التكتيكية لأنشيلوتي، يوفران بصيصًا من الأمل لجماهير اللوس بلانكوس. ومع استعداده لمواجهة أرسنال في ربع نهائي دوري أبطال أوروبا، يجب على ريال مدريد الاستفادة من خبرته ومرونته. أرسنال، المعروف بصلابة دفاعه، لن يكون خصمًا سهلًا. ومع ذلك، فإن تاريخ ريال مدريد في المسابقات الأوروبية يمنحه أفضلية نفسية.
تضيف احتمالية خوض نهائي "كلاسيكو" تاريخي ضد برشلونة مستوى آخر من التشويق في بطولة هذا الموسم. إن تاريخ ريال مدريد الغني في دوري أبطال أوروبا شاهد على قدرته على الارتقاء إلى مستوى الحدث. قد يكون هذا الموسم محفوفاً بالتحديات، لكن إمكانية حفر اسمه على الكأس مرة أخرى تبقى في متناول اليد. في نهاية المطاف، ستتشكل قصة موسم ريال مدريد من خلال قدرته على التأقلم والتغلب على الشدائد.
ما إذا كان بإمكانهم القيام بذلك وإضافة فصل آخر إلى تاريخهم اللامع هي قصة ستتكشف في الأسابيع المقبلة.