أبرز المشاكل الدفاعية لمانشستر يونايتد في هزيمة نيوكاسل
أنهى مانشستر يونايتد عام 2024 بشكل سيء، حيث تعرض للهزيمة 2-0 على ملعب أولد ترافورد أمام فريق نيوكاسل النشط الذي استفاد من الضعف الدفاعي في تشكيلة روبن أموريم.
كانت هذه الخسارة هي الخامسة ليونايتد في ست مباريات في الدوري الإنجليزي الممتاز، مما جعل الفريق يقبع في المركز الرابع عشر في منتصف الموسم. تتزايد التساؤلات الآن حول التنظيم الدفاعي للفريق، والضعف الدفاعي والهجمات الهوائية، واتخاذ القرارات الإدارية. بدأت المباراة بشكل كارثي بالنسبة ليونايتد، حيث سجل ألكسندر إيزاك لاعب نيوكاسل هدفًا من رأسية بعد أربع دقائق فقط من بداية المباراة. وتبع ذلك هدف ثانٍ بعد 15 دقيقة، حيث ارتقى جولينتون فوق ليساندرو مارتينيز ليزيد من مشاكل يونايتد. تعرض مارتينيز، الملقب بـ"الجزار"، لانتقادات مرة أخرى بسبب افتقاره للهيمنة الهوائية، وهو عيب أشار إليه النقاد والمشجعون منذ قدومه من أياكس.
عادت تصريحات جيمي كاراغر الشهيرة حول طول قامة مارتينيز إلى الظهور على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث أرجع العديد من المشجعين هدف نيوكاسل الثاني إلى هذا الضعف بالذات. كانت معاناة مارتينيز رمزًا لمشكلة دفاعية أوسع نطاقًا للشياطين الحمر. تسببت تمريرات نيوكاسل العرضية في إحداث فوضى طوال ال20 دقيقة الأولى، مما كشف عن عدم وجود تماسك في الخط الخلفي لليونايتد. شكل كل من ماتيس دي ليجت وهاري ماجواير ومارتينيز قلب الدفاع، لكن لم يستطع أي منهم احتواء الحضور البدني لنيوكاسل. فشل ماجواير، على وجه الخصوص، في تعقب تحركات إيزاك في الهدف الافتتاحي، بينما كان مارتينيز غارقًا بدنيًا في الهدف الثاني. كما تعرض النهج التكتيكي تحت قيادة المدرب روبن أموريم للتدقيق. إصرار أموريم على التمسك بتشكيلة 3-4-2-2-1 منح يونايتد المزيد من الاستحواذ على الكرة لكنه لم يترجم إلى صلابة دفاعية أو فعالية هجومية.
في الواقع، خاض الفريق حتى الآن ثلاث مباريات متتالية دون تسجيل أهداف، بينما استقبلت شباكه سبعة أهداف في نفس الفترة. دافع أموريم عن فلسفته خلال مقابلة بعد المباراة، قائلًا: "لقد تم التعاقد معي من أجل هذا النظام، ولن أتخلى عنه بسبب النتائج قصيرة المدى". ومع ذلك، فإن إصراره بدأ يتلاشى مع قاعدة جماهيرية يائسة من أجل التحسن. مشكلة أخرى صارخة هي عدم قدرة يونايتد على الدفاع عن الكرات الثابتة. فقد استقبل الفريق خمسة أهداف من الركلات الركنية منذ تولي أموريم تدريب الفريق، كما أن هيمنة نيوكاسل على الكرات الهوائية أبرزت هذا الضعف.
وأشار جيمي كاراغر المعلق في شبكة سكاي سبورتس إلى عيوب في تدريبات اليونايتد التحضيرية مشيراً إلى أنهم كانوا يتدربون على الدفاع عن الركلات الركنية في أوضاع نادراً ما تسمح لهم بإبعاد الكرة بشكل فعال. امتدت المشاكل إلى ما وراء خط الدفاع. عانى ثنائي خط وسط يونايتد المكون من كاسيميرو وكريستيان إريكسن للتعامل مع القوة البدنية والطاقة التي يتمتع بها نيوكاسل. بدا كاسيميرو، على وجه الخصوص، بعيدًا عن مستواه وأضاع فرصة حاسمة لتسجيل هدف قبل نهاية الشوط الأول. أما إريكسن، الذي كان ظلاً لما كان عليه هذا الموسم، فقد كان متراجعًا في وسط الملعب ولم يقدم إبداعًا يذكر في الهجوم. يطالب المشجعون بالفعل بإجراء تعديل في خط الوسط، مع تألق كوبي ماينو الذي كان بمثابة نقطة إيجابية نادرة في المباراة.
ماينو، الذي حل محل جوشوا زيركيزي غير الفعال في الدقيقة 33، أضفى بعض السيطرة والإلحاح المطلوبين، وصنع أفضل فرصة ليونايتد في المباراة. من ناحية أخرى، عانى زركزي من أمسية كابوسية. تم استبداله في الشوط الأول وسط هتافات الجماهير المحبطة، ولخص أدائه البطيء افتقار يونايتد إلى البريق الهجومي. كما كانت عودة ماركوس راشفورد إلى الفريق بعد غياب أربع مباريات نقطة أخرى مثيرة للجدل، لكن اللاعب الدولي الإنجليزي شارك كبديل وفشل في ترك بصمة. كما عانى راسموس هوجلوند، الذي يخضع الآن لتدقيق شديد بعد انتقاله بأموال طائلة، من تنمر فابيان شار لاعب نيوكاسل طوال المباراة. على النقيض من ذلك، كان نيوكاسل منظمًا ومنظمًا، حيث صعد فريق المدرب إيدي هاو إلى المركز الخامس في جدول الترتيب.
أظهر فريق الماكبايز حدة افتقدها اليونايتد، حيث سيطر برونو غيمارايش وجويلينتون على خط الوسط، بينما شكل إيزاك تهديدًا مستمرًا في الهجوم. وكاد ساندرو تونالي أن يضيف هدفًا ثالثًا لكنه سدد الكرة في القائم ليجنب يونايتد مزيدًا من الإحراج. مع اقتراب مباراة شاقة أمام متصدر الدوري ليفربول، فإن موسم يونايتد يواجه خطر الخروج عن السيطرة. ويشكك المشجعون والنقاد على حد سواء في قرارات أموريم، بدءًا من عناده التكتيكي إلى اختياراته للاعبين. المدافع مارتينيز الذي يتقاضى 120,000 جنيه إسترليني أسبوعيًا تحت المجهر، وأداء اللاعبين المخضرمين مثل كاسيميرو وإريكسن يثير المخاوف بشأن ما إذا كان هذا الفريق لديه المرونة البدنية والذهنية اللازمة لتغيير موسمه. لم تسلط الهزيمة أمام نيوكاسل الضوء على أوجه القصور الدفاعية لليونايتد فحسب، بل أثارت أيضًا تساؤلات وجودية حول اتجاه النادي تحت قيادة روبن أموريم.
هل يستطيع المدرب البرتغالي التمسك بفلسفته والصمود في وجه العاصفة، أم أنه سيضطر إلى التكيف لإنقاذ موسم يونايتد المتعثر؟ قد تصبح الإجابات أكثر وضوحًا في الأسابيع المقبلة، ولكن في الوقت الحالي، يجد الشياطين الحمر أنفسهم في منطقة غير مألوفة ومقلقة للغاية.