عام هاري كين المحطم للأرقام القياسية: هداف في سعيه نحو تحقيق الفضية
مع إسدال الستار على عام 2024، يمكن لهاري كين أن يتأمل في عام آخر رائع في مسيرته الكروية اللامعة.
أظهر مهاجم بايرن ميونيخ البالغ من العمر 31 عامًا مرة أخرى قدرته الاستثنائية على هز الشباك محليًا ودوليًا، مما عزز مكانته بين النخبة في أوروبا. ومع ذلك، لا يزال شبح اللقب الذي لم يتوج به يلوح في الأفق على سجله المتألق. ** تألق البوندسليجا** في أول عام تقويمي كامل له مع بايرن ميونيخ، أحدث كين تأثيرًا استثنائيًا. على الرغم من خسارة البايرن لقب الدوري الألماني لصالح باير ليفركوزن بفارق ضئيل عن باير ليفركوزن، إلا أن إحصائيات كين الفردية كانت مذهلة. سجل قائد المنتخب الإنجليزي 29 هدفًا وصنع 8 تمريرات حاسمة في 30 مباراة فقط في الدوري الألماني في عام 2024. هذا يعني أنه كان يشارك بشكل مباشر في هدف كل 69.6 دقيقة في المتوسط، وهي إحصائية تؤكد كفاءته التهديفية.
إن رصيده البالغ 37 مساهمة تهديفية يضعه متقدمًا بفارق كبير عن أقرب منافسيه في الدوري، حيث يأتي عمر مرموش لاعب آينتراخت فرانكفورت ولويس أوبندا لاعب آر بي لايبزيج في المركز الثاني برصيد 28 و26 مساهمة على التوالي. تصدر كين أيضًا قائمة هدافي الدوريات الخمس الأولى في أوروبا، حيث سجل أهدافًا في الدوري أكثر من روبرت ليفاندوفسكي (27 هدفًا مع برشلونة) وإيرلينج هالاند (27 هدفًا مع مانشستر سيتي). بالإضافة إلى ذلك، سجل أربعة أهداف "هاتريك" في الدوري الألماني خلال العام، مما عزز مكانته كأحد أخطر المهاجمين في أوروبا. ** تألق على الساحة الأوروبية** لم تقتصر براعة كين على الدوري الألماني. ففي دوري أبطال أوروبا، أضاف تسعة أهداف وتمريرتين حاسمتين في 11 مباراة، بما في ذلك أداءه الرائع الذي سجل فيه أربعة أهداف في فوز بايرن ميونيخ على دينامو زغرب بنتيجة 9-2.
على الرغم من فشل بايرن ميونخ في الوصول إلى النهائي وخروجه من الدور نصف النهائي، إلا أن مساهمات كين أبقت على مشواره الأوروبي حيًا ومنافسًا. امتد ثباته إلى مسابقات الكأس المحلية، حيث سجل هدفًا واحدًا وصنع هدفًا واحدًا في مباراتين في بطولة الدوري الألماني لكرة القدم. تؤكد مثل هذه العروض على قدرة كين على التفوق على جبهات متعددة، مما يعزز مكانته كلاعب من الطراز العالمي. **أسد إنجلترا الرائد** على الساحة الدولية، واصل كين تألقه كقائد لمنتخب إنجلترا. فقد لعب دورًا محوريًا في وصول منتخب الأسود الثلاثة إلى نهائي يورو 2024، حيث سجل ثلاثة أهداف خلال البطولة وأنهى البطولة متصدرًا قائمة الهدافين.
إجمالاً، سجل كين سبعة أهداف في 17 مباراة لمنتخب إنجلترا هذا العام، بما في ذلك هدفين في فوز لا يُنسى على فنلندا في ويمبلي، والذي شهد أيضاً مشاركته رقم 100 مع المنتخب الوطني. وقد وضعه هذا الإنجاز ضمن نخبة من لاعبي كرة القدم الإنجليزية، إلى جانب أيقونات مثل واين روني والسير بوبي تشارلتون. ومع ذلك، ضربت الحسرة مرة أخرى عندما خسرت إنجلترا أمام إسبانيا في نهائي يورو 2024، مما أطال انتظار كين للحصول على لقب كبير. **الكأس المراوغة** على الرغم من إنجازاته المحطمة للأرقام القياسية، لا يزال هناك إغفال صارخ يطارد مسيرة كين: لقب كبير. لقد وصل حتى الآن إلى ست نهائيات مع ناديه ومنتخب بلاده - أربعة مع توتنهام، وواحدة مع إنجلترا، وواحدة مع بايرن ميونيخ - لكنه كان يخسر في كل مرة.
تضاف هزيمة نهائي اليورو هذا العام إلى تلك القائمة، كما فعل بايرن ميونخ في موسم 2024 الخالي من الألقاب، وهو الأول له منذ 2011/2012. لكن عام 2025 يقدم أملاً جديداً. يحتل بايرن ميونيخ حاليًا أربع نقاط في صدارة البوندسليجا، ولا يزال ينافس في دوري أبطال أوروبا وكأس العالم للأندية التي تم تجديدها حديثًا. وأشار كيفن هاتشارد، الصحفي المتخصص في كرة القدم الأوروبية، إلى أن أرقام بايرن الهجومية "مخيفة"، حيث يظهر فارق الأهداف وحده هيمنته. ومع ذلك، لا تزال هناك تساؤلات حول قدرتهم على الأداء أمام منافسين من الدرجة الأولى، كما يتضح من معاناتهم الأخيرة أمام منافسين من أمثال ليفركوزن وبرشلونة. بالنسبة لكين، ربما يمثل لقب البوندسليجا بالنسبة له أفضل فرصة للتتويج بلقب الدوري الألماني.
مع عمق فريق بايرن ميونيخ ومواهبه وتحت قيادة المدرب فينسنت كومباني، هناك شعور متزايد بأن اللقب بعيد المنال قد يكون في متناول اليد قريبًا. **ما الذي ينتظرنا؟ مع انتقال كين إلى المراحل الأخيرة من مسيرته الكروية، فإن تعطشه للبطولات لم ينضب. مع تسجيله 42 هدفًا في جميع المسابقات في عام 2024، بما في ذلك مساهماته مع منتخب إنجلترا، لم يُظهر كين أي علامات على التباطؤ. لقد جعلته أخلاقيات عمله وقيادته وقدرته الفطرية على تسجيل الأهداف لاعباً لا غنى عنه في النادي ومنتخب بلاده. ومع ذلك، فإن السرد المحيط بإرث كين يتوقف على ما إذا كان بإمكانه أخيرًا كسر جفاف الألقاب. مع سعي بايرن ميونيخ لتحقيق المجد المحلي والدولي في عام 2025، ستتجه كل الأنظار إلى كين ليس فقط لتحقيق الأهداف، ولكن لتحقيق الألقاب التي استعصت عليه حتى الآن.
في الوقت الحالي، يعتبر كين واحدًا من أعظم هدافي كرة القدم - وهو اللقب الذي يمكن أن يُستكمل قريبًا بالألقاب التي يستحقها.