كفاح توتنهام لتعويض هاري كين: موسم من عدم اليقين
منذ رحيل هاري كين، يعاني توتنهام هوتسبير من فراغ يبدو من الصعب ملؤه بشكل متزايد.
كين، الذي رحل إلى مراعٍ جديدة في صيف 2024، لم يكن مجرد لاعب في النادي، بل كان موهبة الفريق وقائده داخل وخارج الملعب، وأحد أكثر المهاجمين إنتاجًا في الدوري الإنجليزي الممتاز. لقد ترك غيابه توتنهام في حالة من التذبذب في البحث عن لاعب آخر ليحل محله. محاولات النادي لإيجاد بديل له لم تنجح إلى حد كبير حتى الآن. فقد كافح ماتيس تيل، المهاجم الشاب الموهوب الذي تم استقدامه بآمال كبيرة، للتأقلم مع قسوة الدوري الإنجليزي الممتاز. في حين أن موهبته لا يمكن إنكارها، يبدو أن ضغط استبدال أسطورة النادي مثل كين قد أثقل كاهله. فقد كان أداؤه غير متناسق ولم يترك تأثيرًا كبيرًا حتى الآن. وما يزيد من مشاكل توتنهام هو الوضع مع تيمو فيرنر.
المهاجم الألماني، الذي كان من المتوقع أن يجلب الخبرة وسجله التهديفي المثبت للفريق، يقال إنه يفكر في الانتقال بعيدًا عن النادي. كانت فترة وجود فيرنر في توتنهام متباينة مع ومضات من التألق غالبًا ما تطغى عليها فترات من اللعب غير الفعال. ومن شأن رحيله المحتمل أن يجعل خيارات توتنهام الهجومية أكثر ضعفًا. لا تقتصر معاناة توتنهام على الأداء الفردي، بل تعكس مشكلة أوسع نطاقًا تتعلق بالهوية والاستراتيجية. منذ رحيل كين، افتقر الفريق إلى نقطة محورية واضحة في الهجوم. الإعداد التكتيكي، الذي كان يتمحور حول قدرة كين على صناعة وتسجيل الأهداف، يبدو الآن مفككًا. لقد تعرض المدرب أنجي بوستيكوجلو لضغط هائل لإيجاد حل تكتيكي يزيد من نقاط قوة الفريق الحالي مع تخفيف نقاط ضعفه. ومن الأمثلة على ذلك أداء النادي في ربع نهائي الدوري الأوروبي أمام آينتراخت فرانكفورت.
على الرغم من الفوز المريح 3-1 في الدور السابق أمام أستون فيلا، إلا أن المواجهة أمام فرانكفورت كانت اختبارًا أكثر صعوبة. ومع ارتفاع سقف التوقعات، فإن عدم قدرة توتنهام على الاستفادة من الفرص التي أتيحت له أبرزت الحاجة إلى لاعب حاسم. انتهت المباراة بالتعادل 1-1، وهي نتيجة جعلت الجماهير تشكك في قدرة الفريق على التقدم أكثر في المسابقة. علاوة على ذلك، فإن معاناة توتنهام لها تداعيات خارج الملعب. ترتبط الصحة المالية للنادي ارتباطًا وثيقًا بأدائه في المسابقات الأوروبية.
لن يكون الفشل في التقدم في الدوري الأوروبي خيبة أمل رياضية فحسب، بل قد يؤثر أيضًا على قدرة النادي على جذب أفضل المواهب في نوافذ الانتقالات المستقبلية. أما في الدوري الإنجليزي الممتاز، فقد أدى عدم اتساق توتنهام إلى تراجعه خارج المراكز الأربعة الأولى، وهو مركز غير مألوف بالنسبة لنادٍ يطمح في المنافسة على اللقب. يتزايد الضغط على بوستيكوجلو لتغيير الأمور بسرعة. تمثل فترة الانتقالات الشتوية في يناير فرصة للنادي لتعزيز خياراته الهجومية، ولكن مع صعوبة التنقل في سوق الانتقالات في منتصف الموسم، قد لا تكون الحلول واضحة. بالنسبة لأنصار توتنهام، فإن الموسم الحالي هو اختبار للصبر والمرونة. تركة هاري كين تلوح في الأفق، والطريق إلى التعافي محفوف بالتحديات. ومع ذلك، فإن كرة القدم هي لعبة دورات، وفي كل فترة من الصعوبات، هناك إمكانية للتجديد.
يجب أن يجتاز توتنهام هذه المرحلة الانتقالية بتخطيط ذكي ورؤية واضحة للمستقبل.
عندها فقط يمكنهم أن يأملوا في العودة إلى المستويات العالية التي كانوا يتمتعون بها مع قيادة كين.