نهاية الشراكة بين LFP و DAZN: عهد جديد للبث التلفزيوني للدوري الفرنسي 1
في خطوة غير متوقعة أحدثت ضجة كبيرة في عالم بث كرة القدم، قررت رابطة دوري كرة القدم الفرنسية (LFP) الانفصال عن DAZN، شريك البث الحالي.
يشير هذا القرار، الذي تم الإعلان عنه يوم الثلاثاء في أواخر فبراير 2025، إلى تحول كبير في مشهد الحقوق الإعلامية لكرة القدم الفرنسية، مع ما قد يترتب على ذلك من آثار محتملة أوسع نطاقاً على البث الأوروبي لكرة القدم. كانت العلاقة بين الاتحاد الفرنسي لكرة القدم وDDAZN مضطربة على مر السنين، حيث كانت الخلافات حول شروط العقد ورسوم الحقوق تتصدر عناوين الصحف في كثير من الأحيان. كانت DAZN، المعروفة بخدمة البث عبر الإنترنت (OTT)، هي الناقل الرئيسي للدوري الفرنسي لكرة القدم منذ حصولها على الحقوق في عام 2021. كان يُنظر إلى الشراكة في البداية على أنها خطوة تقدمية، تتماشى مع الاتجاهات العالمية التي تتحدى فيها خدمات البث الرقمي نماذج البث التقليدية.
ومع ذلك، نما الخلاف بين DAZN وLFP بمرور الوقت، حيث كافح الطرفان للاتفاق على استراتيجيات التوزيع والشروط المالية. وانتهت عملية الوساطة التي كانت جارية لحل هذه الخلافات رسمياً دون التوصل إلى حل، مما دفع رابطة الدوري الفرنسي لكرة القدم إلى البحث عن ترتيبات بث بديلة. هذا القرار يترك الدوري الفرنسي في وضع غير مستقر، حيث يسعى إلى تأمين مذيع جديد قادر على تقديم تغطية واسعة النطاق وتوليد الإيرادات التي كانت توفرها DAZN. بالنسبة لـ DAZN، تُعد خسارة الدوري الفرنسي ضربة قوية، خاصة في أوروبا حيث المنافسة بين خدمات البث على الحقوق الرياضية شرسة. لقد استثمرت المنصة بكثافة في الحصول على الحقوق الرياضية على مستوى العالم، وخسارة دوري كبير مثل الدوري الفرنسي قد يؤثر على قاعدة مشتركيها في الأسواق الأوروبية الرئيسية.
بالنسبة للاتحاد الفرنسي لكرة القدم، يكمن التحدي الآن في العثور على شريك لا يلبي توقعاته المالية فحسب، بل يتفهم أيضًا الأهمية الاستراتيجية لتوسيع نطاق انتشار الدوري الفرنسي عالميًا. وبينما يتطلع الدوري الفرنسي إلى المستقبل، يتم النظر في العديد من جهات البث المحتملة. وقد أعربت شبكات تقليدية مثل Canal+ وشركات دولية عملاقة مثل Amazon Prime Video و ESPN عن اهتمامها بالحصول على الحقوق. تجلب كل من هذه الشركات نقاط قوة مختلفة إلى الطاولة. تمتلك Canal+ تاريخاً طويلاً مع كرة القدم الفرنسية وتوفر انتشاراً محلياً واسعاً، بينما يمكن لشبكتي Amazon و ESPN الاستفادة من شبكاتهما العالمية لجلب الدوري الفرنسي إلى جمهور دولي أوسع. تمتد آثار هذا التحول في البث إلى ما هو أبعد من الدوري الفرنسي.
تتطلع دوريات كرة القدم الأوروبية بشكل متزايد إلى طرق مبتكرة لتوزيع منتجاتها، حيث توفر خدمات البث فرصاً جديدة لمشاركة المشجعين وتوليد الإيرادات. ومع ذلك، يبقى التحدي هو تحقيق التوازن بين جمهور البث التقليدي الراسخ والطلب المتزايد على خيارات البث الرقمي. على المدى القصير، قد تواجه أندية الدوري الفرنسي حالة من عدم اليقين المالي في الوقت الذي يتفاوض فيه الدوري على صفقات البث الجديدة. تشكل عائدات حقوق البث جزءاً كبيراً من ميزانيات الأندية، وأي تأخير في تأمين صفقة جديدة قد يؤثر على الاستقرار المالي للأندية. ومع ذلك، هناك تفاؤل بأن الشراكة الجديدة يمكن أن تؤدي إلى زيادة في الإيرادات، خاصةً إذا كانت تشمل مذيعاً يتمتع بحضور دولي قوي. كما يسلط هذا التطور الضوء على اتجاه أوسع في البث الرياضي.
فبينما تتطلع الدوريات والأندية إلى تحقيق أقصى قدر من الانتشار والإيرادات، أصبحت الشراكات مع المنصات الرقمية أكثر شيوعاً. هذا التحول يعيد تشكيل ديناميكيات وسائل الإعلام الرياضية، مع إمكانية تغيير كيفية تفاعل المشجعين مع فرقهم ومسابقاتهم المفضلة. وفي الختام، فإن نهاية الشراكة بين الاتحاد الفرنسي لكرة القدم وDDAZN تمثل بداية فصل جديد من فصول البث في الدوري الفرنسي. وبينما يخوض الدوري هذه المرحلة الانتقالية، سيكون للقرارات التي ستُتخذ في الأشهر القادمة تأثيرات دائمة على صحته المالية وانتشاره العالمي.
ستتم مراقبة نتائج هذه المفاوضات عن كثب من قبل الدوريات وهيئات البث الأخرى، حيث يمكن أن تشكل سابقة لصفقات حقوق الإعلام المستقبلية في المشهد المتطور باستمرار للبث الرياضي.