وعلى الرغم من تكافؤ النتيجة، إلا أن المباراة لم تكن متوازنة على الإطلاق، حيث أظهر كلا الفريقين لحظات من التألق والضعف. أظهر مانشستر يونايتد، تحت قيادة مديره الفني الجديد كارلوس كيروز، مزيجًا من الطاقة الشبابية والتكتيكات المتمرسة. كان ماركوس راشفورد هو من افتتح التسجيل للشياطين الحمر في الدقيقة 25 بمجهود فردي رائع، حيث راوغ دفاع ليفربول قبل أن يسدد في شباك أليسون بيكر. رد ليفربول بقوة بعد نهاية الشوط الأول، حيث أدرك محمد صلاح التعادل في الدقيقة 55. ومن هجمة جماعية متقنة أرسل ترينت ألكسندر-أرنولد كرة عرضية متقنة إلى صلاح الذي لم يخطئ من مسافة قريبة.
أعاد الهدف الحياة إلى فريق المدرب يورجن كلوب الذي بدأ يسيطر على مجريات اللعب وبدا أكثر قدرة على تحقيق الفوز. ومع ذلك، كان مانشستر يونايتد هو الذي تقدم مرة أخرى في الدقيقة 72 عن طريق برونو فرنانديز. هفوة في التركيز من الخط الخلفي لليفربول سمحت لفرنانديز بالحصول على كرة طليقة داخل منطقة الجزاء وتسديد الكرة ببراعة. لم تنته الدراما بعد حيث اندفع ليفربول إلى الأمام بحثًا عن التعادل. أثمرت جهودهم في الوقت المحتسب بدل الضائع عندما سدد فيرجيل فان ديك رأسية من ركلة ركنية ليعادل النتيجة مرة أخرى. وأثار الهدف فرحة جماهير الفريق الضيف وحصد رجال كلوب نقطة التعادل. بصرف النظر عن الإثارة على أرض الملعب، كان هناك أداء ملحوظ من المواهب الشابة لكلا الفريقين.
فبالنسبة لمانشستر يونايتد، كان أنتوني إيلانجا مثيرًا للإعجاب بشكل خاص على الجناح، حيث تسبب في مشاكل لدفاع ليفربول بسرعته وانطلاقاته المباشرة. على الجانب الآخر، قدم كورتيس جونز أداءً ناضجًا في خط الوسط، وهو ما يتناقض مع عمره. النتيجة تجعل الفريقين لا يزالان يطاردان تشيلسي متصدر الدوري، لكنها تضيف مواجهة أخرى لا تنسى إلى التنافس الشرس بينهما.
وبينما كان كلا المدربين يتحدثان عن الفرص الضائعة والأخطاء الدفاعية بعد المباراة، كان المشجعون يستمتعون بمشاهدة مشهد مثير يجسد لماذا تظل كرة القدم الإنجليزية واحدة من أكثر الدوريات إثارة في كرة القدم العالمية.