عودة أرسنال إلى نصف نهائي دوري الأبطال: فجر جديد تحت قيادة ميكيل أرتيتا
في ليلة ستبقى في الذاكرة لسنوات قادمة، حقق أرسنال عودة مظفرة إلى الدور نصف النهائي من دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، وهو إنجاز حققه آخر مرة قبل عقدين من الزمن تقريباً.
تحت إدارة ميكيل أرتيتا المحنكة، تغلب أرسنال على المهمة الشاقة المتمثلة في الفوز على ريال مدريد، النادي الذي كان مرادفاً للنجاحات الأوروبية، في ملعب سانتياغو برنابيو، وهو ملعب مشهور بلياليه الأسطورية وأجوائه الرائعة. ويمثل فوز المدفعجية على حامل اللقب بنتيجة 3-1 في مجموع المباراتين علامة فارقة في تاريخ النادي الحديث، مما يشير إلى عودة الفريق إلى الانتصارات التي طالما انتظرها المشجعون. شهدت مباراة الذهاب في ملعب الإمارات فوزًا حاسمًا لأرسنال بنتيجة 2-1، مما مهد الطريق لمباراة الإياب المتوترة في مدريد. كان ملعب البرنابيو، المعروف بقدرته على إلهام العودة وصنع المعجزات، جاهزاً ليشهد فصلاً جديداً في تاريخه العريق.
ومع ذلك، نجح أرسنال، متحديًا الصعاب والجمهور المتحمس على أرضه، في الحفاظ على رباطة جأشه وتنفيذ خطة لعب منضبطة لم تترك لريال مدريد مجالًا كبيرًا للمناورة. وصف ميكيل أرتيتا هذه الليلة بأنها واحدة من أفضل الليالي في مسيرته الكروية. وقال أرتيتا: "لقد لعبنا ضد فريق له تاريخ كبير في هذه المسابقة، والخروج فائزًا هو شهادة على العمل الجاد والإيمان الذي غرسناه في هذا الفريق". كانت فطنته التكتيكية واضحة حيث نجح أرسنال في إبطال مفعول تهديدات ريال مدريد الهجومية مع الاستفادة من الفرص التي سنحت له. كان مفتاح نجاح أرسنال هو قدرته على تحقيق التوازن بين الدفاع والهجوم. قام ثنائي خط الوسط المكون من توماس بارتي ومارتن أوديجارد بتنظيم اللعب بدقة متناهية وكسر تقدم ريال مدريد وشن هجمات مرتدة أبقت الخصم في حالة تأهب.
أظهر بوكايو ساكا، وهو لاعب متميز، نضجًا يفوق عمره حيث قدم تمريرة حاسمة للهدف الحاسم الذي حسم الفوز بمجموع المباراتين. بالنسبة لريال مدريد، كانت الخسارة مريرة بالنسبة له. على الرغم من دعم أنصاره المتحمسين، فشل الفريق في الارتقاء إلى مستوى الحدث، حيث لم يتمكن العديد من اللاعبين الأساسيين من إيجاد إيقاعهم. كان غياب الشرارة التي ميزت العديد من حملاتهم الأوروبية السابقة واضحًا، حيث أجهض أسلوب أرسنال المنضبط أي محاولات للعودة في النتيجة. الفوز يضع أرسنال في مواجهة مثيرة مع باريس سان جيرمان في الدور قبل النهائي. بينما يستعد رجال أرتيتا لهذا التحدي الهائل، يستمر الشعور بالإيمان داخل الفريق في النمو.
مشجعو أرسنال، المتعطشون للنجاح الأوروبي منذ فترة طويلة، يجرؤون على الحلم مرة أخرى برفع الكأس الغالية. لم تكن هذه الرحلة الرائعة دليلاً على براعة أرتيتا الإدارية فحسب، بل كانت أيضاً دليلاً على مرونة الفريق وتطوره. من فريق كان يبدو في يوم من الأيام على غير هدى، أعاد أرسنال بناءه بثبات تحت قيادة أرتيتا، ومزج بين حماس الشباب والقيادة ذات الخبرة. أمثال جابرييل جيسوس وويليام ساليبا أصبحا يلعبان أدوارًا محورية، بينما يوفر المخضرم جرانيت تشاكا التأثير الثابت المطلوب في المواقف الصعبة. بينما يتطلع أرسنال إلى الدور قبل النهائي، فإنه يحمل معه آمال جماهيره وإرث النادي الذي تذوق طعم المجد الأوروبي في الماضي.
سيكون التحدي أمام باريس سان جيرمان هائلاً، ولكن إذا كان أداء أرسنال أمام ريال مدريد هو أي مؤشر، فإنهم أكثر من مستعدين للارتقاء إلى مستوى الحدث. إن الفوز في البرنابيو ليس مجرد انتصار لأرسنال؛ إنه يمثل فجرًا جديدًا للنادي، وإشارة إلى أنهم عادوا مرة أخرى قوة لا يستهان بها على الساحة الأوروبية.
بالنسبة لأرتيتا ولاعبيه، فإن الرحلة مستمرة، مع وعد بمزيد من الليالي التي لا تُنسى في المستقبل.