هذا اللقاء النابض لم يقدم فقط متعة مثيرة فحسب، بل كان له أيضًا آثار كبيرة على السباق على التأهل لدوري أبطال أوروبا. بدأت المباراة بسيطرة أرسنال على مجريات الأمور، وأثبتوا سبب الإشادة ببراعتهم الهجومية طوال الموسم. كان بوكايو ساكا هو من افتتح التسجيل للمدفعجية في الدقيقة 15، حيث راوغ دفاع توتنهام قبل أن يسدد بهدوء في الشباك. ضاعف الضيوف تقدمهم بعد ذلك بوقت قصير، حيث سدد مارتن أوديجارد كرة قوية من خارج منطقة الجزاء جعلت هوجو لوريس يتمركز في مكانه. في مواجهة التأخر بهدفين، بدا أن طموحات توتنهام في دوري أبطال أوروبا تتلاشى مع اقتراب نهاية الشوط الأول.
ومع ذلك، كشف الشوط الثاني عن قصة مختلفة، حيث أظهر توتنهام مرونة وتصميمًا لم يكن متقطعًا هذا الموسم. أشعل هاري كين شرارة عودة توتنهام في الشوط الثاني بهدف من ركلة جزاء في الدقيقة 55 بعد أن احتسب الحكم غابرييل ماغالايس بعد أن لمس الكرة داخل منطقة الجزاء. لم يقلص هذا الهدف الفارق في النتيجة فحسب، بل بث الثقة في نفوس اللاعبين والجماهير على حد سواء. ضغط توتنهام المتواصل أثمر أخيرًا عندما أدرك سون هيونج مين التعادل في الدقيقة 75 مستفيدًا من هفوة دفاعية من أرسنال. مع وجود الزخم القوي إلى جانبهم، أكمل توتنهام تحولهم الرائع في الوقت بدل الضائع.
ووجدت ركلة ركنية منفذة بشكل جيد طريقها إلى ديان كولوسيفسكي الذي سددها على الطائر من مسافة قريبة ليجعل جماهير الفريق المضيف في حالة من الهذيان. هذا الفوز يحقق أكثر من مجرد ضمان حقوق المفاخرة لتوتنهام؛ فهو يدفعهم إلى المركز الرابع بفارق نقطتين عن مانشستر يونايتد قبل ثلاث مباريات فقط من نهاية الموسم. أما بالنسبة لأرسنال، فإن هذه الهزيمة مريرة بالنسبة لأرسنال، حيث تقلص الفارق بينهم وبين مانشستر سيتي إلى نقطة واحدة فقط. مع اقترابنا من نهاية الموسم، أظهر ديربي شمال لندن مرة أخرى أن كرة القدم لا يمكن التنبؤ بها ولماذا تأسر الملايين في جميع أنحاء العالم.
بالنسبة لتوتنهام هوتسبير، يمكن أن يكون هذا الفوز محوريًا في تحقيق دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل - وهو ما يدل على موقفهم الذي لا يمكن أن يستسلم أبدًا في ليلة لا تنسى في شمال لندن.