أنجي بوستيكوجلو: المستقبل الغامض لفاتح الدوري الأوروبي توتنهام
في عالم كرة القدم، قليلون هم المدربون الذين اختبروا الارتفاعات والانخفاضات في عالم كرة القدم كما فعل أنجي بوستيكوجلو في توتنهام هوتسبير.
قاد المدرب الأسترالي، الذي يتمتع بسمعة طيبة في تغيير حظوظ الأندية، توتنهام مؤخرًا إلى فوز تاريخي في الدوري الأوروبي، منهياً بذلك جفاف النادي من الألقاب الذي استمر 17 عامًا. لم يضمن هذا الانتصار تأهل الفريق إلى دوري أبطال أوروبا في الموسم المقبل فحسب، بل كان أيضًا أول لقب أوروبي للفريق منذ 41 عامًا. ومع ذلك، على الرغم من هذا الإنجاز الرائع، فإن مستقبل بوستيكوجلو في النادي معلق في الميزان، مما يلقي بظلاله على ما يجب أن يكون فترة احتفال. لم يكن موسم توتنهام المحلي أقل من كارثة. احتل النادي المركز السابع عشر في الدوري الإنجليزي الممتاز، وهو أسوأ أداء له في الدوري منذ عام 1978.
لقد صنعوا تاريخًا غير مرغوب فيه عندما أصبحوا أول فريق في دوري الدرجة الأولى يخسر 22 مباراة في موسم مكون من 38 مباراة دون أن يهبط. هذا التباين الصارخ بين إنجازاته المحلية والأوروبية جعل المشجعين والنقاد على حد سواء يتساءلون عما يخبئه المستقبل لبوستيكوجلو. ينبع الغموض الذي يحيط بموقفه من عدم وضوح الرؤية من قبل الإدارة العليا للنادي، وخاصة من رئيس مجلس الإدارة دانيال ليفي، الذي لم يعلن دعمه لبوستيكوجلو بعد نهاية الموسم. وقد أثار هذا الصمت التكهنات حول التغييرات المحتملة للمدير الفني، على الرغم من سجل بوستيكوجلو الحافل بالنجاحات. وقد أعرب بوستيكوجلو نفسه عن حيرته من هذه التكهنات. بعد المباراة الأخيرة للفريق في الدوري الإنجليزي الممتاز، والتي خسرها الفريق أمام برايتون بنتيجة 4-1، تحدث إلى وسائل الإعلام متسائلاً عن سبب خضوع مستقبله للتدقيق.
قال: "سأكون صريحًا، لقد وجدت الأمر غريبًا حقًا في الحديث عن مستقبلي عندما حققنا شيئًا غير مسبوق"، مسلطًا الضوء على مساهماته في الفوز التاريخي للنادي الأوروبي. على الرغم من الشائعات التي تحوم حول مستقبله، إلا أن بوستيكوجلو يحتفظ بالدعم الثابت من لاعبيه. فقد أعربت شخصيات بارزة مثل جيمس ماديسون ولوكاس بيرجفال وآرتشي جراي صراحة عن رغبتهم في بقائه على رأس الإدارة الفنية للفريق. وأشاد ماديسون، على وجه الخصوص، بثقة بوستيكوجلو في نفسه وبراعته التحفيزية مستشهدًا بها كقوة دافعة وراء نجاحهم في الدوري الأوروبي. "يمكن للمدربين والأندية أن يمضوا فترات طويلة دون الفوز بالألقاب، لكنه رجل حقق النجاح دائمًا. إن أكبر نقاط قوته هي ثقته بنفسه فيما يفعله، وهذا ينعكس علينا". لقد كانت رحلة بوستيكوجلو مع توتنهام رحلة متقلبة.
عندما انضم إلى النادي، وعد بالنجاح في موسمه الثاني، وهو الوعد الذي أوفى به من خلال تحقيق لقب الدوري الأوروبي. كانت قيادته الكاريزمية وحنكته التكتيكية واضحة طوال المسابقة، خاصة خلال المباريات الصعبة خارج أرضه حيث أظهر توتنهام مرونة ووحدة في الأداء. يشكل الغموض الذي يحيط بمستقبل بوستيكوجلو مصدر قلق كبير لمشجعي توتنهام، الذين يخشون من أن يؤدي التغيير في الإدارة إلى تعطيل التقدم الذي تم إحرازه تحت قيادته. لقد رأى مشجعو النادي لمحات عن ما يمكن أن يحققه الفريق بقيادة بوستيكوجلو على الساحة الأوروبية، ويأمل الكثيرون أن يُمنح الفرصة للبناء على هذا الأساس. وكما قال بوستيكوجلو نفسه: "قد تكون هذه لحظة فارقة لهذا النادي لأنه أينما كنت، فقد أحدثت نوعًا ما تأثيرًا حيث جلبت النجاح إلى نادٍ لم يكن لديه منذ فترة".
إن ثقته في قدرته على قيادة توتنهام إلى مزيد من النجاح ملموسة، وهو حريص على نقل النادي إلى المستوى التالي. في نهاية المطاف، يقع القرار على عاتق مجلس إدارة توتنهام، الذي يجب أن يوازن بين مزايا الاستمرارية وضغوط الأداء المحلي.
بالنسبة لبوستيكوجلو، ستكون الأسابيع القليلة القادمة حاسمة في تحديد ما إذا كان سيستمر في بناء إرثه في توتنهام أو ما إذا كان سيبدأ فصل آخر من مسيرته التدريبية في مكان آخر. في هذه الأثناء، لا يمكن لجماهير توتنهام سوى المراقبة والانتظار، على أمل أن تتخذ قيادة ناديهم قرارًا يتماشى مع التطلعات والإمكانيات التي أشعلها بوستيكوجلو داخل الفريق.