جاري التحميل

أساطير كرة القدم يجلبون الأمل والبهجة إلى ملعب مقديشو في الصومال

في بلد غالبًا ما يطغى عليه صراعه مع انعدام الأمن والفقر، شهد الصومال مشهدًا نادرًا جلب الفرح والأمل لشعبه.

في يوم الثلاثاء الماضي، أصبح الاستاد الوطني في مقديشو مركزًا لحدث ملهم يهدف إلى إعادة تشكيل السرد عن الصومال. كان الحدث عبارة عن مباراة كرة قدم احتفالية شارك فيها أساطير كرة القدم الأفريقية صامويل إيتو وإيمانويل أديبايور وجاي جاي جاي أوكوتشا. لم يكن حضورهم مجرد لعبة، بل كان رمزاً للتغيير والمرونة. كانت المباراة، التي نُظمت في ظل إجراءات أمنية مشددة بسبب الهجمات الأخيرة في المدينة، محاولة لإظهار التقدم في الوضع الأمني في الصومال وتغيير النظرة العالمية للبلد. وعلى الرغم من أن آلاف المشجعين لم يملأوا الملعب الذي يتسع لـ65,000 متفرج، إلا أنهم بثوا الحياة في الملعب، ملوحين بالأعلام الصومالية ومرددين النشيد الوطني بكل فخر. بالنسبة للكثيرين، كان الأمر بالنسبة للكثيرين أكثر من مجرد مباراة، بل كان بيانًا بأن الصومال على طريق التعافي وأن السلام ممكن.

أعرب صامويل إيتو، أكثر النجوم الثلاثة تتويجًا بالألقاب، عن سعادته بفرصة اللعب في مقديشو، المدينة التي شهدت نصيبها من الاضطرابات. مشجعون مثل مولد علي، الذي نشأ وهو يشاهد إيتو يلعب في أندية مثل برشلونة، شعروا بالرضا وهم يشاهدون بطلهم على الهواء مباشرة. وعلق علي قائلاً: "الأمر أشبه بالتواجد في برشلونة"، معبراً عن مشاعر الكثيرين في المدرجات. لم يغب هذا الحدث عن السلطات التي اعتبرته علامة فارقة في المجتمع الرياضي الصومالي. محمد علي هاجا، وهو شخصية بارزة في وزارة الأمن، سلط الضوء على المباراة باعتبارها دليلاً على تحسن الأوضاع الأمنية في البلاد. وأشار إلى أن حضور مثل هؤلاء اللاعبين المشهورين كان رسالة قوية للعالم بأن مقديشو مفتوحة للفعاليات الرياضية ويمكنها استضافة الرياضيين الدوليين بأمان.

كانت المباراة في حد ذاتها، التي شهدت فوز فريق أساطير كرة القدم على لاعبين دوليين صوماليين سابقين بنتيجة 8-4، أمراً ثانوياً بالنسبة للأهداف الأوسع نطاقاً لهذا اليوم. وقد لعب اللاعبون، بمن فيهم إيمانويل أديبايور، الذي صفق له الجمهور بحرارة، بحيوية أكدت روح الحدث. كان لصلاة أديبايور من أجل السلام وإعادة الإعمار للشعب الصومالي صدى عميق، وكذلك مراوغات جاي جاي جاي أوكوتشا الساحرة التي تركت المشجعين في حالة من الرهبة. بالإضافة إلى البهجة والإثارة، كان الحدث بمثابة تذكير بقدرة الرياضة على التوحيد والإلهام. وقدمت لمحة عما يمكن أن يحمله المستقبل للصومال، وهي أمة حريصة على استعادة مكانتها على الساحة العالمية. والأمل معقود على أن تصبح مثل هذه الفعاليات أكثر تواتراً، مما يساعد على تعزيز الشعور بالفخر والوحدة الوطنية.

إن تطلع الحكومة الصومالية لاستضافة المزيد من المباريات في المستقبل، وربما حتى مباريات دولية، يشير إلى التزامها باستخدام الرياضة كوسيلة للسلام والتنمية. ومع خفوت أصداء الهتافات والأناشيد من الملعب، بقي أثر هذا اليوم التاريخي باقياً تاركاً انطباعاً دائماً لدى السكان المحليين والمجتمع الدولي على حد سواء.

لقد كان يوماً فعلت فيه كرة القدم أكثر بكثير من مجرد التسلية؛ فقد ساعدت على شفاء أمة وإلهامها.

مقالات ذات صلة
انتقل إلى الأعلى