هذه الأندية، التي غالبًا ما تعمل بميزانيات متواضعة وتفتقر إلى التشكيلات المرصعة بالنجوم التي يمتلكها نظرائهم الأكثر ثراءً، تمكنت من تحدي الصعاب وترك بصمة لا تمحى في المسابقات الأوروبية. ومن الأمثلة على ذلك فوز ليستر سيتي بالدوري الإنجليزي الممتاز في موسم 2015-2016. فقد فاز فريق الثعالب، الذي كان مرشحاً بنسبة 5000-1 في بداية الموسم، باللقب في واحدة من أكثر قصص المستضعفين روعة في تاريخ الرياضة. وقد استند نجاحهم على روح الفريق والانضباط التكتيكي والأداء الرائع للاعبين مثل جيمي فاردي ورياض محرز. أثبت انتصار ليستر سيتي أنه بالإصرار والوحدة، يمكن حتى للفرق المستضعفة أن تحقق العظمة. وعلى نفس المنوال، برز فريق أتالانتا بي سي باعتباره مفاجأة الدوري الإيطالي خلال السنوات الأخيرة.
وتحت قيادة المدرب جيان بييرو جاسبريني نجح الفريق في تحقيق نتائج ثابتة في المراكز الأربعة الأولى على الرغم من أن أجور لاعبيه من أقل الأجور في الدوري الإيطالي. كما أن أسلوب أتالانتا الهجومي في كرة القدم وقدرته على تطوير المواهب الشابة إلى نجوم لم يكسبه فقط الثناء، بل جعله أيضًا قوة هائلة في أوروبا. قصة أخرى من قصص التحدي تأتي من نادي بورتو البرتغالي خلال مسيرته في دوري أبطال أوروبا 2003-2004 تحت قيادة جوزيه مورينيو. لم يكن بورتو يعتبر من بين أندية النخبة في أوروبا في ذلك الوقت، لكنه تمكن من التفوق على مانشستر يونايتد وليون وديبورتيفو لاكورونيا وموناكو في طريقه لرفع أحد أرفع الألقاب في كرة القدم. استعاد أياكس أمستردام ذكريات ماضيه المجيد خلال موسم 2018-2019 في دوري أبطال أوروبا عندما وصل إلى الدور نصف النهائي رغم كل الصعاب.
مع فريق يمزج بين أصحاب الخبرة وخريجي الأكاديمية المثيرين مثل ماتيس دي ليجت وفرينكي دي يونج، لعب أياكس كرة قدم مبهجة جعلته يقصي ريال مدريد ويوفنتوس من أصحاب الوزن الثقيل. يجسد هذان الناديان ما يجعل كرة القدم غير متوقعة ومثيرة للغاية - أنه في أي يوم من الأيام، يمكن لداود أن يهزم جالوت. إن قصصهم هي شهادة على التخطيط الاستراتيجي والعمل الجاد وتماسك الفريق وأحياناً قليل من الحظ.
إنها بمثابة مصدر إلهام للأندية الصغيرة في جميع أنحاء أوروبا التي تتنافس على المجد وسط التفاوتات المالية وتذكرنا لماذا نعتز بهذه اللعبة الجميلة.