الفصل الأخير لمحمد صلاح مع ليفربول: وداعًا لملعب أنفيلد؟
مع بداية موسم 2024-2025، يجد محمد صلاح، جناح ليفربول الموهوب، نفسه في قلب تكهنات الانتقالات.
فمع اقتراب انتهاء عقده في نهاية الموسم وعدم وجود أي تقدم بشأن التجديد، اعترف صلاح صراحةً بأن هذه قد تكون الأشهر الأخيرة له في أنفيلد. النجم المصري، الذي كان جزءًا لا يتجزأ من عودة ليفربول تحت قيادة يورغن كلوب، يستعد الآن لكتابة الفصل الأخير من مسيرته في الميرسيسايد. لقد كان تأثير صلاح على ليفربول منذ قدومه في عام 2017 تحويلياً بامتياز. وبفضل سرعته الفائقة وتسديداته الرائعة وأخلاقيات العمل التي لا تعرف الكلل، جمع أكثر من 190 هدفًا للنادي، ليصبح أحد أكثر المهاجمين غزارة في الدوري الإنجليزي الممتاز. تحت تأثيره، فاز ليفربول بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز في عام 2020، وفاز بدوري أبطال أوروبا في عام 2019، بالإضافة إلى مجموعة من الجوائز المحلية والدولية الأخرى.
ومع ذلك، وكما اعترف صلاح نفسه في مقابلة أجراها مؤخرًا مع شبكة سكاي سبورتس، لا يزال هناك شعور غير مكتمل بشأن فوز ليفربول بالدوري الإنجليزي الممتاز لعام 2020، والذي تم الاحتفال به في ظل الظروف الصامتة التي فرضتها جائحة كوفيد-19. صرح صلاح: "أريد الفوز بالدوري الإنجليزي الممتاز مرة أخرى". "لم نحتفل به بالطريقة التي أردناها في 2020، وهذا هو موسمي الأخير هنا، لذا أريد أن أفعل شيئًا مميزًا لهذه المدينة". أثارت هذه الكلمات شعورًا بالإلحاح بين مشجعي ليفربول والفريق على حد سواء. تتوافق رغبة صلاح في الرحيل بشكل كبير مع رؤية كلوب في الحفاظ على تنافسية ليفربول في موسم مليء بالتحديات. ومع ذلك، خارج الملعب، أصبح مستقبل صلاح موضوعًا ساخنًا بين نقاد كرة القدم والمشجعين. وقد ربطته التقارير باحتمالية انتقاله إلى باريس سان جيرمان، وهو نادٍ يشتهر بضم النجوم العالميين.
ونظرًا لطموح صلاح ومشروع باريس سان جيرمان في المزج بين الشباب والنجوم ذوي الخبرة، فإن هذه الخطوة قد تكون منطقية من الناحية الاستراتيجية لكلا الطرفين. وفي الوقت نفسه، فإن العروض المغرية من المملكة العربية السعودية تلوح في الأفق، حيث يسعى النادي السعودي بقوة لضم لاعبين بارزين لرفع مكانته العالمية. وعلى الرغم من ذلك، فقد دعا اللاعب الدولي الفرنسي السابق لور بولو علنًا إلى بقاء صلاح في أوروبا. "أعلم أنه لا يهتم برأيي"، كما علقت على نادي القناة لكرة القدم، "لكن أرجوك، ابقَ في أوروبا. إنه المكان الذي تنتمي إليه". يثير رحيل صلاح المحتمل عن ليفربول أيضًا تساؤلات حول استراتيجية النادي على المدى الطويل. لقد نجح كلوب في إدارة التحولات ببراعة في الماضي، لكن استبدال لاعب من عيار صلاح سيكون بلا شك مهمة هائلة.
مع وجود ديوجو جوتا وداروين نونيز ولويس دياز الذين يشكلون ثلاثي هجومي واعد، قد يمتلك ليفربول بالفعل الأساس للحياة بعد صلاح. ومع ذلك، لا يمكن لأي منهم أن يكرر المزيج الفريد من الاتساق والقيادة والبراعة التهديفية التي يقدمها صلاح. وبينما يجتاز ليفربول هذه الفترة الانتقالية، يبقى التركيز على ضمان أن تكون أغنية صلاح في هذه الفترة الانتقالية لا تُنسى مثل مسيرته في النادي. لقد حقق الملك المصري بالفعل بداية قوية للموسم، حيث ساهم بأهداف وتمريرات حاسمة. تستمر قيادته داخل الملعب وخارجه في إلهام فريق ليفربول الحريص على استعادة هيمنته على كرة القدم الإنجليزية. قد توفر فترة الانتقالات في يناير المزيد من الوضوح بشأن مستقبل صلاح.
في حين أنه أصر على التركيز فقط على هذا الموسم، يجب على إدارة ليفربول أن تزن فوائد الاستفادة من نجمها مقابل السماح له بالرحيل في صفقة انتقال حر في الصيف. بالنسبة لصلاح، تبقى الأولوية واضحة: ترك إرث دائم وتقديم موسم أخير لا يُنسى لمشجعي أنفيلد. بالنسبة لمشجعي ليفربول، فإن الوداع المحتمل لصلاح حلو ومر. إن رحلته من موهبة واعدة في بازل السويسري إلى واحد من أفضل المهاجمين في العالم هي شهادة على تفانيه ومرونته. ومع اقتراب نهاية مسيرته مع ليفربول، لا شك أن الجماهير ستستمتع بكل لحظة من لحظات تألقه على أرض الملعب، مع العلم أنهم يشهدون نهاية حقبة من الزمن. وبغض النظر عن المكان الذي سيلعب فيه الموسم المقبل، سيظل اسم محمد صلاح محفوراً في تاريخ ليفربول العريق إلى الأبد.
لم تجلب مساهماته الفضية فحسب، بل أعادت النادي إلى قمة كرة القدم الإنجليزية والأوروبية. ومع استعداده لما يبدو أنه سيكون فصله الأخير في أنفيلد، فإن إرث صلاح كواحد من عظماء ليفربول على مر العصور قد أصبح مضموناً بالفعل.
ويبقى السؤال الذي يطرح نفسه هو ما إذا كان بإمكانه تقديم آخر قطعة سحرية أخيرة ليختتم فصلاً استثنائياً في مسيرته.