جاري التحميل

نادي أوكلاند سيتي لكرة القدم: من الهواة إلى المسرح العالمي لكرة القدم

مع انطلاق بطولة كأس العالم للأندية الموسعة المجددة التي ينظمها الاتحاد الدولي لكرة القدم (FIFA) في الولايات المتحدة، لا تسلط الأضواء على نجوم كرة القدم مثل ليونيل ميسي وكيليان مبابي فحسب، بل أيضاً على قصة فريق أوكلاند سيتي المغمور.

ينطلق هذا الفريق الهاوي من نيوزيلندا في رحلة لا يمكن أن يحلم بها معظم الناس إلا في أحلامهم، حيث ينافس بعض أندية النخبة في العالم. يعتبر نادي أوكلاند سيتي إف سي، الذي يقع مقره في ضاحية الشاطئ الشمالي لأكبر مدينة في نيوزيلندا، مثالاً رائعاً على الشغف والتفاني. يتنقل اللاعبون بين وظائف بدوام كامل إلى جانب عملهم في كرة القدم، بدءاً من سائقي الرافعات الشوكية إلى بائعي الصودا ووكلاء العقارات. هذا الالتزام المزدوج هو دليل على حبهم للعبة، كما يوضح قائد الفريق ماريو إيليتش قائلاً: "يقول الناس إن اللاعبين المحترفين يعملون بجد، وهو ما يفعلونه، لكننا نحاول المنافسة على أعلى مستوى في اللعبة بينما نشغل وظيفتين، وفي بعض الحالات ثلاث وظائف". وقد ضمن الفريق تأهله إلى كأس العالم للأندية بعد تتويجه بلقب دوري أبطال أوقيانوسيا، مما يجعله الممثل الوحيد لقارته.

يقع نادي أوكلاند سيتي في مجموعة تضم عمالقة مثل بايرن ميونيخ وبنفيكا وبوكا جونيورز، ويواجه نادي أوكلاند سيتي تحديًا صعبًا. ومع ذلك، فهو تحدٍ يتقبلونه بصدر رحب. بالنسبة لحارس المرمى كونور تريسي فإن البطولة تمثل "ذروة" مسيرته المهنية، على الرغم من الأعباء البدنية التي يفرضها عليه عمله اليومي. إن فرصة مواجهة لاعبين مثل مانويل نوير لاعب بايرن ميونيخ أو هاري كين لاعب إنجلترا أمر شاق ومثير في نفس الوقت. ويصف تريسي اللحظة العاطفية التي أعقبت إعلان القرعة قائلاً: "عندما تم سحب القرعة من كل فريق، ظلّت فكاكنا تتساقط على الأرض". رد الفعل هذا هو شعور مشترك بين لاعبي الفريق، الذين شاهدوا القرعة في الساعة السادسة صباحاً قبل التوجه إلى وظائفهم.

بالنسبة للكثير من هؤلاء اللاعبين، فإن كأس العالم للأندية ليست مجرد فرصة للعب ضد مواهب من الدرجة الأولى فحسب، بل هي أيضاً فرصة لتمثيل بلدهم ومنطقتهم على مسرح عالمي. يتحدث نائب قائد الفريق آدم ميتشل، الذي سبق له اللعب في نادي ريد ستار بلغراد ونادي بولتون واندررز الإنجليزي، عن المسار الفريد الذي يسير فيه هو وزملاؤه: "في سن صغيرة، يحلم الكثير من الناس بأن يصبحوا لاعبين محترفين، ولكنني أعتقد أن الناس لا يدركون في كثير من الأحيان مدى صعوبة الأمر والتنافسية التي يمكن أن تكون عليه. على الرغم من التحديات، تظل الروح داخل الفريق عالية. ويؤكد إليتش: "نحن جميعاً زملاء داخل الملعب وخارجه ونتنافس بقوة من أجل بعضنا البعض". هذه الصداقة الحميمة هي سلاحهم السري في الوقت الذي يستعدون فيه لمواجهة بعض الفرق الأكثر شهرة في تاريخ كرة القدم.

ويدرك اللاعبون تماماً الاحتمالات المكدسة ضدهم ولكنهم يظلون متفائلين. يقول إيليتش: "في نهاية المطاف، لا يوجد سوى 11 لاعباً ضد 11 لاعباً". "لذا، سنذهب إلى هناك ونفعل ما كنا نفعله دائمًا: الحلم الكبير". إن قصة نادي أوكلاند سيتي لكرة القدم هي سيناريو هوليوودي في طور الإعداد، قصة الشغف والمرونة. إنها تذكير بأن الأحلام في عالم الرياضة يمكن أن تتحقق عندما تلتقي الموهبة والعمل الجاد بالفرصة.

بينما يخطو نادي أوكلاند سيتي لكرة القدم على الساحة الدولية، يحمل نادي أوكلاند سيتي أحلام مجتمعه معه وهو مستعد لإظهار قلب وروح كرة القدم النيوزيلندية.

مقالات ذات صلة
انتقل إلى الأعلى