مطالبات كريستيانو رونالدو ونيمار في الدوري السعودي للمحترفين تثير الجدل
لم يخجل كريستيانو رونالدو ونيمار من التعبير عن آرائهما، لكن تعليقاتهما الأخيرة حول مستوى المنافسة في الدوري السعودي للمحترفين مقارنة بالدوري الفرنسي أشعلت جدلاً حاداً في عالم كرة القدم.
كلا النجمين الكبيرين استبدلا كرة القدم الأوروبية بالدوري السعودي للمحترفين المزدهر في السنوات الأخيرة، حيث انضم رونالدو إلى النصر في عام 2023، وحذا نيمار حذوه في عام 2023 بالتوقيع مع الهلال. وفي حين عزز وصولهما من مكانة الدوري السعودي وجلب اهتماماً عالمياً كبيراً لكرة القدم السعودية، إلا أن انتقاداتهما للدوري السعودي للمحترفين جعلت الكثيرين يتساءلون عن دوافعهما وصحة ادعاءاتهما. كان رونالدو، الفائز بالكرة الذهبية خمس مرات، أول من أثار ضجة بتصريحاته. "في فرنسا، لا يوجد سوى باريس سان جيرمان. أما البقية فقد انتهى أمرهم. هذا هو رأيي"، قالها بصراحة. ومضى يتحدى منتقدي الدوري السعودي للمحترفين ليختبروا متطلباته بشكل مباشر، مشيراً إلى الحرارة الشديدة وشدة المنافسة. وأيد نيمار، الذي أمضى ست سنوات في باريس سان جيرمان، ما قاله رونالدو. "الدوري السعودي للمحترفين أعلى من الدوري الفرنسي اليوم.
فمستوى الدوري يتحسن، واللاعبون أفضل"، قال اللاعب البرازيلي في مقابلة أجريت معه مؤخرًا. ورغم اعترافه بنقاط القوة في الدوري الفرنسي، إلا أن نيمار كان حازمًا في اعتقاده بأن الدوري السعودي يضم الآن مواهب أفضل. وقد أثارت هذه التصريحات ردود فعل حادة. إذ يرى النقاد أن مثل هذه المقارنات سابقة لأوانها، مشيرين إلى أن الدوري السعودي لا يزال في مرحلة التطور الحديثة مقارنة بالمسابقات الأوروبية العريقة. وعلى الرغم من أن الدوري الفرنسي، على الرغم من أن الدوريات الأوروبية الأخرى غالبًا ما تطغى عليه في كثير من الأحيان، إلا أنه أنتج مواهب عالمية مثل كيليان مبابي ورعى نجومًا عالميين مثل ليونيل ميسي خلال فترة لعبه في باريس سان جيرمان.
بالإضافة إلى ذلك، يمتلك الدوري الفرنسي تاريخاً طويلاً من الأندية التنافسية خارج باريس سان جيرمان، مثل أولمبيك ليون وموناكو، اللذين تركا بصماتهما في كرة القدم الأوروبية. قدم لويز فيليبي، قلب الدفاع البرازيلي الذي انضم مؤخرًا إلى أولمبيك مارسيليا من نادي الاتحاد السعودي، وجهة نظر أكثر توازنًا ردًا على تصريحات رونالدو ونيمار. "أعتقد أن كل دوري صعب. لقد لعبت ضد فرق مثل نيس ومارسيليا، وكانت المباريات دائمًا ما تكون قوية وبدنية. الدوري السعودي في تطور مستمر، لكن التحديات في أوروبا مختلفة"، هذا ما قاله فيليبي خلال الكشف عن هويته في مارسيليا. وتسلط وجهة نظره الضوء على الطبيعة الدقيقة للمناقشة، مؤكداً أن كل دوري يقدم تحديات وأساليب لعب فريدة من نوعها. لا يمكن إنكار القوة المالية للدوري السعودي للمحترفين.
فقد تمكنت الأندية من إغراء كبار اللاعبين برواتب خيالية، مما أدى إلى تدفق المواهب التي تشمل أسماء أخرى رفيعة المستوى مثل كريم بنزيما ونجولو كانتي. ومع ذلك، يجادل النقاد بأن الحوافز المالية وحدها لا يمكن أن تسد الفجوة في التنافسية والبنية التحتية والمشاركة الجماهيرية التي طورتها الدوريات الأوروبية على مدى عقود. وفي حين أن الدوري السعودي قد تحسن بلا شك، إلا أنه لا يزال يفتقر إلى العمق والمنافسات التاريخية التي تجعل مسابقات مثل الدوري الفرنسي مقنعة. ومن الجوانب الأخرى التي تغذي الجدل هو مفهوم الاحترام - أو عدمه - للدوريات التي تُركت في الخلف. فالدوري الفرنسي، الذي غالبًا ما يسخر منه المنتقدون بوصفه "دوري المزارعين"، كان أرضًا خصبة للعديد من النجوم العالميين ولا يزال بوابة للمواهب الناشئة من أفريقيا وأمريكا الجنوبية.
وقد اعتبر البعض لهجة رونالدو ونيمار الرافضة بمثابة إهانة لجهود الأندية واللاعبين الذين يسعون جاهدين لرفع مكانة الدوري الفرنسي على الساحة العالمية. من ناحية أخرى، لا يمكن تجاهل الصعود السريع للدوري السعودي للمحترفين. تهدف الاستثمارات الاستراتيجية للدوري إلى وضعه في مصاف مسابقات النخبة في العالم. ومن خلال استقطاب لاعبين من عيار رونالدو ونيمار، اكتسب الدوري مكانة مرموقة وخلق منصة للاعبين المحليين للتنافس إلى جانب الرموز العالمية. ويبقى أن نرى ما إذا كان هذا النموذج مستداماً أم لا، ولكنه بلا شك يمثل تحولاً في المشهد الكروي العالمي. بالنسبة لرونالدو ونيمار، يمثل الانتقال إلى المملكة العربية السعودية أكثر من مجرد تغيير في مسيرتهما المهنية، بل هو بمثابة تأييد لآفاق جديدة في كرة القدم. قد تكون انتقاداتهما للدوري السعودي نابعة من تجاربهما الشخصية أو رغبتهما في إثبات صحة قراراتهما.
ومع ذلك، فقد أثارت تعليقاتهم أيضًا محادثات حاسمة حول الديناميكيات المتطورة لكرة القدم العالمية. هل يمكن للاستثمار المالي وحده أن يخلق دورياً ينافس الأفضل في أوروبا؟ أم أن جاذبية التقاليد الراسخة والمنافسة الشرسة في دوريات مثل الدوري الفرنسي من المستحيل تكرارها؟ مع احتدام النقاش، هناك شيء واحد واضح: طموحات الدوري السعودي للمحترفين تعيد تشكيل التصورات وتتحدى الوضع الراهن.
ويبقى أن نرى ما إذا كان بإمكانه حقًا أن يتفوق على الدوري الفرنسي أو الدوريات الأوروبية الأخرى من حيث الجودة، ولكن أمثال رونالدو ونيمار أكدوا أن العالم يولي اهتمامًا كبيرًا.