هذا الفوز لم يعزز مكانة الإنتر في المراكز الثلاثة الأولى في الدوري الإيطالي فحسب، بل وجه أيضًا ضربة قوية لطموحات ميلان في المنافسة على اللقب. منذ البداية، نفذ إنتر، تحت قيادة سيموني إنزاغي، خطة لعب مثالية. ضغط النيراتزوري في أعلى الملعب، مما أدى إلى تعطيل بناء اللعب في ميلان وإجبار دفاعه على ارتكاب الأخطاء. جاء الهدف الافتتاحي في الدقيقة 17 عندما اعترض نيكولو باريلا تمريرة خاطئة في وسط الملعب، وانطلق إلى الأمام وسدد كرة قوية من خارج منطقة الجزاء لم تترك فرصة لمايك ماينيان في مرمى ميلان. عانى ميلان في إيجاد إيقاعه طوال الشوط الأول، حيث سيطر ثلاثي خط وسط إنتر المكون من باريلا ومارسيلو بروزوفيتش وهاكان كالهانوغلو على مجريات اللعب وسيطروا على إيقاع المباراة.
أجرى ستيفانو بيولي تغييرين في الشوط الثاني في محاولة لإعادة الزخم لصالح الروسونيري، لكن الإنتر هو من ضرب مجددًا. في الدقيقة 56، ضاعف لاوتارو مارتينيز من تقدم الإنتر برأسية متقنة من عرضية فيديريكو ديماركو الدقيقة. خلقت تحركات المهاجم الأرجنتيني مساحة بين مدافعي ميلان من خلال تحركه على الكرة وتسديدته الرائعة التي أكدت سمعته كأحد أكثر المهاجمين فتكًا في أوروبا. وبينما كان ميلان يندفع للأمام بحثًا عن العودة في الديربي، فوجئ الفريق بهجمة مرتدة سريعة قادها إيفان بيريسيتش. أرسل الجناح الكرواتي كرة عرضية إلى إدين دجيكو داخل منطقة الجزاء الذي سددها بهدوء داخل الشباك ليجعل النتيجة 3-0 في الدقيقة 75 ويحقق الفوز لإنتر. الهزيمة جعلت ميلان يتخلف عن نابولي المتصدر بفارق سبع نقاط مع تبقي خمس مباريات فقط.
بالنسبة لرجال المدرب بيولي، كانت ليلة للنسيان حيث فشلوا في تسجيل أي تسديدة على المرمى - مما يسلط الضوء على مدى جودة تنفيذ إنتر لخطته الدفاعية مع فعالية هجومية لا ترحم. أشاد سيموني إنزاغي بأداء فريقه بعد المباراة قائلاً: "كان من المهم بالنسبة لنا أن نظهر هويتنا اليوم. لقد لعبنا بقوة وشغف، والأهم من ذلك أننا لعبنا كفريق موحد". هذا الفوز لا يمنح الإنتر حق المفاخرة في ميلانو فحسب، بل يعزز أيضًا آماله في التأهل لدوري أبطال أوروبا للموسم المقبل. على الجانب الآخر، أعرب ستيفانو بيولي عن أسفه لافتقاد فريقه للعدوانية قائلاً: "لقد كنا سلبيين للغاية اليوم، لقد سمحنا للإنتر بمساحات كبيرة ولم نضغط عليهم كما نعرف أننا نستطيع".
ومع أن كلا الفريقين لا يزال لديهما الكثير للعب من أجله هذا الموسم، فإن هزيمة الديربي ستكون مؤلمة بالنسبة لميلان الذي يجب عليه الآن إعادة تنظيم صفوفه بسرعة إذا أراد الحفاظ على آماله المتضائلة في اللقب.