ملحمة بريان سرقسطة: من نجم بايرن المتخبط إلى نجم الدوري الإسباني
في عالم كرة القدم، غالبًا ما يكون الخط الفاصل بين الانتصار والمحنة رقيقًا للغاية، وحالة بريان سرقسطة في نادي بايرن ميونيخ الألماني خير دليل على ذلك.
بعد أن تم الترحيب به كصفقة واعدة، تحولت رحلة سرقسطة في ميونيخ إلى قصة تحذيرية عن مدى سرعة انهيار التوقعات. في فبراير 2024، رأى نادي بايرن ميونيخ في سرقسطة إضافة حيوية لفريقه. كلف الجناح الإسباني البالغ من العمر 22 عامًا آنذاك، والذي تم استقدامه في البداية على سبيل الإعارة من غرناطة، بايرن مبلغًا ضخمًا قدره خمسة ملايين يورو كرسوم إعارة. كانت ثقة النادي في إمكانياته كبيرة لدرجة أنه بحلول صيف 2024، حوّلوا الإعارة إلى صفقة دائمة مقابل ثلاثة عشر مليون يورو إضافية، ليصل إجمالي الاستثمار إلى حوالي ثمانية عشر مليون يورو. على الرغم من الالتزام المالي والإثارة التي أحاطت بالتعاقد معه، إلا أن فترة لعبه مع سرقسطة في بايرن كانت بعيدة كل البعد عن قصة النجاح التي كان يتصورها النادي.
لم يتمكن من المشاركة سوى في سبع مباريات فقط، بمعدل 171 دقيقة فقط في الدوري الألماني. كان عدم قدرته على التأقلم داخل الملعب وخارجه واضحًا. ويقال إن الحواجز اللغوية أضافت إلى معاناته، مما جعل التواصل مع زملائه والمدربين أمرًا صعبًا. ونتيجة لذلك، تمت إعارة الجناح الواعد مرة أخرى إلى إسبانيا، وانضم إلى نادي أوساسونا في غضون ستة أشهر من توقيعه الدائم. كان هذا الانتقال بمثابة نقطة تحول بالنسبة لسرقسطة. بالعودة إلى وطنه، أعاد اكتشاف مستواه وثقته بنفسه. على مدار 37 مباراة في الدوري الإسباني، سجل هدفًا وصنع ستة أهداف، وكان أداؤه مثيرًا للإعجاب بما يكفي لاستدعائه إلى المنتخب الإسباني. لم يمر تألقه دون أن يلاحظه أحد، ولفت انتباه العديد من الأندية.
وبينما كان بايرن ميونيخ يهدف إلى التخلي عنه واسترداد بعض استثماراته، وجدوا في سيلتا فيجو من يرغب في التعاقد معه. فالنادي الجاليكي، الذي أنهى الدوري الإسباني في المركز السابع، كان حريصًا على تعزيز صفوفه استعدادًا لموسم الدوري الأوروبي القادم. تشير التقارير الواردة من مصادر موثوقة مثل سكاي وإستاديو ديبورتيفو إلى أن سرقسطة وافق على الانضمام إلى سيلتا فيجو، حيث من المتوقع أن يلعب دورًا محوريًا. ومع ذلك، فإن الصفقة لا تخلو من التعقيدات. يحرص بايرن ميونيخ على استرداد جزء كبير من رسوم الانتقال التي دفعها لضم سرقسطة. وتفيد التقارير أن النادي حدد سعرًا يبلغ حوالي خمسة عشر مليون يورو، وهو ما كان نقطة شائكة في المفاوضات مع المشترين المحتملين، نظرًا لأن عددًا قليلًا من الأندية الإسبانية يمكنها تحمل مثل هذه النفقات.
ومع ذلك، يبدو أن نادي سيلتا فيجو يتصدر السباق، حيث يقال إن المفاوضات وصلت إلى مراحل متقدمة. في النسيج الكبير لانتقالات كرة القدم، تُعد قصة بريان سرقسطة مثالًا حيًا على الطبيعة غير المتوقعة لهذه الرياضة. في حين أن الفترة التي قضاها في بايرن ميونيخ قد تُذكر كخطوة خاطئة، إلا أن قدرته على العودة إلى إسبانيا تُظهر مرونته وموهبته. ومع استعداده للبدء في فصل جديد مع سيلتا فيجو، تتحول القصة من قصة "فاشل" إلى لاعب لديه القدرة على التألق على الساحة الأوروبية. بالنسبة لبايرن ميونيخ، تُعد ملحمة سرقسطة بمثابة تذكير بالتعقيدات التي ينطوي عليها استكشاف المواهب الأجنبية ودمجها في بيئة ثقافية ورياضية جديدة، خاصةً اللاعبين الشباب.
ومع استمرار النادي في سعيه لتحقيق التميز، فإن الدروس المستفادة من هذه التجربة ستفيد بلا شك استراتيجيات الانتقالات المستقبلية.