عودة ديفيد مويس إلى إيفرتون: فصل جديد لنادي الشعب
عاد ديفيد مويس إلى إيفرتون كمدرب لإيفرتون بعد أكثر من عقد من الزمن على رحيله الأول عن النادي، وهو ما يمثل لحظة محورية للتوفيز المتعثر.
مع اقتراب إيفرتون بشكل خطير من منطقة الهبوط في الدوري الإنجليزي الممتاز، تم تكليف المدرب الأسكتلندي البالغ من العمر 61 عامًا بمهمة إعادة الاستقرار للفريق وإعادة الروح التي ميزت فترة ولايته الأولى في جوديسون بارك. كانت الفترة الأولى لمويس في إيفرتون، من 2002 إلى 2013، تعتبر فترة مويس الأولى في إيفرتون فترة تحولية. خلال تلك السنوات ال 11، أسس النادي كفريق ثابت في النصف الأول من الدوري الإنجليزي الممتاز، حتى أنه قاده إلى احتلال المركز الرابع وتأهله لدوري أبطال أوروبا في 2004-2005. اشتهر مويس بنهجه الدقيق في توظيف اللاعبين وانضباطه التكتيكي، واكتسب سمعة طيبة في استخراج أقصى قدر من الإمكانات من الموارد المتواضعة. ومع ذلك، تغير المشهد في إيفرتون بشكل كبير منذ رحيله.
فقد مر النادي بثمانية مدربين دائمين، وواجه صعوبات مالية، وعانى من سلسلة من الحملات المخيبة للآمال. تأتي عودة مويس في مرحلة حاسمة لإيفرتون. فالفريق، الذي يبتعد حاليًا بنقطة واحدة عن منطقة الهبوط، عانى من أجل الثبات تحت قيادة المدرب السابق شون ديتشي، الذي أقيل بعد سلسلة مخيبة من فوز واحد في 11 مباراة. ومما يضاعف من تحديات النادي هو الانتقال الوشيك إلى ملعب جديد، وهو مشروع يرمز إلى طموحات إيفرتون ولكنه أيضًا تذكير بموقفه غير المستقر داخل وخارج الملعب. سيكون هدف مويس الأساسي هو ضمان حفاظ إيفرتون على مكانته في الدوري الإنجليزي الممتاز قبل الانتقال إلى الملعب الجديد. وقال مويس: "إنه لأمر رائع أن أعود". "لقد استمتعت بـ11 عامًا رائعًا وناجحًا في إيفرتون ولم أتردد عندما عُرضت علي فرصة العودة إلى هذا النادي العظيم.
الآن نحن بحاجة إلى أن يلعب جوديسون وجميع جماهير إيفرتون دورهم في دعم اللاعبين في هذا الموسم المهم حتى نتمكن من الانتقال إلى ملعبنا الجديد الرائع كفريق في الدوري الإنجليزي الممتاز". قوبل تعيين مويس بمزيج من الأمل والشكوك. في حين أن العديد من المشجعين يتذكرون ولايته الأولى باعتزاز، إلا أنهم يدركون أيضًا أن الدوري الإنجليزي الممتاز قد تطور بشكل كبير في العقد الماضي. يختلف فريق إيفرتون، الذي يعاني من نقص في التماسك والعمق، اختلافًا كبيرًا عن الفرق المستقرة التي كان مويس يدربها في السابق. بالإضافة إلى ذلك، فإن الضغوطات المالية للعبة الحديثة تعني أن مويس سيحتاج إلى التعامل مع مشهد أكثر تعقيدًا في مجال توظيف اللاعبين وإدارة الأجور. سيكون أحد التحديات الرئيسية التي ستواجه مويس هو إحياء هجوم إيفرتون، الذي كان من بين الأقل إنتاجية في الدوري هذا الموسم.
وقد تفاقمت معاناة النادي أمام المرمى بسبب إصابات اللاعبين الأساسيين ونقص الإبداع في خط الوسط. من المرجح أن يعتمد مويس على قدرته على التنظيم وبث الثقة في لاعبيه، وهي سمة مميزة لأسلوبه التدريبي. ستكون المهمة الفورية الأخرى هي إعادة بناء الصلابة الدفاعية للفريق. فخلال فترة ولايته السابقة، اشتهرت فرق مويس بمرونتها وانضباطها، وهي سمات غابت بشكل واضح في الحملات الأخيرة. قد تكون عودة شيموس كولمان، أحد اللاعبين القلائل المتبقين من فترة مويس الأولى، بمثابة رابط للماضي ونقطة تجمع للفريق. خارج الملعب، سيحتاج مويس أيضًا إلى التعامل مع توقعات مالكي إيفرتون الجدد، مجموعة فريدكين، الذين استولوا على النادي مؤخرًا. وقد جلب تغيير الملكية تفاؤلًا متجددًا ولكن أيضًا تدقيقًا متزايدًا.
إن خبرة مويس وإلمامه بروح النادي تجعله خيارًا منطقيًا لهذه الفترة الانتقالية، لكنه سيحتاج إلى تحقيق نتائج سريعة لتبرير الثقة التي وضعت فيه. وقد أبدى اللاعبون السابقون والنقاد رأيهم في عودة مويس، حيث أعرب العديد منهم عن ثقتهم في قدرته على قيادة النادي بعيدًا عن الخطر. وقال روي كين: "إنه مدرب ذو خبرة كبيرة، وأنا متأكد من أنه سيقوم بعمل رائع". "إيفرتون أكثر من جيد بما فيه الكفاية للبقاء في الدوري الإنجليزي الممتاز، ومويس هو الرجل المناسب لقيادة الفريق". إن الطريق أمام مويس وإيفرتون محفوف بالتحديات، ولكن هناك أيضًا شعور بالفرصة. مع فتح باب الانتقالات في يناير، سيكون لدى مويس فرصة لمعالجة بعض أوجه القصور في الفريق وجلب التعزيزات.
ومع ذلك، فإن أي تعاقدات يجب أن تكون مدروسة بعناية، نظرًا للقيود المالية للنادي والحاجة إلى التأثير الفوري. بينما يستعد إيفرتون لمبارياته الست المقبلة، والتي تشمل مباريات حاسمة ضد منافسيه الذين يصارعون الهبوط، سيكون الضغط على مويس لتحقيق نتائج إيجابية هائلة. ومع ذلك، فإن عودته توفر أيضًا فرصة للنادي لإعادة التواصل مع هويته وإعادة بناء الشعور بالاستقرار. بالنسبة لمويس، فإن هذه المهمة الثانية في إيفرتون هي أكثر من مجرد تحدٍ إداري؛ إنها فرصة لتعزيز إرثه في النادي الذي وصفه ذات مرة بأنه "نادي كرة القدم الخاص بالجمهور". ويبقى أن نرى ما إذا كان مويس قادرًا على تكرار النجاح الذي حققه في ولايته الأولى، ولكن هناك شيء واحد مؤكد: لقد أشعلت عودته الأمل من جديد بين جماهير إيفرتون.
في موسم اتسم بالاضطرابات، يمكن أن تكون يد مويس الثابتة وفهمه العميق لثقافة النادي هي بالضبط ما يحتاجه إيفرتون للإبحار في هذه المياه العكرة.