جاري التحميل

ملكية كيليان مبابي لملعب ماليربي كاين: أزمة تتكشف

يُعتبر كيليان مبابي أحد أكثر المواهب إثارة في كرة القدم العالمية، وهو معروف بمآثره على أرض الملعب.

ومع ذلك، كانت غزوته الأخيرة في ملكية الأندية بعيدة كل البعد عن النجاح السلس الذي حققه في مسيرته كلاعب. في الصيف الماضي، استحوذ مبابي من خلال مجموعته الاستثمارية "كوليكشن كابيتال" على نادي ستاد ماليربي كاين، وهو نادٍ فرنسي تاريخي ينافس حاليًا في الدوري الفرنسي الدرجة الثانية. ما بدا في البداية مشروعًا طموحًا وواعدًا سرعان ما انحدر إلى حالة من الاضطراب، حيث يواجه النادي صراعات متزايدة داخل الملعب وخارجه. آخر التطورات في الأزمة المستمرة هو رحيل جيرار بريشور، الذي تم تعيينه مديرًا فنيًا للنادي في الصيف الماضي. بدا بريشور، الذي اشتهر سابقًا بنجاحه مع فريق السيدات في باريس سان جيرمان، خيارًا قويًا لتحقيق الاستقرار والرؤية في نادي باريس سان جيرمان. ومع ذلك، بعد أقل من عام واحد من توليه منصبه، ثبت أن العلاقة بين بريشيه والنادي غير مستقرة.

وفقًا للتقارير الواردة من *Le Parisien*، أدت "عدة نقاط من عدم التوافق" إلى قرار متبادل بالانفصال. يمثل هذا تحولًا دراماتيكيًا آخر في القيادة داخل النادي، حيث يأتي خروج بريشور بعد إقالة المدرب نيكولاس سيوب المثيرة للجدل في وقت سابق من الموسم. تم استبدال سيوبي، وهو لاعب سابق وشخصية محبوبة بين مشجعي كاين، بالمدرب البرتغالي برونو بالتازار، وهي خطوة قوبلت بالشكوك. لسوء الحظ، فشلت ولاية بالتازار في تحقيق نتائج إيجابية، حيث يعاني الفريق من تراجع مستواه. يقبع SMC حاليًا في المركز السادس عشر في الدوري الفرنسي، وخسر خمس مباريات متتالية، كان آخرها الهزيمة 0-1 أمام غرونوبل. هذه النتائج السيئة أغضبت جماهير النادي، حيث أصبحت الاحتجاجات أمرًا معتادًا. خلال عطلة نهاية الأسبوع، عبّر ألتراس النادي عن إحباطهم بلافتة كتب عليها: "حتى مع وجود مدرب جديد، الماعز يبقى ماعزًا.

تحركوا!" لا يقتصر الإحباط على الجهاز الفني أو اللاعبين. فقد وجد مبابي نفسه تحت الانتقادات، حيث اتهمه المشجعون بالتعامل مع النادي وكأنه مجرد مشروع تافه. وكتبت إحدى الرسائل اللاذعة على وجه الخصوص في المدرجات: "مبابي، نادي العاصمة ليس لعبتك". تؤكد هذه الانتقادات على الشعور المتزايد بين المشجعين بأن المهاجم الفائز بكأس العالم ربما يكون قد قلل من شأن التحديات التي تواجه إدارة نادٍ لكرة القدم، خاصةً نادٍ له جذور مجتمعية عميقة وتاريخ عريق. تُعد الاضطرابات التي يشهدها نادي SMC بمثابة قصة تحذيرية للاعبين والمشاهير الذين يتطلعون إلى دخول عالم ملكية الأندية. كانت رؤية مبابي الأولية للنادي تتمثل في تحقيق الابتكار والارتقاء به إلى آفاق جديدة، مستفيدًا من علامته التجارية العالمية وموارده المالية. ومع ذلك، فقد أثبت واقع إدارة كرة القدم أنه أكثر تعقيدًا بكثير.

فقد ساهمت المشاكل الهيكلية وضعف التوظيف وعدم القدرة على تعزيز ثقافة متماسكة داخل النادي في الأزمة الحالية. من من منظور تجاري، فإن استثمار مبابي في SMC معرض للخطر أيضًا. كان من المفترض أن يؤدي ضخ الأموال من قبل شركة "كوليكتيف كابيتال" إلى تحقيق الاستقرار المالي للنادي، ولكن مع اقتراب الهبوط كاحتمال حقيقي، فإن قيمة الأصول على المدى الطويل في خطر. النظام الاقتصادي للدوري الثاني هشّ، والهبوط إلى الدرجة الثالثة سيكون كارثيًا من الناحية المالية والسمعة بالنسبة للنادي ومالكه رفيع المستوى. حالة مبابي ليست فريدة من نوعها في كرة القدم. فقد واجه لاعبون آخرون تحولوا إلى مالكين، مثل ديفيد بيكهام مع إنتر ميامي، تحديات خاصة بهم في التعامل مع تعقيدات إدارة النادي.

ومع ذلك، أظهر مشروع بيكهام علامات تقدم، ويرجع الفضل في ذلك جزئيًا إلى التوظيف الاستراتيجي للمديرين التنفيذيين ذوي الخبرة والرؤية الواضحة طويلة الأجل. وعلى النقيض من ذلك، يبدو أن إدارة مبابي لنادي ميامي تفتقر إلى الاستقرار التأسيسي اللازم للنجاح، كما يتضح من الباب الدوار للموظفين وعدم وجود فلسفة كروية متماسكة. على الرغم من الانتكاسات، لا تزال هناك إمكانية لمبابي لتغيير الأمور. يوفر نفوذه وموارده فرصة فريدة من نوعها لتنفيذ التغييرات التي يمكن أن تحقق الاستقرار في النادي. ومع ذلك، سيتطلب ذلك تحولاً في النهج. أولاً وقبل كل شيء، يحتاج SMC إلى هوية كروية واضحة واستراتيجية طويلة المدى. ويشمل ذلك تعيين مدير فني ومدرب رئيسي يتماشى مع رؤية النادي وتزويدهما بالوقت والموارد اللازمة لتنفيذ خططهما.

بالإضافة إلى ذلك، فإن الاستثمار في تنمية الشباب والمشاركة المجتمعية يمكن أن يساعد في إعادة بناء الثقة مع المشجعين الذين يظلون شريان الحياة للنادي. لا تزال رحلة كيليان مبابي كمالك لملعب ماليربي كاين في أيامها الأولى، لكن الطريق أمامنا محفوف بالتحديات. ستكون الأشهر القليلة المقبلة حاسمة في تحديد ما إذا كان بإمكانه إنقاذ مشروعه الطموح أو ما إذا كان نادي ستاد ماليربي كاين سيصبح قصة تحذيرية أخرى من سوء الإدارة في كرة القدم. بالنسبة للاعب حقق الكثير على أرض الملعب في مثل هذه السن الصغيرة، فإن الرهانات في هذا الفصل الجديد من مسيرته المهنية عالية بلا شك.

ويبقى أن نرى ما إذا كان بإمكانه تطبيق نفس التصميم والقيادة التي أظهرها كلاعب على دوره كمالك.

مقالات ذات صلة
انتقل إلى الأعلى