جاري التحميل

كفاح ريال مدريد: تحدّي تشابي ألونسو لإعادة البناء

ألقت الهزيمة الأخيرة لريال مدريد برباعية نظيفة أمام باريس سان جيرمان في نصف نهائي كأس العالم للأندية الضوء على التحديات التي تواجه العملاق الإسباني.

وتمثل هذه الخسارة نقطة انعكاس مهمة للنادي الملكي، خاصة في ظل القيادة الجديدة لتشابي ألونسو، الذي تولى زمام الأمور مع وعد بإعادة تنشيط الفريق. بالنسبة لريال مدريد، النادي الذي يفتخر بتاريخه العريق ونجاحاته، كانت مباراة ليلة الأربعاء أكثر من مجرد خسارة؛ فقد كانت بمثابة جرس إنذار. سلطت المباراة الضوء على العديد من المشاكل، لا سيما في تماسك الفريق وتناغمه، حيث فشل الفريق المدريدي المدجج بالنجوم في تقديم أداء جيد أمام باريس سان جيرمان القوي. كان الانفصال الصارخ بين كيليان مبابي وفينيسيوس جونيور، اللذان كان من المفترض أن يكونا رأس حربة الهجوم، واضحًا.

على الرغم من تألقهما الفردي، لم ينجح الثنائي في تسديدة واحدة فقط على المرمى، مما أثار المخاوف بشأن مدى توافقهما على أرض الملعب. يواجه الآن تشابي ألونسو، الذي تولى منصب المدير الفني برؤية للمزج بين الشباب والخبرة، مهمة شاقة تتمثل في المواءمة بين موهبة مبابي وفينيسيوس. يركز المخطط التكتيكي للمدرب الإسباني على اللعب الضاغط، والذي يتطلب من كل لاعب المشاركة الكاملة في الواجبات الهجومية والدفاعية على حد سواء. ومع ذلك، فإن الأداء أمام باريس سان جيرمان يشير إلى أن مبابي وفينيسيوس لم يتأقلموا بعد بشكل كامل مع هذا النهج، وغالبًا ما يجدون أنفسهم غير متناغمين. وقد أثارت آثار الهزيمة أحاديث بين نقاد كرة القدم والمشجعين على حد سواء. وقد تحدث ميشيل سالجادو، الظهير الأيمن السابق لريال مدريد، عن الحاجة إلى إجراء تغييرات جوهرية داخل الفريق.

ووفقًا له، فإن النادي بحاجة إلى إعادة تقييم استراتيجيته وربما اتخاذ قرارات جريئة فيما يتعلق بأدوار اللاعبين والتشكيلات. وفي حين أن الانتقادات كانت شديدة، إلا أنه من المهم الإشارة إلى أن ألونسو تولى منصب المدير الفني مؤخرًا فقط. يهدف نهجه، الذي ينطوي على البدء من الصفر كما ذكر بعد المباراة، إلى إعادة بناء الفريق من خلال التركيز على استعادة اللاعبين والتعاقدات الاستراتيجية. إن رؤية ألونسو للموسم القادم 2025-2026 هي رؤية التجديد والتأقلم، حيث من المتوقع أن يتبنى اللاعبون أسلوب لعبه بالكامل. الصحافة الإسبانية أيضاً كان لها رأي آخر، حيث أشارت وسائل الإعلام مثل كادينا سير إلى ضرورة إقامة علاقة أقوى بين مبابي وفينيسيوس. ستكون قدرة الثنائي على استكمال بعضهما البعض أمرًا حاسمًا لنجاح ريال مدريد في الموسم المقبل.

على الرغم من هذه النكسة، لا يزال ألونسو متفائلاً، مؤكداً على فرص التعلم من مثل هذه الهزائم. على الجانب الآخر، تم الاحتفاء بانتصار باريس سان جيرمان باعتباره مجهودًا جماعيًا وليس انتصارًا فرديًا، كما أكد ديزيريه دوي. وتُعزى هيمنة الفريق الباريسي إلى طريقة لعبه المتماسكة وقدرته على الاستفادة من نقاط ضعف ريال مدريد. بالنسبة لريال مدريد، فإن الطريق أمامهم صعب ولكنه ليس مستعصياً. إن مهمة ألونسو واضحة: غرس الانضباط وتعزيز العمل الجماعي وتطوير خطة تكتيكية تستفيد من المواهب الفردية للاعبيه لخلق وحدة هائلة.

ومع استعدادات النادي للموسم المقبل، سيتطلع المشجعون إلى رؤية كيفية مواجهة هذه التحديات وما إذا كان ألونسو قادرًا على إعادة المجد الذي اعتاد عليه ريال مدريد.

مقالات ذات صلة
انتقل إلى الأعلى