اللبؤات الإنجليزيات يقفن ضد العنصرية: نهج جديد
في عالم كرة القدم الدولية، لا تزال المعركة ضد العنصرية مشكلة مستمرة، وتبرز بشكل خاص خلال البطولات الكبرى.
وقد واجه منتخب إنجلترا للسيدات، منتخب سيدات إنجلترا، منتخب اللبؤات، مؤخرًا حقائق قاسية من الإساءات العنصرية، مما يسلط الضوء على الحاجة إلى مواصلة الجهود لمعالجة هذه المشكلة المتجذرة. فخلال بطولة أوروبا الجارية في سويسرا، تعرضت جيس كارتر، وهي عضوة حيوية في الفريق، لسيل من الإساءات العنصرية على الإنترنت. وقد جاء هذا السلوك المستهجن بعد أدائها في البطولة، لا سيما بعد مباراتي فرنسا والسويد. وعلى الرغم من التحديات على أرض الملعب، إلا أن المشاكل خارج الملعب هي التي ألقت بظلالها على البطولة بالنسبة لكارتر وزملائها في الفريق. تجربة كارتر ليست حادثة منعزلة، بل هي استمرار لاتجاه مقلق في كرة القدم حيث يتم استهداف اللاعبات ذوات البشرة الملونة بشكل غير متناسب للإساءة. شاركت المدافعة، التي كانت شخصية رئيسية في دفاع منتخب إنجلترا، إحباطها وقرارها بالابتعاد عن وسائل التواصل الاجتماعي لحماية صحتها النفسية.
كتبت كارتر على إنستغرام: "منذ بداية البطولة وأنا أتعرض للكثير من الإساءات العنصرية". "بينما أشعر أن لكل مشجع الحق في إبداء رأيه في الأداء والنتائج، إلا أنني لا أوافق أو أعتقد أنه من المقبول استهداف مظهر أو عرق شخص ما". قررت لاعبات فريق ليونيس تغيير نهجهن في مكافحة العنصرية من خلال التوقف عن الوقوف على الركبة قبل المباريات. وبدلاً من ذلك، أعربن عن ضرورة أن تجد كرة القدم طرقاً جديدة لمعالجة العنصرية ومكافحتها بفعالية. ينبع هذا القرار من شعور جماعي بأن هذه اللفتة الرمزية لم تعد مؤثرة في إحداث التغيير. أكدت لوسي برونز، وهي مدافعة عن الفريق، على الحاجة إلى رسالة أقوى، قائلة: "يتعلق الأمر بوضع بيان آخر للقول بأن هذه المشكلة لا تزال قائمة، ويجب القيام بالمزيد في كرة القدم، ويجب القيام بالمزيد في المجتمع".
يمثل قرار الفريق بالوقوف بدلاً من الركوع رغبة في إيجاد طرق بديلة لمكافحة العنصرية، مما يعكس الحاجة الأوسع نطاقاً لاتخاذ إجراءات ملموسة بدلاً من الإيماءات الرمزية وحدها. وقد كان اتحاد كرة القدم (FA) استباقيًا في معالجة هذه القضية من خلال العمل مع سلطات إنفاذ القانون لتعقب المسؤولين عن الإساءات الموجهة إلى كارتر عبر الإنترنت. وأكد مارك بولينجهام، الرئيس التنفيذي للاتحاد الإنجليزي لكرة القدم، أنهم تواصلوا مع الشرطة البريطانية ويتعاونون مع منصات التواصل الاجتماعي لتقديم الجناة إلى العدالة. وأشار بولينجهام: "للأسف، هذه ليست المرة الأولى التي يحدث فيها هذا الأمر مع لاعب إنجليزي"، مسلطًا الضوء على الطبيعة المنهجية للمشكلة. كما أدان نادي جوثام إف سي، نادي كارتر، هذه الإساءة، مؤكداً التزامه بخلق بيئة آمنة وشاملة.
وذكر النادي: "جيس ليست لاعبة كرة قدم من الطراز العالمي فحسب، بل هي قدوة وقائدة وجزء مهم من عائلتنا"، مؤكدين دعمهم لكارتر وموقفهم ضد العنصرية. يعد قرار فريق ليونيس بتغيير طقوسه قبل المباراة خطوة مهمة في الكفاح المستمر ضد العنصرية في كرة القدم. فباختيارهم الوقوف في الملعب، يسعون إلى إثارة إعادة تقييم كيفية تعامل الرياضة مع التمييز وتشجيع التغيير المجتمعي الأوسع نطاقًا. بينما يستعد الفريق لمباراة نصف النهائي ضد إيطاليا، يظل تركيزهم على أرض الملعب، لكن أفعالهم خارج الملعب لا يزال صداها يتردد خارج الملعب. إن رغبة جيس كارتر في التحدث علنًا ضد الإساءة التي تعرضت لها هي شهادة على مرونتها وتصميمها على إحداث التغيير.
وأعربت كارتر عن أملها في مستقبل لا يتم فيه التسامح مع الإساءات العنصرية أو تجاهلها بعد الآن، قائلة: "نأمل أن يؤدي التحدث علانية إلى جعل الأشخاص الذين يكتبون هذه الإساءة يفكرون مرتين حتى لا يضطر الآخرون إلى التعامل معها". تعكس تصرفات اللبؤات اعترافًا متزايدًا بأن مكافحة العنصرية تتطلب أكثر من مجرد إيماءات؛ فهي تتطلب مشاركة فعالة ومساءلة من جميع أصحاب المصلحة في الرياضة.
ومع استمرار كرة القدم في التعامل مع هذه القضايا، فإن موقف اللبؤات بمثابة تذكير قوي بالعمل المستمر اللازم لخلق بيئة شاملة ومحترمة حقًا لجميع اللاعبين والمشجعين.