جاري التحميل

معركة البث الاستراتيجي: قناة +Canal+ ضد +Ligue 1+

في خطوة جريئة أثارت فضولاً وجدلًا في عالم البث الرياضي، قررت قناة Canal+ بث المباراة الافتتاحية للدوري الإنجليزي الممتاز بين ليفربول وبورنموث مجانًا في 15 أغسطس.

يحمل هذا القرار الذي يبدو واضحًا ومباشرًا في ظاهره، ثقلًا استراتيجيًا أعمق لأنه يتزامن مباشرة مع إطلاق بث قناة +Ligue 1+ لمباراة رين ومارسيليا، إيذانًا ببداية موسم 2025-2026 من الدوري الفرنسي. إن توقيت هذا القرار ليس مجرد مصادفة؛ بل هو مناورة محسوبة في معركة حقوق البث المستمرة بين Canal+ ورابطة الدوري الفرنسي لكرة القدم المحترفة (LFP). تاريخيًا، كانت Canal+ شريكًا قويًا لكرة القدم الفرنسية، حيث كانت تمتلك حقوق البث التي سمحت لها بأن تكون منصة رئيسية لمباريات الدوري الفرنسي. ومع ذلك، أدت الخلافات الأخيرة حول تسعير الاشتراكات وتوزيع منصة Ligue 1+ الجديدة إلى تصدع شراكتهم مع الاتحاد الفرنسي لكرة القدم. وقد سلط مكسيم سعادة، رئيس قناة +Canal+، الضوء على هذه المشاكل، مشيرًا إلى أن الظروف لم تكن مواتية لقناة +Canal+ لتوزيع منصة الدوري الفرنسي الجديدة.

ونتيجة لذلك، اختارت Canal+ الانسحاب من هذه الشراكة، تاركةً منصة Ligue 1+ الجديدة لتدافع عن نفسها في سوق تنافسية. إن قرار قناة Canal+ ببث المباراة الافتتاحية للدوري الإنجليزي الممتاز دون مقابل هو بمثابة ضربة استراتيجية للدوري الفرنسي، حيث تُظهر قدرتها على جذب الجماهير من خلال كرة القدم العالمية، خاصة من الدوري الإنجليزي العريق، المعروف بمشاهدته العالمية الضخمة. لا تقتصر هذه الخطوة على عرض المباراة فحسب، بل تهدف إلى تأكيد نفوذها وتذكير الاتحاد الفرنسي لكرة القدم ببراعة قناة +Canal+ وانتشارها. وقد قلل نيكولاس دي تافرنوست، المدير العام لشركة LFP Media، من التأثير المحتمل لهذه الخطوة، وأصر على أن التركيز ينصب على بناء جمهور طويل الأمد للدوري الفرنسي ++.

وأكد تافرنوست على التزامهم بالحفاظ على علاقة إيجابية مع قناة +Canal+، على الرغم من الانتكاسة، وأعرب عن أمله في أن تعود قناة +Canal في نهاية المطاف كموزع للدوري الفرنسي +Ligue 1+. ومع ذلك، فإن النتيجة المباشرة هي أن مشجعي كرة القدم الفرنسية أصبحوا أمام خيارين: إما تبني منصة جديدة مستقلة في الدوري الفرنسي +Ligue 1+ أو الاستمتاع بالألفة وسهولة الوصول التي تواصل Canal+ تقديمها من خلال بثها الاستراتيجي. إن هذه المواجهة المباشرة في 15 أغسطس هي أكثر من مجرد مواجهة في كرة القدم؛ إنها انعكاس للديناميكيات التنافسية في صناعة البث الرياضي، حيث الحقوق ونسبة المشاهدة سلعة متنافسة بشدة. بالنسبة للمشجعين وأصحاب المصلحة، يؤكد هذا الوضع على الاتجاهات الأوسع نطاقاً لتجزئة وسائل الإعلام وتغير مشهد الترفيه الرياضي.

يمكن أن تحدد نتيجة هذا الصدام سوابق لكيفية التفاوض على الحقوق الرياضية واستهلاكها في المستقبل، ليس فقط في فرنسا، بل على مستوى العالم.

مع انطلاق الموسم الجديد، سيراقب مجتمع كرة القدم عن كثب ليرى كيف ستتضح هذه الألاعيب الاستراتيجية، وأي منصة ستستحوذ في النهاية على قلوب وشاشات مشجعي كرة القدم في فرنسا.

مقالات ذات صلة
انتقل إلى الأعلى