محمد صلاح يتخذ موقفاً: إشادة الاتحاد الأوروبي لكرة القدم بسليمان العبيد تثير الجدل
في عالم كرة القدم، حيث غالبًا ما يتم الاحتفاء بالأبطال لبراعتهم في الملعب، اتخذت قصة سليمان العبيد، المعروف باسم "بيليه الفلسطيني"، منحى مأساويًا، حيث لفتت الانتباه إلى ما وراء حدود الملعب.
قُتل العبيد، وهو شخصية محترمة في كرة القدم الفلسطينية، في غارة إسرائيلية أثناء انتظاره للمساعدات في غزة، وهو الموقف الذي أشعل النقاشات حول دور الرياضة والسياسة. وقد دخل محمد صلاح، مهاجم ليفربول وأحد أبرز اللاعبين العرب، على الخط، متسائلاً عن رد فعل الاتحاد الأوروبي لكرة القدم على وفاة العبيد. أصدر الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، وهو الهيئة الإدارية لكرة القدم الأوروبية، بيانًا مقتضبًا ينعي فيه وفاة العبيد، مشيدًا به باعتباره "موهبة أعطت الأمل لعدد لا يحصى من الأطفال". ومع ذلك، سارع صلاح إلى تسليط الضوء على الإغفال الصارخ في بيان الاتحاد الأوروبي لكرة القدم - الظروف المحيطة بوفاة العبيد.
على منصة التواصل الاجتماعي X، تساءل صلاح: "هل يمكنك أن تخبرنا كيف مات وأين ولماذا؟" كان لسؤاله المباشر والمؤثر صدى لدى الكثيرين، حيث حصد أكثر من 840,000 إعجاب. تؤكد هذه الحادثة على الصراع الدائر في غزة، حيث تلعب الرياضة في كثير من الأحيان دورًا مزدوجًا كقوة موحدة ووسيلة للتعبير السياسي. وفاة العبيد هي جزء من رواية أكبر تتعلق بالاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، الذي أفاد بأن 325 شخصًا من مجتمعه قد لقوا حتفهم منذ بدء الصراع في أكتوبر 2023. ويصف الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم العبيد بأنه أحد ألمع نجومه، حيث لعب 24 مباراة مع المنتخب الوطني وسجل أكثر من 100 هدف في مسيرته. وتسلط مداخلة صلاح الضوء على الآثار الأوسع نطاقًا لوفاة العبيد، وتؤكد على ضرورة الشفافية في الاعتراف بالواقع الذي يواجهه الرياضيون في مناطق النزاع.
وقد وثقت الأمم المتحدة أكثر من 1,000 حالة وفاة بالقرب من مواقع توزيع المساعدات في غزة منذ شهر مايو، مما يسلط الضوء على الأزمة الإنسانية الحادة التي تفاقمت بسبب الأعمال العسكرية المستمرة. وقد أعرب رد الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، المنسوب إلى رئيسه ألكسندر تشيفرين، عن تعازيه لكنه لم يتطرق إلى السياق السياسي لوفاة العبيد. وجاء في البيان: "لقد كان دليلًا على أن الفرح والموهبة والفخر يمكن أن تزدهر رغم المعاناة"، وركز البيان على إسهامات العبيد في الرياضة بدلًا من الظروف التي أدت إلى وفاته. إن استفسار صلاح ليس مجرد دعوة للتوضيح، بل هو أيضًا تذكير بالتأثير الذي يمارسه الرياضيون في تشكيل الخطاب العام.
ويكتسب موقفه أهمية خاصة بالنظر إلى مكانته في عالم كرة القدم ودفاعه السابق عن تقديم المساعدات الإنسانية إلى غزة. وبينما يتصارع العالم مع التقاطع بين الرياضة والسياسة وحقوق الإنسان، تدعو خطوة صلاح الجريئة إلى إعادة النظر في كيفية تعامل المنظمات الرياضية مع القضايا الجيوسياسية المعقدة. كما أنها تثير تساؤلات حول مسؤوليات الهيئات الرياضية العالمية في الاعتراف بالوقائع الاجتماعية والسياسية التي تؤثر على لاعبيها ومشجعيها ومعالجتها. في رياضة تزدهر بالوحدة والمجتمع، فإن قصة سليمان العبيد بمثابة تذكير كئيب بتأثير الصراع على حياة الرياضيين والمجتمعات التي يمثلونها. إن دعوة صلاح إلى الشفافية لا تكرم ذكرى لاعب سقط فحسب، بل تتحدى أيضًا مجتمع كرة القدم العالمي لمواجهة الحقائق التي يواجهها اللاعبون خارج الملعب.
وبينما يقف صلاح ثابتاً في تساؤلاته، فإنه يؤكد على قوة الشخصيات الرياضية في الدفاع عن العدالة والحقيقة، مسلطاً الضوء على دور كرة القدم كمنصة للتغيير الاجتماعي.