منتخب البرازيل للرجبي للسيدات: من الأحياء الفقيرة إلى الظهور الأول في كأس العالم
في المشهد النابض بالحياة للرياضة البرازيلية، يُكتب فصل جديد من فصول الرياضة البرازيلية النابضة بالحياة، حيث يستعد الفريق الوطني للرجبي للسيدات المعروف باسم "ياراس" للمشاركة لأول مرة في كأس العالم للرجبي للسيدات.
هذه اللحظة التاريخية لا تتعلق فقط بالمنافسة على مسرح عالمي؛ بل هي شهادة على المرونة والإبداع اللذين ميزا مسيرتهن. وعلى الرغم من أن الرجبي رياضة ثانوية نسبيًا في البرازيل، خاصة عندما يطغى عليها هوس كرة القدم في البلاد، إلا أنها تكتسب بهدوء، ويرجع الفضل في جزء كبير منه إلى جهود اللاعبات والمدربين المتحمسين. يمثل تأهل فريق ياراس إلى كأس العالم علامة فارقة في هذه الرحلة. تجسّد الكابتن إيشيلين كويمبرا، التي نشأت في الأحياء الفقيرة في ريو، روح هذا الفريق ومثابرته. إن مسارها من كرة الطائرة على شواطئ كوباكابانا إلى أن أصبحت أكثر اللاعبات تتويجاً في الرجبي البرازيلي للسيدات هو قصة تفاني وقوة البرامج الرياضية المجتمعية مثل "الرجبي للجميع".
على الرغم من كونه الفريق الأقل تصنيفاً في البطولة، إلا أن البرازيل وصلت باستراتيجية مبنية على السرعة والرشاقة التي اكتسبتها من خلفيتها في لعبة الرجبي السباعية. يشتهر فريق ياراس بنهجه المبتكر، مثل التدرب على الركض على شجرة عندما يواجهون نقصاً في المرافق، وهو دليل على سعة حيلتهم. لم تكن رحلة الفريق إلى كأس العالم خالية من التحديات. فمع خوضهم 16 مباراة تجريبية فقط كمنتخب، فإن خبرتهم محدودة. ومع ذلك، فإن هذا النقص في الاحتكاك الدولي يقابله أسلوب لعبهم الفريد من نوعه، والذي يستخدم مهارات الرغبي السباعي السريع. يمكن لهذا الأسلوب أن يربك المنتخبات الأكثر تقليدية، مما يتيح للبرازيل فرصة مفاجأة الخصوم. وتسلط لاعبة الجناح لاريسا هينوود، التي اكتشفت الرغبي في البرتغال وانتقلت فيما بعد إلى نيوزيلندا، الضوء على التضحيات والدوافع الشخصية التي تدفع اللاعبين.
تؤكد عودتها إلى البرازيل، حيث تشارك لأول مرة مع المنتخب الوطني، على الخلفيات المتنوعة والأحلام المشتركة لـ"الياراس". يهدف الفريق إلى إظهار الرغبي البرازيلي على الساحة العالمية، وإضفاء لمسة من ذوق السامبا على هذه الرياضة. هدفهم ليس فقط المنافسة بل الإلهام، وإثبات أن الرجبي لعبة للجميع، بغض النظر عن الجنس أو الخلفية. بينما يستعدون لمواجهة جنوب إفريقيا وفرنسا وإيطاليا، لا يشعر فريق ياراس بالإحباط. وفي حين أنهم واقعيون بشأن فرصهم في مواجهة منتخبات الرغبي العريقة، إلا أنهم يرون فرصاً للفوز خاصةً ضد جنوب أفريقيا وإيطاليا. تعتبر كأس العالم منصة للبرازيل لإعادة تعريف قصة الرغبي الخاصة بها، على أمل أن يثير أداؤهم اهتماماً ودعماً أكبر لهذه الرياضة في بلادهم. إن رحلة فريق ياراس هي قصة الطموح والشغف والإيمان بأن الرياضة يمكن أن تتجاوز الحواجز التقليدية، وتقدم رسالة قوية عن التمكين والإمكانات.
وبينما هم في الملعب، يحملون معهم أحلام أمة وأمل إلهام الجيل القادم من لاعبي الرجبي البرازيليين.