كان العملاق الكتالوني، الذي خسر مباراة الذهاب 2-0 في تورينو، بحاجة إلى معجزة للتأهل إلى دور الثمانية وحقق ذلك أمام جماهيره. بدأت المباراة بوتيرة حماسية حيث أظهر برشلونة نواياه منذ صافرة البداية. كان أنسو فاتي هو من افتتح التسجيل لأصحاب الأرض في الدقيقة 12 بمجهود فردي رائع من الجهة اليسرى وسدد الكرة في الزاوية البعيدة. مهد هذا الهدف المبكر الطريق لأمسية لا تنسى في تاريخ برشلونة الأوروبي اللامع. رد يوفنتوس سريعًا ونجح في معادلة النتيجة عن طريق رأسية دوسان فلاهوفيتش في الدقيقة 27، مما أسكت جمهور كامب نو الصاخب للحظات.

ومع ذلك، لم يرتدع برشلونة واستعاد تقدمه قبل نهاية الشوط الأول بفضل تسديدة بيدري من مسافة قريبة بعد عمل رائع من عثمان ديمبلي على الجناح الأيمن. شهد الشوط الثاني ضغط برشلونة من أجل تسجيل المزيد من الأهداف لضمان تأهله إلى الدور التالي، لكنه قوبل بمقاومة شرسة من دفاع يوفنتوس الصلب. بدا أن الفريق الإيطالي في طريقه للتأهل بفارق الأهداف خارج أرضه إلى أن جاءت الدقائق العشر الأخيرة المثيرة. في تحول مذهل للأحداث، وجد رافينيا نفسه في نهاية عرضية دقيقة من جوردي ألبا، ولم يخطئ في إيداعها برأسه في الشباك مسجلاً الهدف الثالث لبرشلونة في الدقيقة 83.

مع تعادل الفريقين في مجموع المباراتين ولكن يوفنتوس لا يزال متقدماً بفارق الأهداف خارج أرضه، انطلق فريق كامب نو إلى الأمام بحثاً عن هدف آخر يكمل به عودته الرائعة. وجاءت تلك اللحظة في الوقت بدل الضائع عندما سجل فيران توريس من مسافة قريبة بعد فوضى داخل منطقة جزاء يوفنتوس بعد ركلة ركنية. أثار الهدف احتفالات صاخبة بين اللاعبين والمشجعين على حد سواء، ليكمل برشلونة تحولهم الملحمي. وبهذا الفوز، لم يُظهر فريق تشافي هيرنانديز أسلوبه الذي لا يستسلم أبدًا فحسب، بل أشار أيضًا إلى عودته كأحد أندية النخبة في أوروبا تحت إدارته.

أما بالنسبة ليوفنتوس، فقد كان الأمر محزنًا بالنسبة ليوفنتوس الذي ودع البطولة رغم أنه كان يضع قدمًا واحدة في الدور ربع النهائي في منتصف لقاء الليلة. بينما يسير برشلونة إلى الدور ربع النهائي رغم كل الصعاب، سيستمد برشلونة الثقة من هذا الفوز التاريخي الذي سيُذكر بلا شك كواحد من أعظم الانتصارات في دوري أبطال أوروبا.