فقد تحول فريق النورس، الذي كان يعتبر من الفرق التي تصارع من أجل البقاء، إلى منافس حقيقي على اللقب الأوروبي، حيث أظهر براعة تكتيكية وتوظيفاً ذكياً للاعبين ورؤية واضحة من مجلس الإدارة إلى أرض الملعب. تحت إشراف غراهام بوتر والآن روبرتو دي زيربي، طور برايتون أسلوب لعب جذاب وفعال في نفس الوقت. إن قدرة الفريق على السيطرة على المباريات من خلال الاستحواذ على الكرة، إلى جانب استراتيجية الضغط العالي، جعلته ينتزع نقاطًا من الفرق الستة الأولى التقليدية ويثبت نفسه بقوة كقوة لا يستهان بها. كان أحد العوامل المهمة في صعود برايتون هو استراتيجية التوظيف التي اتبعها الفريق. ركز النادي على تحديد المواهب التي لا تحظى بالتقدير الكافي من جميع أنحاء أوروبا ودمج هؤلاء اللاعبين بسلاسة في الفريق.

وقد ازدهر أمثال إيف بيسوما ونيل موباي ولياندرو تروسارد على الساحل الجنوبي، وأثبتوا أنهم يلعبون دورًا محوريًا في نجاح برايتون. علاوة على ذلك، فإن أكاديمية برايتون للشباب تستحق الثناء على إنتاج مواهب محلية مثل روبرت سانشيز وبن وايت. إن تطورهم ليصبحوا لاعبين أساسيين في الفريق الأول لا يتحدث فقط عن التزام النادي بتطوير الشباب، ولكنه يوفر أيضًا نموذجًا مستدامًا للنجاح. أما خارج الملعب، فإن استثمار المالك توني بلوم في البنية التحتية - بما في ذلك منشأة التدريب الحديثة وتوسيع ملعب أمكس - يدل على التزام طويل الأمد بالنمو والاستقرار.

لقد خلق هذا النهج الشامل بيئة يمكن للاعبين أن يزدهروا فيها ويمكن للجماهير أن تحلم بما هو أكبر من مجرد البقاء. مع استمرار برايتون في سعيه نحو كرة القدم الأوروبية، من الواضح أن رحلتهم الرائعة هي شهادة على ما يمكن تحقيقه بالرؤية والصبر والتخطيط الاستراتيجي.

لم يعد فريق النورس يحلق تحت الرادار، بل يحلق نحو آفاق جديدة.