لم يعزز هذا الفوز من مكانة بايرن ميونيخ في صدارة جدول الترتيب فحسب، بل أرسل أيضًا رسالة قوية إلى منافسيه على اللقب. منذ صافرة البداية، أظهر بايرن ميونيخ نية هجومية قوية وسيطر على خط الوسط وضغط في أعلى الملعب. كان روبرت ليفاندوفسكي هو من كسر الجمود في الدقيقة 24 برأسية متقنة بعد عرضية متقنة من سيرج جنابري. وبدا أن هذا الهدف قد أزعج دورتموند الذي عانى من صعوبة في إيجاد إيقاعه وكان في حالة تراجع مستمر. وشهد الشوط الثاني مزيدًا من السيطرة من جانب بايرن ميونيخ، حيث ضاعف توماس مولر من تقدم الفريق البافاري في الدقيقة 56 بتسديدة قوية من داخل منطقة الجزاء مستغلًا خطأ دفاعي من دورتموند.

حاول الضيوف العودة في النتيجة لكنهم وجدوا أنفسهم مخنوقين أمام دفاع بايرن المنضبط بقيادة دايوت أوباميكانو. وجاء المسمار الأخير في نعش دورتموند في الدقيقة 78 عندما أطلق ليروي سانيه تسديدة قوية من مسافة بعيدة سددها من مسافة بعيدة في مرمى جريجور كوبل لتسكن الشباك محققًا 3-0. كان الهدف شاهدًا على براعة بايرن الهجومية وأنهى أي آمال لدورتموند في إنقاذ ما يمكن إنقاذه من المباراة. هذا الفوز كان لطيفًا بشكل خاص بالنسبة لمدرب بايرن ميونيخ جوليان ناجلسمان، الذي واجه انتقادات هذا الموسم بسبب الأداء غير المتسق لفريقه. ومع ذلك، فإن نتيجة اليوم وخاصة طريقة الفوز ستسكت بالتأكيد بعض منتقديه وستعزز ثقة فريقه مع اقترابهم من المرحلة الأخيرة الحاسمة من الموسم. بالنسبة لبوروسيا دورتموند ومدربهم ماركو روز، فإن هذه الهزيمة مريرة بالنسبة لهم.

فهي لا تعرقل تطلعاتهم في المنافسة على اللقب فحسب، بل تثير أيضًا تساؤلات حول قدرتهم على المنافسة ضد فرق من الدرجة الأولى في ظل ظروف الضغط. سيحتاجون إلى إعادة تنظيم صفوفهم سريعًا حيث يواجهون مباريات مهمة في المستقبل إذا أرادوا ضمان التأهل لدوري أبطال أوروبا للموسم المقبل. وفي الوقت الراهن، يبدو أن بايرن ميونيخ يستعد لمواصلة هيمنته على كرة القدم الألمانية، بينما يتعين على بوروسيا دورتموند إيجاد حلول سريعة إذا أراد المنافسة مرة أخرى.

هناك شيء واحد واضح: في هذا التنافس العريق، كان اليوم من نصيب بايرن ميونيخ بالكامل.