كانت المباراة مليئة باللحظات الحماسية والبراعة التكتيكية من كلا الفريقين، وأبقت الجماهير على حافة مقاعدهم حتى صافرة النهاية. بدأت المباراة بوتيرة حماسية مع تقدم ريال مدريد في الدقيقة 23 من هجمة مرتدة سريعة من فينيسيوس جونيور الذي استغل هجمة مرتدة سريعة. رد برشلونة بضغط متزايد وسيطر على مجريات اللعب وبحث عن طرق لاختراق دفاع ريال مدريد. وقد أثمرت جهودهم قبل نهاية الشوط الأول عندما سجل بيدري هدف التعادل بعد سلسلة من التمريرات المتقنة التي جعلت دفاع الريال يتخبط في الدفاع. شهد الشوط الثاني فرصاً عديدة لكلا الفريقين. اعتقد كريم بنزيما أنه وضع ريال مدريد في المقدمة مرة أخرى في بداية الشوط، لكن هدفه أُلغي بداعي التسلل بعد مراجعة حكم الفيديو المساعد.

ومع ضغط الفريقين من أجل تسجيل هدف الفوز، ارتفعت حدة التوتر، مما أدى إلى إشهار الحكم العديد من البطاقات الصفراء. وجاءت اللحظة الحاسمة في الدقيقة 78 عندما سقط رودريجو لاعب ريال مدريد في منطقة الجزاء تحت ضغط من جيرارد بيكيه. وبعد مراجعة متوترة أخرى لتقنية حكم الفيديو المساعد، احتسب الحكم ركلة جزاء لريال مدريد. تقدم سيرخيو راموس وسددها ببراعة من ركلة الجزاء ببراعة ليبعد تير شتيجن الكرة ويضع فريقه في المقدمة مرة أخرى. رمى برشلونة بكل ثقله بحثًا عن هدف التعادل في الدقائق الأخيرة، لكن تيبو كورتوا تصدى لعدة كرات حاسمة وحرمهم من هدف التعادل.

وعلى الرغم من احتساب سبع دقائق من الوقت المحتسب بدل الضائع وبعض اللحظات التي أدمت قلوب مشجعي ريال مدريد، إلا أن اللوس بلانكوس صمد وحقق فوزاً مهماً أعاد الفريق إلى المنافسة على صدارة الدوري الإسباني. سيكون هذا الفوز حلوًا بشكل خاص لرجال المدرب كارلو أنشيلوتي، الذين واجهوا انتقادات هذا الموسم بسبب عدم اتساقهم. على الجانب الآخر، سيتحسّر تشافي هيرنانديز على الفرص الضائعة ولكن يمكنه أن يستمد العزاء من الأداء القوي الذي قدمه فريقه أمام أشرس منافسيه. مع اقتراب الدوري الإسباني من نهايته، أثبتت هذه النسخة من الكلاسيكو مرة أخرى سبب كونها واحدة من أكثر المباريات المنتظرة في كرة القدم.

ومع استمرار كلا الفريقين في المنافسة على اللقب، فإن كل مباراة من الآن فصاعدًا تكتسب أهمية إضافية في ظل الصراع على الجائزة الكبرى في كرة القدم الإسبانية.